سبق المؤمنين لحفظ الأربعين من أحاديث سيد المرسلين:
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من رسول بعده و بعد
فهاهي أحد المبادرات المباركة (إن شاء الله ) تطل علينا بإطلالتها البهية، بعدما مرَّ على المنتدى مراحل عدة من فتور و تقصير و غياب، و في كل ذلك لا نُبرأ أنفسنا التي لطالما غرتنا و منتنا الأماني الكاذبة، و ايثرنا الدنيا الفانية و إقبالنا عليها بالقلب و القالب حتى غشي قلوبنا الصدئ، غاية أن صارت المواعظ و العبر لا تجد إلى قلوبنا منفذا، و الوقت يمضي لا ينتظر أحدا و الأجل يقترب، و التفريط في ديننا فقها و عملا و الإفراط في ركوننا إلى الدنيا إصرار و طلبا بكل وجه صار ظاهرا للعيان، لا يغيب على كل من كان له قلب يعي و لو شيئا ما، لكن لله في عباده نفحات يحملهم فيها على التذكر و الذكرى تنفع المؤمنين ليتدركوا شيئا مما فاتهم، و يجري الله على عباده أقضية من البلاء تعرفهم قدر أنفسهم و مدى بعدهم مع شدة حاجتهم إلى بارئهم و فقرهم إليه، و حينها للمؤمن أن يحاسب نفسه حسابا حثيثا عما قدم و أخر و من أين أوتي، فحينها تتجلى الحقيقة المرة أننا ضيعنا الشيء الكثير و الكثير جدا من الأوقات و الجهود، و ذلك حينما ابتغينا العزة و السعادة و الراحة و الطمأنينة و انشراح الصدور و طمأنينة القلوب في غير موطنها الصحيح؛ ألا و هو دين الله الحق، حينها يصر لزاما أن يعلم المرء منا معنى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، فهو تعالى يأمر عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو الاستجابة للّه وللرسول، أي: الانقياد لما أمرا به والمبادرة إلى ذلك والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، و الانكفاف عنه والنهي عنه. وقوله: {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} وصف ملازم لكل ما دعا اللّه ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية اللّه تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام. ثم حذر عن عدم الاستجابة للّه وللرسول فقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فإياكم أن تردوا أمر اللّه أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم، فإن اللّه يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء. فليكثر العبد من قول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب، اصرف قلبي إلى طاعتك. {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} أي: تجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بعصيانه.
و من هنا جاءت فكرة هذا السبق المقترح، بين جمع الإخوة و كذلك جمع الأخوات لحفظ الأربعين النووية من الأحاديث النبوية للإمام أبو زكرياء النووي و تتمتها العشر التي أضافها الإمام ابن رجب الحنبلي رحمهما الله رحمة واسعة، و ذلك من خلال برنامج أسبوعي حيث قدرت لكل حديث يومين ثم نراجع الأحاديث الثلاث المحصلة حفظا عند نهاية كل أسبوع، علما أني سأتناول شرح هذه الأحاديث في مجموع الأسبوع نقلا عن أئمة أهل العلم لأجري بعدها مسابقة أسبوعية و ذلك يوم الجمعة تحوي عشرة أسئلة مقتبسة هامة ينبغي الإتيان بجوابها من الشرح المسطر هنا في المنتدى، و للفائز في جمع المسابقات جائزة و تقدير و تقييم.
للأسف تمنيت وجود غرفة صوتية يجري من خلالها التسميع، لكن ما لا يدرك كله و لا يترك جله.
في النهاية
لكل من أراد المشاركة أن يلتحق بركبنا قبل أن نمضي قدما في طلب مرضاة ربنا و مغفرة بارئنا، سائلين الله الكريم عفوه و عافيته عائذين به من مقته و عذابه، و الله من وراء القصد و هو وحده سائق الهدى و الرشد.
آخر تعديل: