=الجزء الثالث=
لاحظت البنت دعاء ذات العمر ال14 تغير في حياة عمها وزوجته وأولاده ، من الفقر إلى الثراء ، دون أن يلاحظ أبويها ذلك وأختها جنات كانت دائما تفند شكوك أختها
في إحدى الأمسيات ، الأخوان علي وسليمان في الصالة يشاهدان التلفاز ، وزوجاتهن في المطبخ يجهزن العشاء ، والأولاد في غرفهم يراجعون دروسهم ، تعبت دعاء من المراجعة
دعاء: جنات وياسمين، أريد أن أجلس قليلا مع أبي وعمي في الصالة وسأعود...
دخلت دعاء وجلست وكأنها لم تدخل ، لأن والدها وعمها غارقان في الحديث عن والدهما ، نعم والد علي وسليمان تخلى عنهما وهما صغيرين وطلق والدتهما وتزوج مرة أخرى ، كان علي عمره 6 سنوات لما تركهم والدهم لهذا كان يذكر الكثير من الأحداث التي عاشها مع والده الظالم ، أما سليمان فلا يتذكر فقد كان عمره سنة فقط .
كان والدهما رغم ثراءه إلا أنه حرم زوجته وأولاده من أبسط متطلبات المعيشة ، وقد عانت معه زوجته أبشع أنواع الظلم والإهانة، فقد كانت تعمل في بيوت الناس ،بينما زوجها كان أغنى شخص في تلك المدينة ، وكان يعاملها كخادمة وليست زوجة ،إلى أن تزوج عليها وطلقها ، فلم تجد سبيل إلا العودة إلى قريتها مع والديها، فربت أولادها وحدها والغريب أن زوجها ولا يوم سأل عن ولداه وفلذة كبده ، حتى كبرا وتزوجا ، ثم ماتت والدتهما .
-لما كبرا علي وسليمان أصبحا لا يعرفان والدهما ولا يعرفان لحد الآن إذا كان حي أو ميت ، لأنه لما تزوج سافر بعيدا ولم يظهر عليه خبر ، حتى هما لا يريدان أن يعرفا عليه شيئ.
سليمان : لا تفتح لي يا أخي قصة أبي مجددا فهو الآن ينتعم في الخيرات ونحن فقيرين هنا. ... فأنا أكرهه أكرهه
علي : لا لا يا سليمان مهما كان فهو يبقى والدنا من لحمنا ودمنا
قام سليمان من مكانه : هذه آخر مرة تفتح لي سيرته ....ثم خرج
دعاء في نفسها (وووه مابه عمي لقد كان قبل العام الماضي يسأل أبي عن كل صغيرة وكبيرة عن جدي ويستفسر عن كل التفاصيل. والآن أصبح لا يحب أن يسمع إسمه..آه أمرك غريب يا عمي )
ذهبت دعاء لغرفتها وانتظرت خروج ياسمين وذهب لأختها
دعاء : أختي جنات أليس جدي كان ثري ومن أغنى الأغنياء
جنات : نعم هذا ما أسمعه دائما ، وما ذكرك به الآن؟
دعاء : لا أعرف.... ولكن أشك أن هناك علاقة بجدي و ثراء عمي المفاجئ
جنات: . .... كيف ذلك
دعاء : لا أعرف ،ولكن لا تخافي سأكتشف ذلك عن قريب ولكن ليس الآن سأترك كل شيئ بعد نهاية الإختبارات..لأن الإختبارات في الأبواب ويجب أن نحصل على شهادة التعليم المتوسط لننتقل إلى الثانوية.
جنات : حسنا أختي أعدك بعد الأختبارات سيظهر كل شيئ.
اجتازت دعاء وجنات وابنة عمهما سليمان امتحانات شهادة التعليم المتوسط
ياسمين: الحمد لله اليوم أنهينا الإختبارات
جنات : صحيح أنهيناهم ،ولكن لن نرتاح الآن حتى تعلق النتائج
دعاء :يارب ان شاء الله نكون من الناجحين.. آ لا تنسوا الثانوية بعيدة قليلا علينا يجب أن نركب حافلة... لكن هكذا أفضل سنتعرف على زملاء جدد وستكون كبيرة جدا
ياسمين :نسيت لم أخبركما أن أبي سيشتري سيارة هذه الصائفة وهكذا لن نذهب في الحافلة
أحست دعاء أن دمها يثور والتفتت إلى ياسمين : من أين ستشترون السيارة ، هل يعمل عمي عملا آخر ولم تخبرونا؟
ياسمين : مادخلك ، هل غرت لأن أبي دائما يشتري لي كل شيئ وأنتما تحسدانني في كل شيئ ، والآن سيشتري سيارة لكي لا أبقى أنتقل من حافلة لأخرى والله لن تذهبا معي...
وانصرفت غاضبة
جنات: لمذا يا دعاء... مابك وماشأنك في عمي؟؟؟ أنت مخطئة ...آه دعينا من هذه السيرة
رورقت عيون دعاء لما صرخت عليها أختها ثم قالت : هل تعتقدين يا أختي أنني أحسد عمي على شيئ... هل هذه من أخلاقي ؟ ومن يعرفني مثلك أنت ؟؟ حسنا يا أختي لن تسمعي مني شيئا بعد هذا اليوم.. لكني والله قلبي يخبرني بأن هناك أمر يخفيه عمي عن أبي ولكن سأبحث وحدي وستعتذرين مني يوما ما.....إلى أن أكتشف الحقيقة
يتبع