علاج القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى
جاءت العقيدة الإسلامية بعلاج شامل وواف لمثل هذه الانحرافات العقدية والسلوكية، وبيّنت الواجب على الإنسان أن يتبعه في حياته عقيدة وعبادة وسلوكًا، وحذرته من الإفراط والتفريط، والغلو والتقصير، ومما يعالج به القنوط من رحمة الله عز وجل ما يلي:
1. الإقلاع عن المعصية، والمبادرة في التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والإسراع إليها، وعدم التسويف فيها، ويدل لذلك الأمر أن الله عز وجل أمر به بعد النهي عن القنوط فقال تعالى :
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: " من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب، وأناب إلى الله، وندم عليه فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنبه، وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفات راسخة، فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة. والغالب أنه لا يوفق للتوبة، ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم قائم ويقين، متهاونًا بنظر الله إليه، فإنه يسد على نفسه باب الرحمة. نعم قد يوفق الله عبده المصرّ على الذنوب على عمد ويقين للتوبة النافعة التي يمحو بها ما سلف من سيئاته، وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب "
وينبغي أن يعلم أن التوبة المشروعة هي الرجوع إلى الله وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهال، لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح كالفواحش والمظالم، بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها؛ فأكثر الخلق يتركون كثيرًا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع، وإما مغضوبًا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته
2. حُسن الظن بالله عز وجل من أقوى ما يُدفع به القنوط من رحمته، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم، على حسن الظن بالله حيث قال:
لا يَمُوتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ
. ومعنى حسن الظن بالله - تعالى - : أن يظن أن الله تعالى يرحمه، ويرجو ذلك، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى، وعفوه ورحمته وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة
، مع الأخذ بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه وقدره وثوابه وكرامته، فيأتي العبد بها ثم يحسن ظنه بربه، ويرجوه ألاّ يكله إليها وأن يجعلها موصلة إلى ما ينفعه ويصرف عنه ما يعرضها للحبوط ويبطل أثرها، فحسن الظن إن حمل على العمل وحثّ عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور
، ومن مواطن حسن الظن بالله – تعالى – التي لا ينبغي للعبد أن يفارقه فيها أوقات الشدائد والمحن، وحلول المصائب في الأهل والمال والبدن؛ لئلا يقع بسبب عدم ذلك في الجزع والسخط
، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " فالقنوط من رحمة الله، واستبعاد الرحمة: من كبائر الذنوب، والواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه، إن دعاه أحسن الظن به بأنه سيجيبه، وإن تعبد له بمقتضى شرعه فليحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه، وإن وقعت به شدة؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يزيلها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
وَاعْلَمْ أن النَّصْرَ مع الصَّبْرِ، وأن الْفَرَجَ مع الْكَرْبِ، وأن مع الْعُسْرِ يُسْرًا
3. النظر إلى سعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وعظيم فضله وبره، وكريم جوده وإحسانه مما يعين على البعد عن القنوط، فكيف يقنط من علم أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء حيث قال تعالى:
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فالعلم العلوي والسفلي، والبر والفاجر، المؤمن والكافر بل كل مخلوق قد وصلت إليه رحمة الله العامة، وغمره فضله وإحسانه، والرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، هي للذين تابوا وأنابوا
، وقال تعالى:
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا
؟! قال ابن كثير رحمه الله: " أي: رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم "
، وقوله تعالى:
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
فالخلق كله تحت ملكه وتدبيره، قد بسط عليهم رحمته وإحسانه، وتغمدهم برحمته وامتنانه، وكتب على نفسه أن رحمته تسبق غضبه
، وأن العطاء أحب إليه من المنع، وأن الله قد فتح لجميع العباد أبواب الرحمة إن لم يغلقوا عليهم أبوابها بذنوبهم، ودعاهم إليها، إن لم تمنعهم من طلبها معاصيهم وعيوبهم
، بل كيف يسري القنوط إلى قلب إنسان حياته وعيشه وسكنه إنما هو في كنف رحمة الله عز وجل إذ يقول سبحانه وتعالى:
؟! فهذا دليل واضح وبرهان قوي على سعة رحمة الله، وجزيل فضله، ووجوب شكره، وكمال قدرته، وعظيم سلطانه، وسعة ملكه سبحانه وتعالى
.
4. أخذ النفس بالرجاء المحمود الذي يحثّ على العمل، ويقود إليه، سبيل من السبل العظيمة في منع الاستسلام للقنوط، وقد ذكر ابن القيم، فوائد كثيرة لعبادة الرجاء منها
:
- إظهار العبودية والفاقة والحاجة إلى ما يرجوه من ربه، ويستشرفه من إحسانه، وأنه لا يستغني عن فضله وإحسانه طرفة عين.
- أنه سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يؤمّلوه ويرجوه ويسألوه من فضله.
- أن الرجاء حادٍ يحدو به في سيره إلى الله، ويطيب له المسير، ويحثه عليه، ويبعثه على ملازمته، فلولا الرجاء لما سار أحد؛ فإن الخوف وحده لا يحرك العبد وإنما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء.
- كلما اشتد رجاؤه وحصل له ما يرجوه ازداد حبًّا لله - تعالى -، وشكرًا له، ورضى به وعنه.
- أنه يبعثه على أعلى المقامات وهو مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية.
- يوجب له المزيد من معرفة الله وأسمائه ومعانيها والتعلق بها.
- أن الخوف مستلزم للرجاء والرجاء مستلزم للخوف، فكل راج خائف وكل خائف راج، ولأجل هذا حسن وقوع الرجاء في موضع يحسن فيه وقوع الخوف قال تعالى:
مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا
أي: ما لكم لا تخافون لله عظمة.
- في الرجاء من الانتظار والترقب والتوقع لفضل الله ما يوجب تعلق القلب بذكره، ودوام الالتفات إليه.
قال النووي رحمه الله: " تتبعت الأحاديث الصحيحة في الخوف والرجاء، فوجدت أحاديث الرجاء أضعاف أحاديث الخوف مع ظهور الرجاء فيها "
5 – تأخر الغيث واحتباس المطر له ضرر على البلاد والعباد، ولكن النظر في المصالح المتحققة من وراء ذلك يدفع القنوط، ويبعد اليأس، ويحل الأمل والرجاء بدلاً عنهما، ومن تلك المصالح صدق اللجوء إلى الله، والعودة إليه، والتوبة الصادقة، والبعد عن الذنوب والمعاصي، ولزوم الاستغفار، والتحلل من المظالم، والإكثار من الصدقات، والعطف على الأرامل والأيتام وغير ذلك من المصالح التي لولا احتباس المطر لما حصل كثير منها، بل هي من أعظم الأسباب التي تستجلب بها رحمة الله عز وجل، قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله: " كيف يقنطون ورحمته وسعت كلَّ شيء، والأسباب لحصولها قد توفَّرت؟! فإن حاجة العباد وضرورتهم من أسباب رحمته، وكذا الدعاء بحصول الغيث والرجاء في الله من أسبابها، وقد جرت عادته سبحانه في خلقه أن الفرج مع الكرب، وأن اليسر مع العسر، وأن الشدة لا تدوم، فإذا انضمَّ إلى ذلك قوّة التجاء وطمع في فضل الله، وتضرع إليه ودعاء؛ فتح الله عليهم من خزائن رحمته ما لا يخطر على البال "
.
6 – تأخر إجابة الدعاء، وعدم حصول عين المطلوب في الدعاء لا يستلزم القنوط، بل قد يكون في تأخر الإجابة أو عدم حصول المطلوب من المنافع العظيمة والفوائد الجليلة ما يتمنى الداعي أنه لم يتحقق دعاؤه حتى تستمر له هذه المكاسب، فمن ذلك: التذلل لله عز وجل، والانطراح والانكسار بين يديه، والتلذذ بمناجاته، والأنس به، والإلحاح في الدعاء، وإظهار المسكنة والافتقار والحاجة لرحمته ومنته ولطفه وإحسانه، وتعويد النفس على الصبر، والأمل، والرجاء، والرضا عن الله سبحانه وتعالى، والتسليم لقضائه وقدره وغير ذلك مما يصعب حصره، أو يمكن وصفه، فمن يملُّ من الدعاء يُخشى ألاّ يقبل دعاؤه، لأن الدعاء عبادة حصلت الإجابة أو لم تحصل، وتأخيرُ الإجابة إما لأنه لم يأت وقتها، وإما لأنه لم يقدّر في الأزل قبول دعائه في الدنيا ليعطى عوضه في الآخرة، وإما أن يؤخر القبول ليلحّ ويبالغ في ذلك فإن الله يحب الملحين في الدعاء، ومن يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له، ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له
، فدعاء المؤمن لا يرد، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة، أو يعوّض بما هو أولى له عاجلاً أو آجلاً، فينبغي للمؤمن ألاّ يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض
.
7 – الرغبة في الولد، وتمني حصوله زينة دنيوية، وحاجة إنسانية كما قال تعالى:
، وتأخر مجيئه لا ينبغي أن يكون باعثًا على القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، فقد أنكر خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام على من كان هذا مسلكه حيث قال بعد أن بشّرته الملائكة عليهم السلام بالولد على كِبَرٍ منه، وعُقم في زوجته:
، بل إن زكريا عليه السلام كان ظاهر حال قد يُستبعد معه حصول الولد، إذ كان كبيرًا في السن، بدت عليه علامات الضعف والوهن، وزوجته عاقر إلا أن ذلك لم يمنعه من سؤال الله أن يرزقه ولدًا صالحًا، جامعًا لمكارم الأخلاق، ومحامد الشيم، مرضيًّا عند الله وعند خلقه، وهذا أفضل ما يكون من الأولاد
، فلما كان دعاؤه وهو على تلك الحال دعاء موقن بالإجابة، غير مستبعد شيئًا عن قدرة الله عز وجل، بشّره الله سبحانه وتعالى بأكثر مما طلب، ومنحه أكثر مما أمّل ورغب فقال سبحانه وتعالى:
فالواجب – أيضًا – على أتباع الرسل عليهم السلام أن يسلكوا طريقهم، وينهجوا نهجهم، ويقتدوا بهم فيعلموا أن الله لا يعجزه شيء، فقدرته تامة كاملة، وإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن، فيكون.
8 – ما يصيب المسلم في دنياه من عجز ومرض، وبلاء ومحنة، وكرب وشدة يستلزم منه اللجوء إلى الله لكشف كربته، وزوال محنته، لا أن يكون ذلك سببًا لقنوطه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " لا ينبغي للإنسان إذا وقع في كربة أن يستبعد حصول مطلوبه أو كشف مكروبه، وكم من إنسان وقع في كربة وظن أن لا نجاة منها، فنجاه الله – سبحانه – إما: بعمل صالح سابق مثل ما وقع ليونس عليه السلام قال تعالى:
قال ابن كثير رحمه الله: " نصر الله نبيه محمدًا، وأصحابه على من خالفه وناوأه وكذبه وعاداه، فجعل كلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية، وجعل له فيها أنصارًا وأعوانًا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم وقتل صناديدهم، وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الأصفاد، ثم منّ عليهم بأخذه الفداء منهم، ثم بعد مدة قريبة فتح عليه مكة فقرت عينه ببلده وهو البلد المحرم الحرام المشرّف المعظم فأنقذه الله - تعالى - به مما كان فيه من الكفر والشرك، وفتح له اليمن ودانت له جزيرة العرب بكمالها، ودخل الناس في دين الله أفواجًا "
