صيدٌ جناهُ إعمالُ الفكرة ... متجدّد [ النسخة الثانية ]

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة
بـــسم الله الرحمن الرحيـــم

قال الله عز و جل : (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) (21 سورة الحشر)
قال أبو سليمان الداراني: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله فيه نعمة ولي فيه عبرة.
ولما سئلت أم الدرداء عن أفضل عبادة أبي الدرداء قالت: التفكر والاعتبار.

و مما صادَ الخاطرُ و جناهُ إعمال الفِكرِ في أمورٍ شتى ، هذه الكلمات التي أحسَبُ أنّها تدُّل على الواقع ، و تُنبِّه على بعض الوقائع ، و قد توقظ الوسنان و ترشد الحيران . و هي من نتاج عقل هذا العبد الضعيف العاجز ، مستضيئا بالكتاب العزيز مقتبسا من سنة الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه .
فإن أصبتُ فالمنة و الفضل لله وحده ، و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، و رحم الله عبداً رأى خلّة فسدّها أو طائشة فصدّها وإلى الحقّ ردّها

وبعد فهذه هي النسخة الثانية من هذا العمل المتواضع ـ تقبله الله ـ

ثم إنّه كان قد عنّ لي أن أضع شرحا على الوحشيّ من الألفاظ ، و الغريب من الكَلِم ، و لكنّني أضربت عن ذلك صفحا ، بعد أن كنت أزمعتُ تذييل الموضوع به من قبلُ أصالةً ، فأحببت استذكاء نار الهمم ، للبحث عن معاني الغريب و الآبد ، حتى نخرج بإخواننا عن روتين ، البطالة و التعطيل ، و من تكأَّد تَوَقُّلَ الكُدَى ، قعدت به همته عن تَسَنُّمِ القُنَن ( القِمم ) ، و إن النّاس كانوا و ما عند أحدهم إضبارة مما يشرح الغريب ، و لا إضمامة مما يذلل الشّرود ، و لا في المحلة ( أخوهم جوجل ) ، و قد يبقون في قص آثر الآبد و الشارد أياما و ليالي طوالا
و ما ذلك نطلب منكم ، و قد تأبَّطَ أغلبنا ( مُليساء ) فيها نافذة إلى ( جوجل ) ، فتقتنص في الثانية الواحدة ـ أو بعضها ـ ، ما كانوا يكمنون له الليالي ذوات العدد
و اعذر أخاك غير معتذر ، إن المعاذير يشوبها الكذب ( كما قيل )

[[ العَالِمُ حَقًّا مَنْ أَرْضَعَ النَّاسَ مَخِيضَ السُّنَّةِ ، وَ أَلْقَمَهُمْ زَبَدَ الاتِّبَاعِ . وَ المُبْتَدِعُ مَنْ كَانَ رَضَاعُهُ ثَدْيَ الأَهْوَاءِ ، وَ نَبَاتُهُ الخِلَافُ وَ العَدَاءُ .
فَازْهَدْ فِي ثَدْيِ هَوًى وَ لَوْ كُنْتَ أَهْيَمَ حَرَّانَ ، فَلَرُبَّ ظَمَإٍ أَهْنَأُ عَاقِبَةً مِنْ رِيٍّ ]]


[[ اللِّسَانُ رِشَاءٌ فِي طَرَفِهِ سَجْلٌ عَظِيمٌ ، يُسْتَنْبَطُ بِهِ مِنْ رَكِيَّةِ القَلْبِ ، فَإِمَّا عَذْبٌ زُلَالٌ نَمِيرٌ ، وَ إِمَّا مِلْحٌ أُجَاجٌ آسِنٌ . فَإِنْ كَانَتِ الأُولَى ، فَانْزَعْ نَزْعًا شَدِيدًا ، وَ اسْقِ الفِئَامَ وَ الأُمَمَ ، وَ إِنْ كَانَتِ الأُخْرَى فَارْدِمِ الرَّكِيَّةَ ، وَ مَزِّقِ الرِّشَاءَ ، وَ خَرِّقِ الغَرْبَ ]]


