- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
السلام عليكم و رحمه الله تعالى وبركاته
*******************************
(لم استطع رفع الصورة لموضوعي ...)
أحببت أن أعلق على الصورة بطريقتي الخاصة ونظرتي الخاصة .
**************************************
كنا نعيش مع والدتي في واد ذي زرع ،ومنطقة كانت من جنان الله في ارضه ،وقلت مع والدتي لان أبي كان يعمل بعيدا عنا ولا يزورنا سوى مرتين أو مرة في العام .
كانت أمي تنهض قبل الفجر لتحلب الماعز وتحضر لنا الفطور وتجهزنا للمدرسة التي كانت تبعد ساعة الا ربع، كنا عشرة إخوة وأخوات نعيش أروع حياة بسيطة يمكن أن يتخيلها أحد في هذا الوقت .
وفي طريق عودتي الى البيت من المدرسة ،أشم رائحة اللخبز ( المطلوع) الذي كانت أمي تحضره لنا ،فأركض لامي الى حيث هي وأغسل يدي في الساقية التي كانت لا تتوقف طوال العام ،وأطلب منها أن تعطيني الخبز ،وأذهب الى ما غرست أمي من ثوم وبصل وجزر فآخذ قضمة خبز وأخرى من ورق الثوم والبصل وحتى الكسبر والطماطم حتى أنهي غدائي في الخارج ،وأعود الى أمي للبيت وأنا في كامل الشبع .
كانت أمي تجمع بقايا الطعام وتعطيها لكلبي الحراسة، أو للقطط التي كنا نربيها من أجل أن تأكل العقارب وتحمينا منهم، وبقايا الخبز تنشفها وتهرسها وتقدمها لسرب الديك الرومي أو للدجاج أو لقطيع الماعز والغنم، كانت أمي تهتم بكل هؤلاء ونحن معهم ، ولم ترمي ولا قطعة خبز مع المهملات .
وفي ذلك الوقت كان الغيث سريع الهطول ،والدنيا كلها تملؤها الخيرات من قمح وشعير وخضر وفواكه ،لم تكن أمي تشتري إلا مواد التنظيف ،والقهوة والسكر .. وأشياء أخرى لا نستطيع زراعتها ولا صنعها.
كان الثلج لا يغادر الجبال حتى في شهر جويلية تجد شيئا منه في القمة .
كانت أمي تعطي لإخوتي الاكبر مني اللبن والحليب في قارورات وتقول لهم قفو في جانب الطريق وعندما ترو سيارة أوقفوها وأعطوهم الحليب واللبن مجانا ،وأحيانا بدل الحليب تعطيهم البيض أو الفاكهة الموجودة ،وكنا سعداء بهذا العمل الرائع .
كان أقرب جار لنا يبعدنا كثيرا ومع ذلك تصر أمي على أن نذهب ونقدم لهم الحليب وفاكهة الموسم الطازجة .
وعندما انتقلت الى المتوسطة بقيت عند اقرباء لي في المدينة ، ودرست عندهم وكنت كلما مشيت في الشارع أرى بقايا الطعام في الشارع والكلاب الضالة تأكل منها ،وكنت أخاف على نفسي من كثرة الكلاب الضالة ،والقطط التي أراها في كل زاوية يلعب بها الاطفال غير مدركين حجم الامراض التي تحملها لأنها ضالة.
وكان أقربائي يجمعون الخبز الجاف في أكياس ويعطوه لأمي لتؤكل به حيوانات المزرعة.
لكن معظم الناس كانت ترمي به مع القمامة، كنت أرى عالما آخر مختلفا تماما على جنتي التي كنت فيها .
هل هو التمدن من يقسي القلوب ويزيد نهم العباد؟
لست أدري!!!!
حكيت لكم حكايتي الصغيرة لأريكم كيف أن الله يعاقب الناس على الافساد في الارض ،ويكافؤهم إذا حافظو عليها مثل أولادهم وعرفو أين يستغلوها .