، بل قد وبّخ الله عز وجل من ظن مثل هذا الظن فقال تعالى:
، فهذه الآية الكريمة فيها من الوعد والبشارة بنصر الله لدينه، ولرسوله، وعباده المؤمنين ما لا يخفى، ومن تأييس الكافرين، الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره، ولو كره الكافرون
، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية، المقدمات التي بُني عليها هذا الاعتقاد الفاسد فقال: " هذه الأقوال مبينة على مقدمتين: إحداهما: حسن ظنه بدين نفسه نوعًا أو شخصًا، واعتقاد أنه قائم بما يجب عليه، وتارك ما نهي عنه في الدين الحق، واعتقاده في خصمه ونظيره خلاف ذلك أن دينه باطل نوعًا أو شخصًا لأنه ترك الأمور وفعل المحظور، والمقدمة الثانية: أن الله قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا "
، ثم بيّن فساد تلك المقدمتين فقال : " المقدمتان اللتان بنيت عليهما هذه البلية مبناهما على الجهل بأمر الله ونهيه، وبوعده ووعيده، فإن صاحبهما إذا اعتقد أنه قائم بالدين الحق فقد اعتقد أنه فاعل للمأمور تارك للمحظور وهو على العكس من ذلك، وهذا يكون من جهله بالدين الحق وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله في الدنيا بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار على المؤمنين ولأهل الفجور على أهل البر فهذا من جهله بوعد الله تعالى، أما الأول: فما أكثر من يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها، وما أكثر من يفعل محرمات لا يعلم بتحريمهما، بل ما أكثر من يعبد الله بما حرّم ويترك ما أوجب، وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه، وأن خصمه هو الظالم المبطل من كل وجه ولا يكون الأمر كذلك، بل يكون معه نوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والعدل ....، وأما الثاني فما أكثر من يظن أن أهل الدين الحق في الدنيا يكونون أذلاء معذبين بما فيه، بخلاف من فارقهم إلى طاعة أخرى وسبيل آخر، ويكذّب بوعد الله بنصرهم "
، ثم ساق الشيخ، أكثر من خمسين آية تدل على نصر الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وقال بعد ذلك مستكملاً الرد على تلك المقدمات الباطلة " هذا يتبين بأصلين أحدهما: أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه، ومن أنواع الأذى، وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم ....، وأما الأصل الثاني: فإن التنعيم إما بالأمور الدنيوية، وإما بالأمور الدينية. فأما الدنيوية فهي الحسية مثل الأكل، والشرب، والنكاح واللباس .... فالمؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنسها ....، وأما الدين: فجماعه شيئان تصديق الخبر، وطاعة الأمر، ومعلوم أن التنعم بالخبر بحسب شرفه وصدقه، والمؤمن معه من الخبر الصادق عن الله وعن مخلوقاته ما ليس مع غيره فهو من أعظم الناس نعيمًا بذلك، بخلاف من يَكْثُر في أخبارهم الكذب، وأما طاعة الأمر فإن من كان ما يؤمر به صلاحًا وعدلاً ونافعًا يكون تنعمه به أعظم من تنعم من يؤمر بما ليس بصلاح ولا عدل ولا نافع. وهذا من الفرق بين الحق والباطل فإن الله سبحانه يقول في كتابه:
10 – عدم اهتداء من ضل عن الصراط المستقيم ليسم مانعًا من الاستمرار في دعوته إلى الخير، وبذل النصح له، وتوجيهه إلى البر والصلاح، وإذا كان هذا الضال عن سواء الصراط قريبًا كَابنٍ ونحوه كانت المسؤولية أعظم، والمهمة أكبر، وترك مثل ذلك قنوطًا ويأسًا من هدايته بُعْدٌ عن هدي سيد المرسلين وإمام المتقين عليه الصلاة والسلام، فإنه استمر في دعوة عمه، ومحاولة أن يهتدي حتى قبيل وفاته، فلم ييأس أو يقنط من إيمانه، ونزل عليه قوله تعالى:
ليخبره " أنك وغيرك من باب أولى لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية التوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد الله - تعالى -، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح لها، فيبقيه على ضلاله. وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى:
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبيّن الصراط المستقيم، ويرغّب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له. وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا. ولهذا لو كان قادرًا عليها لهدى من وصل إليه إحسانه، ونصره، ومنعه من قومه عمه أبا طالب، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة له للدين والنصح التام ما هو أعظم مما فعله معه عمه، ولكن الهداية بيد الله "
، قال الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب [ت 1233هـ] " رسول الله، أفضل الخلق، وأقربهم من الله، وأعظمهم جاهًا عنده ومع ذلك حرص واجتهد على هداية عمه أبي طالب في حياة أبي طالب وعند موته فلم يتيسر ذلك، ولم يقدر عليه "
11 – فقرُ بعض المسلمين في الدنيا، وقلة ذات اليد عندهم، وشدة حاجتهم، ورؤية النعيم على أهل الكفر لا يجرُّ ذلك إلى التسخط من قضاء الله، والاعتراض على قدره، والقنوط من غناه وفضله ورزقه، فإن هذا اعتقاد فاسد، ويكفي في فساده أنه يقود إلى الظن بأن الله عز وجل يؤيد
غير الصادق، ويلبس الحق بالباطل، بل مع هذا الاعتقاد الرديء لا يبقى ثقة في الشريعة
، لذا فالواجب هو تمام اليقين والعلم بحكمة الله سبحانه وتعالى البالغة، وكمال عدله، وتمام فضله ومنته، قال ابن عقيل رحمه الله: " إذا تأمل المتدين أفعال الخلق في مقابلة إنعام الحق استكثر لهم شم الهواء، واستقل لهم من الله سبحانه أكثر البلاء، إذا رأى هذه الدار المزخرفة بأنواع الزخاريف المعدة لجميع التصاريف، واصطباغًا وأشربة وأدوية وأقواتًا وإدامًا وفاكهة إلى غير ذلك من العقاقير، ثم إرخاء السحاب بالغيوث في زمن الحاجات، ثم تطييب الأمزجة وإحياء النبات، وخلق هذه الأبنية على أحسن إتقان، وتسخير الرياح والنسيم المعد للأنفاس إلى غير ذلك من النعم، ثم نعمة العقل والذهن، ثم سائر الآيات الدالة على الصانع، ثم إنزال الكتب التي تحث على الطاعات وتردع عن المخالفة، ثم اللطف بالمكلف وإباحة الشرك مع الإكراه، وأمر بالجمعة فضايقوه في ساعة السعي بنفس ما نهى عنه من البيع في أبواب العبادات، وعظّموا كل ما هونه، وارتكبوا كل ما هوّله، حتى استخفوا بحرمة كتابه فأنا أستقل لهم كل محنة "
. كما أن الله عز وجل أخبرنا في كتابه أن متاع الدنيا زائل، وأن تمتع الكفار فيها قليل، وهو تمتع كتمتع بهيمة الأنعام، وأن عاقبتهم النار فقال تعالى:
قال ابن كثير رحمه الله، في معنى الآية: " لا تنظر إلى ما هؤلاء الكفار مترفون فيه من النعمة والغبطة والسرور فعما قليل يزول هذا كله عنهم ويصبحون مرتهنين بأعمالهم السيئة، فإنما نمد لهم فيما هم فيه استدراجًا وجميع ما هم فيه
هذه بعض الأمور التي يمكن أن يعالج بها القنوط، نسأله سبحانه وتعالى ألاّ يجعلنا من القانطين، وأن يجعلنا ممن يخافونه ويرجونه، ويؤمنون به ويتوكلون عليه، ويعبدونه ويستعينون به، إنه أجود مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والشكر له على التوفيق والامتنان والفضل والإنعام لما يسّر من إكمال هذا البحث الذي كان من أهم نتائجه ما يلي:
1 – القنوط في اللغة هو أشد أنواع اليأس.
2 – تنوعت عبارات العلماء في بيان المراد بالقنوط من رحمة الله عز وجل، وترجع كلها إلى أنه اليأس من رحمته.
3 – اختلف العلماء في الفرق بين اليأس والقنوط؛ فمنهم من قال: بأن اليأس أشد من القنوط لأن الله حكم على أهل اليأس بالكفر بينما حكم على أهل القنوط بالضلال، ومنهم من رأى أنه لا فرق بينهما ولا يلزم من الحكم على أهل اليأس بالكفر والقنوط بالضلال أن يكون اليأس أشد فربما اجتمع الوصفان في حق طائفة واحدة، وذهب بعضهم إلى أن الفرق في بعض الصفات لا أصل المعنى، ولعل الراجح - والله أعلم - وجود الفرق بينهما حال اجتماعهما في لفظ واحد، أما إذا افترقا - فالذي يظهر - أنهما بمعنى واحد.
4 – حذّر القرآن الكريم من القنوط من رحمة الله عز وجل بطرق متنوعة، وأساليب مختلفة زجرًا من الوقوع فيه؛ فنهى جميع العباد عنه، ووصف أهله بالضلال، وبيّن أنه حال أهل الغفلة عن الله سبحانه وتعالى وتذكر نعمه، كما أنه يستولي على أهل الكفر ومن سار على دربهم.
5 – جاء تحذير السنة النبوية من القنوط من رحمة الله عز وجل بليغًا وقويًّا في النهي عنه؛ إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم، من الكبائر، وبيَّن أن من وقع فيه فقد وقع في أمر مهلك هلاكًا شديدًا يُخشى ألاَّ تكون معه نجاة.
6 – أهل السنة والجماعة وسط في باب الخوف والرجاء بين من أمنوا مكر الله سبحانه وتعالى ومن قنطوا من رحمة الله، فمسلكهم في ذلك هو المسلك المعتدل، وطريقتهم هي الطريقة التي كان عليها الأنبياء والمرسلون عليهم السلام.
7 – للقنوط من رحمة الله عز وجل أسباب عديدة، منها:
الإسراف في المعاصي، والجهل بسعة رحمة الله، وظنه أن الله لا يغفر له، وإغلاق باب الرجاء بالكلية، والاقتصار على الخوف، ونسيانه قدرة الله عليه وتمكنه منه حال عصيانه، والاستماع إلى المُقَنِّطين من رحمة الله، والجرأة على محارم الله، وعدم معرفة الأسباب الجالبة لرحمة الله، وكذا الإقامة على الأسباب المانعة من رحمة الله.
8 – من مظاهر القنوط من رحمة الله عز وجل القنوط من رحمة الله ومغفرته، وعند تأخر الغيث واحتباس المطر، وفي حال الفقر والمرض والبلاء، وعند تأخر إجابة الدعاء، وكذا تأخر إنجاب المولود، ومن مظاهره - أيضًا - القنوط من فضل الله ورزقه عند رؤية النعيم على أهل الفسق والكفر في الدنيا، وكذا القنوط من نصره وفرجه لأهل الإسلام في الدنيا عند رؤيته لغلبة الكفار في زمن من الأزمنة واشتداد وطأتهم على المؤمنين، وظنه أن نعيم الله ونصره للمؤمنين إنما يكون في الآخرة فقط، ومن مظاهر القنوط من رحمة الله عز وجل القنوط من هداية الله لمن ضل عن سبيله.
9 – يعالج القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى بالإقلاع عن المعصية، والمبادرة إلى التوبة، وحسن الظن بالله، والأخذ بالرجاء المحمود الداعي إلى العمل، والنظرُ إلى المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة عند احتباس المطر، وتأخر إجابة الدعاء، وعدم حصول الولد يدفع القنوط من رحمة الله في مثل هذه الأمور، كما يدفع اليقين بوعد الله ونصره للمؤمنين في الدنيا والآخرة، والعلم بحكمة الله سبحانه وتعالى البالغة، وكمال عدله، وتمام فضله ومنته يدفع ما يكون من القنوط من فضله عند رؤية النعيم على بعض أهل الكفر والفسق في الدنيا، ويعالج من يقنط هداية الضال عن سواء السبيل بدعوته إلى النظر في سيد المرسلين وإمام المتقين عليه الصلاة والسلام، حيث استمر في دعوة عمه أبي طالب، ومحاولة أن يهتدي حتى قبيل وفاته، فلم ييأس أو يقنط من إيمانه، وأن الواجب هو الإرشاد والدلالة للخير والصلاح، وأما التوفيق لقبول ذلك فهو لله وحده سبحانه وتعالى.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال ابن كثير رحمه الله: " نصر الله نبيه محمدًا، وأصحابه على من خالفه وناوأه وكذبه وعاداه، فجعل كلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية، وجعل له فيها أنصارًا وأعوانًا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم وقتل صناديدهم، وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الأصفاد، ثم منّ عليهم بأخذه الفداء منهم، ثم بعد مدة قريبة فتح عليه مكة فقرت عينه ببلده وهو البلد المحرم الحرام المشرّف المعظم فأنقذه الله - تعالى - به مما كان فيه من الكفر والشرك، وفتح له اليمن ودانت له جزيرة العرب بكمالها، ودخل الناس في دين الله أفواجًا "
، بل قد وبّخ الله عز وجل من ظن مثل هذا الظن فقال تعالى:
، فهذه الآية الكريمة فيها من الوعد والبشارة بنصر الله لدينه، ولرسوله، وعباده المؤمنين ما لا يخفى، ومن تأييس الكافرين، الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره، ولو كره الكافرون
، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية، المقدمات التي بُني عليها هذا الاعتقاد الفاسد فقال: " هذه الأقوال مبينة على مقدمتين: إحداهما: حسن ظنه بدين نفسه نوعًا أو شخصًا، واعتقاد أنه قائم بما يجب عليه، وتارك ما نهي عنه في الدين الحق، واعتقاده في خصمه ونظيره خلاف ذلك أن دينه باطل نوعًا أو شخصًا لأنه ترك الأمور وفعل المحظور، والمقدمة الثانية: أن الله قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا "
، ثم بيّن فساد تلك المقدمتين فقال : " المقدمتان اللتان بنيت عليهما هذه البلية مبناهما على الجهل بأمر الله ونهيه، وبوعده ووعيده، فإن صاحبهما إذا اعتقد أنه قائم بالدين الحق فقد اعتقد أنه فاعل للمأمور تارك للمحظور وهو على العكس من ذلك، وهذا يكون من جهله بالدين الحق وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله في الدنيا بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار على المؤمنين ولأهل الفجور على أهل البر فهذا من جهله بوعد الله تعالى، أما الأول: فما أكثر من يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها، وما أكثر من يفعل محرمات لا يعلم بتحريمهما، بل ما أكثر من يعبد الله بما حرّم ويترك ما أوجب، وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه، وأن خصمه هو الظالم المبطل من كل وجه ولا يكون الأمر كذلك، بل يكون معه نوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والعدل ....، وأما الثاني فما أكثر من يظن أن أهل الدين الحق في الدنيا يكونون أذلاء معذبين بما فيه، بخلاف من فارقهم إلى طاعة أخرى وسبيل آخر، ويكذّب بوعد الله بنصرهم "
، ثم ساق الشيخ، أكثر من خمسين آية تدل على نصر الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وقال بعد ذلك مستكملاً الرد على تلك المقدمات الباطلة " هذا يتبين بأصلين أحدهما: أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه، ومن أنواع الأذى، وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم ....، وأما الأصل الثاني: فإن التنعيم إما بالأمور الدنيوية، وإما بالأمور الدينية. فأما الدنيوية فهي الحسية مثل الأكل، والشرب، والنكاح واللباس .... فالمؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنسها ....، وأما الدين: فجماعه شيئان تصديق الخبر، وطاعة الأمر، ومعلوم أن التنعم بالخبر بحسب شرفه وصدقه، والمؤمن معه من الخبر الصادق عن الله وعن مخلوقاته ما ليس مع غيره فهو من أعظم الناس نعيمًا بذلك، بخلاف من يَكْثُر في أخبارهم الكذب، وأما طاعة الأمر فإن من كان ما يؤمر به صلاحًا وعدلاً ونافعًا يكون تنعمه به أعظم من تنعم من يؤمر بما ليس بصلاح ولا عدل ولا نافع. وهذا من الفرق بين الحق والباطل فإن الله سبحانه يقول في كتابه:
10 – عدم اهتداء من ضل عن الصراط المستقيم ليسم مانعًا من الاستمرار في دعوته إلى الخير، وبذل النصح له، وتوجيهه إلى البر والصلاح، وإذا كان هذا الضال عن سواء الصراط قريبًا كَابنٍ ونحوه كانت المسؤولية أعظم، والمهمة أكبر، وترك مثل ذلك قنوطًا ويأسًا من هدايته بُعْدٌ عن هدي سيد المرسلين وإمام المتقين عليه الصلاة والسلام، فإنه استمر في دعوة عمه، ومحاولة أن يهتدي حتى قبيل وفاته، فلم ييأس أو يقنط من إيمانه، ونزل عليه قوله تعالى:
ليخبره " أنك وغيرك من باب أولى لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية التوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد الله - تعالى -، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح لها، فيبقيه على ضلاله. وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى:
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبيّن الصراط المستقيم، ويرغّب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له. وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا. ولهذا لو كان قادرًا عليها لهدى من وصل إليه إحسانه، ونصره، ومنعه من قومه عمه أبا طالب، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة له للدين والنصح التام ما هو أعظم مما فعله معه عمه، ولكن الهداية بيد الله "
، قال الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب [ت 1233هـ] " رسول الله، أفضل الخلق، وأقربهم من الله، وأعظمهم جاهًا عنده ومع ذلك حرص واجتهد على هداية عمه أبي طالب في حياة أبي طالب وعند موته فلم يتيسر ذلك، ولم يقدر عليه "
كيف يمكن لنا ان نفرق بالاطمئنان الحقيقي و وسوسة الشيطان لنايعني عندما نقرا النص نرتاح و نطمىن تماما و يبتعد عنا الخوف و الحزن ثم ما نلبث ان نفكر و نقول كيف نطمئن و لا ندري ان كان الله غفر لنا ام لا مع اننا نثق في الله عز و جل غفور و رحيم
كيف يمكن لنا ان نفرق بالاطمئنان الحقيقي و وسوسة الشيطان لنايعني عندما نقرا النص نرتاح و نطمىن تماما و يبتعد عنا الخوف و الحزن ثم ما نلبث ان نفكر و نقول كيف نطمئن و لا ندري ان كان الله غفر لنا ام لا مع اننا نثق في الله عز و جل غفور و رحيم
الله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)، والمعنى أن الذي يحسن ظنه بالله أن ربه جواد وأنه كريم, وأنه غفور رحيم- سبحانه-, وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه, وأن فضله عظيم، يحسن ظنه بربه مع الجد في العمل الصالح مع التوبة، لا يحسن الظن بالرب ويقيم على المعاصي لا, يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح، مع التوبة، مع الجد في الخير، أما إحسان الظن بالله مع الإقدام على المعاصي، والإصرار عليها فهذا غرور لا يجوز، لكن يحسن ظنه بربه أنه يقبل توبته, وأنه يعفو عنه ويجتهد في أسباب العفو، من الصدقة والرحمة بالفقراء, وكثرة الاستغفار، التوبة والندم والإقلاع, كثرة الأعمال الصالحات مع حسن الظن بالله، يحسن ظنه أن الله يقبلها وأنه لا يردها-سبحانه وتعالى-.