[[ صَنَائِعُ البِرِّ أَغْلَالٌ فِي أَعْنَاقِ الأَحْرَارِ ، قُيُودٌ تَرْسُفُ فِيهَا عَرَاقِيبُ الأَبْرَارِ ، لَا يَفُكُّ إِصْرَهَا إِلَّا الرَّدُّ بِالمِثْلِ أَوْ بِالرِّبَى ، لَكِنَّهَا عِنْدَ مَعَاشِرِ اللِّئَامِ تَحْتَ أَخَامِصِ الأَقْدَامِ ، لَا تُرَدُّ
وَ لَا تُقَامُ ]]


[[ الدَّاعِي إِلَى السُّنَّةِ ، كَمَنْ يُؤْثِرُ الكَفِيفَ بِمُقْلَتَيْهِ ، حَتَّى يُبْصِرَ المَحَجَّةَ وَ السَّبِيلَ . وَ الدَّاعِي إَلَى البِدْعَةِ ، كَمَنْ يَرْمِي أَحْدَاقَ البُصَرَاءِ ، لِيَتَرَدَّوْا فِي الوِهَادِ وَ الأَخَادِيدِ .فَمَنِ ادَّرَعَ بِسَابِغَةٍ فَقَدْ نَجَى ، وَ مَنِ اسْتَتَرَ بِقَاصِرَةٍ فَقَدْ هَلَكَ ]]


[[ المُكْنَةُ فِي جَنَانِ الطَّالِبِ لِلْعِلْمِ ، كَالسَّعِيرِ فِي مَوْقِدِ القَيْنِ تَأْتَجُّ بِالوَقُودِ ، وَ تَهْمَدُ بِالقُعُودِ ، فاسْتَذْكِهَا بالقُطُونِ بَيْنَ الأَضَابِيرِ و الأَضَامِيمِ ]]


[[ إِخْدَارُ الذَّحَلِ فِي قَلْبِ المَرْءِ ، وَ انْتِضَادُهُ فِي تَضَاعِيفِهِ ، أَمْلَخُ لَهُ مِنِ اسْتِرَاطِ الزَّرْنِيخِ . وَ الزُّهْدُ فِي الفَانِيَّةِ وَ الرِّضَى بِالمُقَدَّرِ ، بَرَآءَةٌ مِنَ العَطَبِ ، وَ ابْتِلَالٌ مِنْ هَذَا الاعْتِلَالِ وَ ابْيِضَاضٌ مِنْهُ ]]


( جديد ) [[ لَا يُنَهْنِهَنَّكَ الوَكَفُ عَنِ التَّوَفُّقِ ، فَإِنَّ مَنْ تَكَأَّدَ تَوَقُّلَ الكُدَى ، جَزَّأَتْ بِهِ هِزَّتُهُ عَنْ تَسَنُّمِ القُنَنِ . و القَرَاحُ الشَّائِعُ ، أَمْرَأُ وَ أَفْرَتُ مِنَ المُعْتَكِرِ الرَّاكِدِ ]]


( جديد ) [[ الْتِكَادُ مَحَلِّ النِّحْرِيرِ الضَّلِيعِ مِنْ أَهْلِ السُّنِّةِ ، و الإِبَاءَةُ فِي بَلَدِهِ ، وَ الاسْتِجْنَانُ بِعِلْمِهِ وَ حِكْمَتِهِ ، أَمَنَةٌ ـ بَعْدَ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مِنَ الفِتَنِ وَ الدَّوَاهِي ، وَ أَرْجَى فِي إِدْرَاكِ بَوَاعِثِ الرُّسُوخِ وَ النَّبَاهَةِ وَ الإِفَادَةِ ]]


( جديد ) [[ مَنِ انْكَفَأَ عَنْ دَوْحَةِ السُّنَّةِ ، وَ تَرَدَّى فِي رَدْغَةِ الرَّفْضِ ، كَانَ كَمَنِ ابْتَاعَ الوَقِيصَ بِالنَّجِيبِ ، وَ اسْتَبْدَلَ الوَقِيذَ بِالذَّكِيِّ ، وَ بَعْزَقَ لُبَّهُ لِيَظْفَرَ بالهُتْرِ وَ الصَّفَلِ . فَلَا يَحْسَبَنَّ المَرْءُ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَفْلَحُوا وَ أَنْجَحُوا ، بَلْ بَاءُوا بِأَرْكَسِ البَيْعَتَينِ وَ أَوْكَسِ الصَّفْقَتَينِ ]]