تذكرت قصة أتمنى أن لا أزعجكم بطول الحديث :
حكى محمد العوضي في حصة عنوانها قصص وعبر كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحكيها لصحابته رضوان الله عليهم ..... ،أن رجلا كان في الصحراء عابرا في شأن له وإذا بسحابة ممطرة فوقه يسمع صوتا جاء منها يقول : اذهب الى مزرعة فلان وانزل عليها غيثا، ففزع الرجل وخاف ولكن فضوله للمعرفة كان أقوى منه وقرر أن يتبع السحابة في الصحراء فتبعها أياما او ليال المهم وصلت السحابة وأرعدت وأبرقت ونزل الغيث على مزرعة كان رجل يوجه المياه ويسقي حرثه واشجار بستانه، فسارع اليه ليسأله اسمه فأخبره أن اسمه فلان أي نفس الاسم ، فتأكد للرجل أن ذاك جبريل كان يحدث ملك الرياح ليصرف السحاب الى مزرعة هذا الرجل بأمر الله سبحانه وتعالى، فسأله ما سبب نزول المطر عند بستانه دون غيره ،فأخبره أنه عندما يحصد الغلة يقسمها على ثلاث ... الثلث للفقراء ،والثلث الثاني لأهله وأولاده عولة العام ،والثلث الثالث يخزنه ليعيد زرعه العام القادم.
ففهم هذا الرجل السبب في رحمة الله لصاحب البستان، أنه لم يعتبر نعمة الله له وحده بل هي من حق الفقراء أيضا.
وأننا في هذه الدنيا عابرو سبيل ولن نأخذ معنا سوى أعمالنا وليس أموالنا.
أين هو صاحب الصورة من صاحب البستان ؟
وأين هو من قوله تعالى :
﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾
[ سورة الإسراء : 26-27]
السنا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع؟
لما لا نحاول ونحاول للحد من هذه الظاهرة
- بشراء كفايتنا
- بحاويات خاصة بجمع الخبز ثم نعلم اصحاب المزارع ليأتو ويأخذوه.
والله أن الله سينزل غيثه مجددا على أراضينا وسيرحمنا برحمته الواسعه
( إرحمو من في الارض يرحمكم من في السماء)
والسلام عليكم و رحمه الله تعالى وبركاته
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
*******************************
(لم استطع رفع الصورة لموضوعي ...)
أحببت أن أعلق على الصورة بطريقتي الخاصة ونظرتي الخاصة .
**************************************
كنا نعيش مع والدتي في واد ذي زرع ،ومنطقة كانت من جنان الله في ارضه ،وقلت مع والدتي لان أبي كان يعمل بعيدا عنا ولا يزورنا سوى مرتين أو مرة في العام .
كانت أمي تنهض قبل الفجر لتحلب الماعز وتحضر لنا الفطور وتجهزنا للمدرسة التي كانت تبعد ساعة الا ربع، كنا عشرة إخوة وأخوات نعيش أروع حياة بسيطة يمكن أن يتخيلها أحد في هذا الوقت .
وفي طريق عودتي الى البيت من المدرسة ،أشم رائحة اللخبز ( المطلوع) الذي كانت أمي تحضره لنا ،فأركض لامي الى حيث هي وأغسل يدي في الساقية التي كانت لا تتوقف طوال العام ،وأطلب منها أن تعطيني الخبز ،وأذهب الى ما غرست أمي من ثوم وبصل وجزر فآخذ قضمة خبز وأخرى من ورق الثوم والبصل وحتى الكسبر والطماطم حتى أنهي غدائي في الخارج ،وأعود الى أمي للبيت وأنا في كامل الشبع .
كانت أمي تجمع بقايا الطعام وتعطيها لكلبي الحراسة، أو للقطط التي كنا نربيها من أجل أن تأكل العقارب وتحمينا منهم، وبقايا الخبز تنشفها وتهرسها وتقدمها لسرب الديك الرومي أو للدجاج أو لقطيع الماعز والغنم، كانت أمي تهتم بكل هؤلاء ونحن معهم ، ولم ترمي ولا قطعة خبز مع المهملات .
وفي ذلك الوقت كان الغيث سريع الهطول ،والدنيا كلها تملؤها الخيرات من قمح وشعير وخضر وفواكه ،لم تكن أمي تشتري إلا مواد التنظيف ،والقهوة والسكر .. وأشياء أخرى لا نستطيع زراعتها ولا صنعها.
