السلام عليكم أهل اللمّة
أبدأ وجهة نظري بتحليل عام و شامل لأصل القضية برمّتها:
الشيء الأكيد و المؤكد هو أن تقريبا جميع أطراف القضية من الخارج مجمعون على وجوب ممارسة التدمير في سوريا .. كل واحد يريد تدمير جانب من سوريا و لا تهمه النتائج .. و هناك من يريد تدميرا كاملا متتاليا و من الجذور .. كل له أسبابه و أهدافه و رؤيته الخاصة للأمور.
هؤلاء المتربصون و المشاركون في تدمير سوريا من بعيد و من قريب بشكل مباشر و غير مباشر .. جميعهم يرون أنها فرصة لا يجب بأي حال من الأحوال تفويتها .. كل على حسب مصلحته في القضية .. و على حسب أجندته في تصفية جانب معين .. و جميعهم لا يهمّه الشعب السوري بأي حال من الأحوال.
سوريا و اليمن و ليبيا اليوم هم أكبر عبرة لجميع الدول الشرقية و بالأخص الدول العربية و الإسلامية بالدرجة الأولى ..
الصراع الطائفي الخطير بدأ في الحقيقة منذ قرون و قرون .. و عبر القرون في الوقت الذي يخفت فيه الصراع المسلح تبقى فيه الحرب الفكرية مستعرة في الخفاء و أحيانا تطفو على السطح حتى تتحول من جديد إلى عمليات ذبح و إبادة .. و سيبقى الأمر كذلك حتى ينطفئ الباطل.
إن أي ضعف يسيطر على جسد أمّة إنما يستشري من الداخل
أخطر نقطة هي الشقاق .. و هي نفس النقطة التي يراهن عليها العدو بكل إصرار و في كل وقت دون كلل .. و لهذا فإنّ من أكبر مخططات العدو هو خلق طوائف جديدة في جسد الأمة .. و ما نحن من حادثة محاولة نشر القاديانية ببعيدين
إن التكتيك و الإستراتيجية التي خلص إليها العدو على أنها الأكثر فعالية و الأكثر مردودية و الأقل تكلفة مادية و بشرية هي : (إضرب عدوك بعضه ببعض و لا تتدخل إلا لأجل تعديل موازين القوى من أجل إستمرار التقاتل و التدمير الذاتي)
--
الواقع أن :
1 - نظام بشار الأسد متورّط إلى النخاع و إلى حد العمى مع إيديولوجية طائفية أقل ما يقال عنها أنها متطرّفة و ذات إستراتيجية و نوايا توسعية تنتهج العنف و الصدام بكل أنواعه.
2 - روسيا كالدب القطبي ينام سباتا لدهر ثم يستيقظ فجأة ليجد أن مصالحه مهددة في منطقة ما فينتفض عشوائيا و دون تفكير مدمّرا كل شيء من حوله تماما و بكل تهور.
3 - أمريكا (و أقطاب الصهيوماسونية عموما) لا يهمّهم من الأمر شيئا غير شيء واحد و هو حماية و تحصين السرطان (الكيان الصهيوني) و ذلك بتدمير الشرق الأوسط قطعة قطعة و بالنظر إلى تكتيكاتهم و مكائدهم يتضح لنا أنه ليس هناك من هم أخبث منهم على وجه الأرض.
4 - الكيان الصهيوني لا تعليق عليه فهو غني عن كل تعريف { الكيان الصهيوني هو إبليس }.
--
ثم أتحول برأيي بخصوص قصف أمريكا لموقع من مواقع النظام السوري :
في الأول ألفت الإنتباه أنه لا يجب الركون لتصريحات أمريكا ، فاليوم الجميع يعرف أسلوب أمريكا و دأبهم في الأقوال و مخالفة الأقوال و ممارسة الدعاية الإعلامية بما يخدم إستراتيجيتها ..
و السياسة تتغير في كل لحظة.
-
فالشيء الأكيد :
أولا: أن روسيا والصين و إيران لن يسمحوا بالقضاء على نظام بشار الأسد لأسباب معروفة
ثانيا: أمريكا قامت بهذه الضربة (و هي محدودة) لإرضاء حلفاءها الأوروبيين و الخليجيين .. و من الواضح أن ذلك كان بموافقة الروس (لأن علاقتهم حاليا جيدة بأمريكا) .. و طبعا الروس يعلمون أنهم سيستفيدون و يكسبون مستقبلا مواقف مقابل هذا.
و لذلك باختصار:
إن هذا الهجوم الأمريكي هو بمثابة تهديدات في إطار الحرب النفسية ومحاولة العودة إلى ساحة الأحداث السياسية و الإعلامية المتعلقة بالأزمة السورية بعد تراجع المسلحين و الأطراف التي كان يدعمها الأمريكان (بما فيهم العصابات الإرهابية).
و الهدف السياسي الآخر هو توجيه رسالة للنظام الإيراني و مفادها هو تمهّلوا شيئا ما فقد رجحت الكفة كثيرا لصالحكم و أنتم توشكون على إمتلاك كامل المنطقة و السيطرة عليها .. (الأمريكان يقبلون بدور إيران في التدمير و ليس بتوسيع نفوذهم على كامل المنطقة و لحد بعيد)
و الإستنتاج:
غالب الظن أن:
ضرب شيخون بالسلاح الكيميائي و بعدها قصف إمريكا لموقع سوري (زعما كتعقيب)
كان كلّه بتخطيط مسبق من طرف الجميع
و الوحيد الذي لا يعلم و لا يحسب له حساب هو الشعب السوري.