( جديد ) [[ الأُخُوَّةُ فُسْطَاطٌ عَظِيمٌ ، تَرْفَعُهُ عُمُدٌ سِتَّةٌ : المَوَدَّةُ ، وَ التَّفَقُّدُ ، وَ الزِّيَارَةُ ، وَ النَّصِيحَةُ ، وَ الصِّدْقُ ، وَ الوَفَاءُ . وَ البَغْضْاءُ وَ التَّنَابُذُ وَ الغَيْبَةُ وَ الغِشُّ وَ الاخْتِلَاقُ وَ النَّكْثُ ، هَوَامُّ سِتٌّ تَنْخَرُ العُمُدَ ، وَ تَفُضُّ الفُسْطَاطَ ، وَ تُعْوِجُ الأَدَدَ ]]
( الفسطاط الأولى الخباء و الثانية الجماعة من الناس )


( جديد ) [[ البَرَكَةُ حَقِيقَةٌ لَطِيفَةٌ ، ذَاتُ مَعْنًى أَسْمَى مِنَ المَوْجُودِ ، وَ أَجَلُّ مِنَ الجَزِيلِ ، وَ أَرْقَى مِنَ الجَلِيلِ . وَ المَمْحَقَةُ كُنْهٌ يُضَادُّ ذَلِكَ وَ يُنَاقِضُهُ . وَ مَنْ عُدِمَ المَوْجُودَ وَ زُرِقَ اليُمْنَ ، فَمَا فَقَدَ شَيْئًا . وَ مَنْ وَجَدَ الوَافِرَ وَ افْتَقَدَ البَرَكَةَ فَمَا كَسَبَ شَيْئًا ]]


( جديد ) [[ عِنْدَمَا يُرْسَنُ الرُّعَاةُ وَ الكِلَابُ ، وَ تُطْلَقُ العَوَادِي وَ الذِّئَابُ . عِنْدَمَا يُجْذَمُ الفَلَّاحُ وَ يُقْطَعُ ، وَ يُحْبَسُ المَاءُ وَ يُمْنَعُ ، وَ يَنْمُو العُشْبُ وَ النَّجْمُ ، وَ يُصِيبُ الشَّجَرَ العُقْمُ ... فَاعْلَمْ أَنَّ القَطِيعَ إِلَى زَوَالٍ ، وَ أنَّ الضَّيْعَةَ إِلَى اضْمِحْلَالٍ .
عِنْدَمَا تُكَمَّمُ أَفْوَاهُ النَّاصِحِينَ ، وَ تُخَلَّى أَلْسِنَةُ الرُّوَيْبِضَاتِ وَ الأَفَّاكِينَ ، فَأَيْقِنْ أَنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرَمٍ ]]


( جديد ) [[ اعْتِيَاصُ التَّهْذِيبِ ، وَ إِعْضَالُ التَّأْدِيبِ ، يُنْبِئُ المَرْءَ بِبَلَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَ عَنَاءِ العُلَمَاءِ . وَ مَرْبَى العِلْمِ وَ العِبَادَةِ ، أَهْدَى وَ أَقْوَمُ مِنْ تَنْشِئَةِ الإِلْفِ وَ العَادَةِ ]]

( جديد ) [[ فَلْيَكُنْ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ كَالسَّبِيكَةِ المُذَهَّبَةِ إِنْ فُقِدَتْ تُفْتَقَدُ ، وَ إِنْ وُجِدَتْ تُصَانُ . وَ لَا يَكُنْ كَالخَشَبَةِ المُنَقَّبَةِ إِنْ عُدِمَتْ لَا تُفْتَقَدْ ، وَ إِنْ أُلْفِيَتْ تُهَانُ ]]


( جديد ) [[ القَصْدُ فِي المَعَاشِ ، وَ التَّوَاضُعُ فِي اللِّبَاسِ ، وَ الأَدَبُ بَيْنَ النَّاسِ ، مَطِيَّةٌ إِلَى العِزِّ وَ الصِّيَانَةِ . وَ أَيْسَرُ سَبِيلٍ إِلَى الذُّلِّ وَ المَهَانَةِ ، القَرْضُ وَ الاسْتِدَانَةُ ]]


و أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

بقلم العبد المقصّر :
أبي عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبـــلبالة
 
توقيع ابو ليث
العودة
Top Bottom