كان الثلج لا يغادر الجبال حتى في شهر جويلية تجد شيئا منه في القمة .
كانت أمي تعطي لإخوتي الاكبر مني اللبن والحليب في قارورات وتقول لهم قفو في جانب الطريق وعندما ترو سيارة أوقفوها وأعطوهم الحليب واللبن مجانا ،وأحيانا بدل الحليب تعطيهم البيض أو الفاكهة الموجودة ،وكنا سعداء بهذا العمل الرائع .
كان أقرب جار لنا يبعدنا كثيرا ومع ذلك تصر أمي على أن نذهب ونقدم لهم الحليب وفاكهة الموسم الطازجة .
وعندما انتقلت الى المتوسطة بقيت عند اقرباء لي في المدينة ، ودرست عندهم وكنت كلما مشيت في الشارع أرى بقايا الطعام في الشارع والكلاب الضالة تأكل منها ،وكنت أخاف على نفسي من كثرة الكلاب الضالة ،والقطط التي أراها في كل زاوية يلعب بها الاطفال غير مدركين حجم الامراض التي تحملها لأنها ضالة.
وكان أقربائي يجمعون الخبز الجاف في أكياس ويعطوه لأمي لتؤكل به حيوانات المزرعة.
لكن معظم الناس كانت ترمي به مع القمامة، كنت أرى عالما آخر مختلفا تماما على جنتي التي كنت فيها .
هل هو التمدن من يقسي القلوب ويزيد نهم العباد؟
لست أدري!!!!
حكيت لكم حكايتي الصغيرة لأريكم كيف أن الله يعاقب الناس على الافساد في الارض ،ويكافؤهم إذا حافظو عليها مثل أولادهم وعرفو أين يستغلوها .
تذكرت قصة أتمنى أن لا أزعجكم بطول الحديث :
حكى محمد العوضي في حصة عنوانها قصص وعبر كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحكيها لصحابته رضوان الله عليهم ..... ،أن رجلا كان في الصحراء عابرا في شأن له وإذا بسحابة ممطرة فوقه يسمع صوتا جاء منها يقول : اذهب الى مزرعة فلان وانزل عليها غيثا، ففزع الرجل وخاف ولكن فضوله للمعرفة كان أقوى منه وقرر أن يتبع السحابة في الصحراء فتبعها أياما او ليال المهم وصلت السحابة وأرعدت وأبرقت ونزل الغيث على مزرعة كان رجل يوجه المياه ويسقي حرثه واشجار بستانه، فسارع اليه ليسأله اسمه فأخبره أن اسمه فلان أي نفس الاسم ، فتأكد للرجل أن ذاك جبريل كان يحدث ملك الرياح ليصرف السحاب الى مزرعة هذا الرجل بأمر الله سبحانه وتعالى، فسأله ما سبب نزول المطر عند بستانه دون غيره ،فأخبره أنه عندما يحصد الغلة يقسمها على ثلاث ... الثلث للفقراء ،والثلث الثاني لأهله وأولاده عولة العام ،والثلث الثالث يخزنه ليعيد زرعه العام القادم.
ففهم هذا الرجل السبب في رحمة الله لصاحب البستان، أنه لم يعتبر نعمة الله له وحده بل هي من حق الفقراء أيضا.
وأننا في هذه الدنيا عابرو سبيل ولن نأخذ معنا سوى أعمالنا وليس أموالنا.
أين هو صاحب الصورة من صاحب البستان ؟
وأين هو من قوله تعالى :
﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾
[ سورة الإسراء : 26-27]
السنا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع؟
لما لا نحاول ونحاول للحد من هذه الظاهرة
- بشراء كفايتنا
- بحاويات خاصة بجمع الخبز ثم نعلم اصحاب المزارع ليأتو ويأخذوه.
والله أن الله سينزل غيثه مجددا على أراضينا وسيرحمنا برحمته الواسعه
( إرحمو من في الارض يرحمكم من في السماء)
والسلام عليكم و رحمه الله تعالى وبركاته
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
آخر تعديل بواسطة المشرف: