المَنْظُومَةُ الشَّعْبَانِيَّةُ (هدية شهر شعبان)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
المَنْظُومَةُ الشَّعْبَانِيَّةُ


مُقَدِّمَةٌ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لِلَّهِ الذِي قَدْ جَعَلَا ¤ لَنَا مَوَاسِمَ فَحُثَّ العَمَلَا

عَلَيْنَا أَنْ نَغْتَنِمَ الأَوْقَاتِ ¤ وَنُكْثِرَ الأَعْمَالَ الصَّالِحَاتِ

ثُمَّ صَلَاةُ رَبِّي مَعْ سَلَامِ ¤ عَلَى نَبِيٍّ جَاءَ فِي الخِتَامِ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعْ ¤ وَشَمَّ رِيحَ السُّنَّةِ وَمَا شَبِعْ

وَبَعْدُ: هَذَا النَّظْمُ فِي أَحْكَامِ ¤ شَعْبَانَ شَهْرِ الصَّوْمِ وَالقِيَامِ

نَظَمْتُهُ مُقَرِّبًا للأَصْلِ ¤ مُخْتَصِرًا مِنْهُ لِكُلِّ فَصْلِ

لِأَنَّ النَّظْمَ سَهَّلَ العُلُومَا ¤ لِلْمُبْتَدِي وَقَرَّبَ الفُهُومَا

لَخَّصْتُهُ مِنْ مَتْنِهِ المَنْثُورِ ¤ وَرَاجِيًا بِهِ نَيْلَ الأُجُورِ

وَاللهَ أَرْجُو العَوْنَ وَالإِكْمَالَ ¤ وَالمَنَّ وَالتَّسْدِيدَ وَالنَوَالَ

مَعْنَى شَهْرِ شَعْبَانَ

يَقُولُ ثَعْلَبٌ: لِأَنَّهُ شَعَبْ ¤ أَيْ: ظَاهِرٌ بَيْنَ رَمْضَانَ وَرَجَبْ

وَقِيلَ: لِتَشَعُّبِ القَبَائِلِ ¤ فِيهِ فِي غَارَاتِ القَبَائِلِ

وَقِيلَ: بَلْ تَفَرُّقٌ فِي طَلَبِ ¤ اَلْمَاءِ مِنْ بَعْدِ خُرُوجِ رَجَبِ

وَقَدْ يُقَالُ أَيْضًا: لِتَشَعُّبِ ¤ اَلْخَيْرِ فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ القُرَبِ

وَيُرْوَى فِيهِ أَثَرٌ مَرْفُوعُ ¤ عَنْ أَنَسٍ، بَلْ إِنَّهُ: مَوْضُوعُ

فَضْلُ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ

وَقَدْ أَتَى فِي خَبَرٍ صَرِيحِ ¤ عَنِ النَّبِي بِسَنَدٍ صَحِيحِ

فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ الإِلَهُ يَغْفِرُ ¤ لِكُلِّ أَحَدٍ، وَاسْتُثْنِي: الكَافِرُ

وَالمُشْرِكُ، وَالحَاقِدُ، وَالقَاتِلُ ¤ لِنَفْسِهِ، وَتُقْطَعُ الوَسَائِلُ

رَوَاهُ أَحْمَدُ كَذَا البُسْتِيُّ ¤ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ

مُشَاحِنٌ: مُعَادٍ، وَالأَوْزَاعِي ¤ فَسَّرَهُ بِمَارِقٍ مُبْتَدِعِ

وَخَبَرٌ قَدْ وُسِمَ بِاللِّينِ ¤ رَوَاهُ البَيْهَقِي كَذَا القِزْوِينِي

مَفَادُهُ: الأَمْرُ بِصَوْمِ يَوْمِهَا ¤ مِنْ نِصْفِهِ كَذَا قِيَامُ لَيْلِهَا

وَكَلُّ مَا ذُكِرَ فِي "اللَّآلِي" ¤ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ مِنْ تِي اللَّيَالِي

فَإِنَّهُ لَا يَثْبُتُ مَرْفُوعَا ¤ بَلْ قَالَ القَارِي: إِنَّهَا مَوْضُوعَهْ

وَإِنْ أَتَتْ فِي "القُوتِ" وَ"الإِحْيَاءِ" ¤ وَاحْذَرْ مِنْ طَعْنِ عِرْضِ العُلَمَاءِ

قَضَاءُ رَمَضَانَ فِي شَعْبَانَ

قَدْ جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَهْ ¤ قَضَاءُ رَمْضَانَ حَتَّى يَضِيقَا

قَالَتْ: مَا كُنْتُ أَقْضِي رَمَضَانَ ¤ مِمَّا أَفْطَرْتُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ

يَمْنَعُهَا شُغْلٌ بِزَوْجِهَا النَّبِي ¤ بِسَبَبِ أَمْرٍ لَهُ مُحَبَّبِ

وَجُمْلَةُ: "الشُّغْلِ" فَقِيلَ مُدْرَجَهْ ¤ بَلِ الصَّحِيحُ: مِنْ كَلَامِ عَائِشَهْ

وَفِي الحَدِيثِ نَسْتَفِيدُ مِنْهُ: ¤ أَنَّ القَضَاءَ وَاجِبُ لَا بُدَّ مِنْهُ

وَأَنَّهُ مُوَسَّعٌ لَا يَسْقُطُ ¤ إِلَّا إِنْ ضَاقَ، فَاقَضِ يَا مُفَرِّطُ

شَعْبَانُ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصُومَهُ

شَعْبَانُ مِنْ أَحَبِّ مَا يَصُومُ ¤ مِنَ الشُّهُورِ حِبُّنَا الكَرِيمُ

ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانِ ¤ عَنْ عَائِشَهْ رَوَاهُ السِّجِسْتَانِي

وَلَا يُنَافِي ذَا تَفْضِيلَهُ المُحَرَّمَا ¤ وَالعُلَمَا أَجَابُوا عَمَّا اسْتُفْهِمَا

لِأَنَّ مَا يَسْبِقُ رَمَضَانَ ¤ كَالسُّنَّةِ لَهُ فَصُمْ شَعْبَانَ

وَالنَّوَوِي فِي الشَّرْحِ قَدْ أَجَابَ ¤ عَنْهُ بِمَا يَمْنَعُ الِاضْطِرَابَا

بِقَوْلِهِ: لَعَلَّهُ مَا عَلِمَا ¤ مِنْ فَضْلِهِ إِلَّا أَخِيرًا فَافْهَمَا

أَوْ أَنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهِ يَعْرِضُ ¤ لَهُ عُذْرٌ أَوْ سَفَرٌ أَوْ مَرَضُ

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ

لَا يَجْدُرُ بِالمُسْلِمِ أَنْ يُخْ لِيَا ¤ شَهْرًا مِنَ الصِّيَامِ مَهْمَا عَيِيَا

وَلَا تَخُصَّ زَمَنًا مُعَيَّنَا ¤ إِلَّا بِمَا فِي الوَحْيِ حَقًّا بُيِّنَا

إِذْ يَصْلُحُ الصَّوْمُ أَيَّامَ السَّنَةِ ¤إِلَّا الذِي نُهِي عَنْهُ فِي السُّنَّةِ

وَشَهْرُ شَعْبَانَ خُصَّ بِالصَّوْمِ¤ بَلْ كُلُّهُ صَوْمٌ أَتَى فِي "مُسْلِمِ"

هَلْ كَانَ صَوْمُهُ لَهُ كَثِيرَا؟ ¤ أَوْ كَانَ صَوْمُهُ لَهُ قَلِيلَا؟

فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ ¤ وَالسَّبَبُ اخْتِلَافُهُمْ فِي الفَهْمِ

فَيُحْمَلُ الكُلُّ عَلَى المُبَالَغَهْ ¤ أَمَّا ادِّعَاءُ نَسْخِهِ مُبَالَغَهْ

وَبَعْضُهُمْ قَالَ بِحَسْبِ الطَّاقَةِ ¤ وَبَعْضُهُمْ قَالَ بِحَسْبِ العَادَةِ

وَصْلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ

وَقَدْ أَتَى عَنِ النَّبِي العَدْنَانِ ¤ أَنْ وَصَلَ شَعْبَانَ بِالرَّمْضَانِ

وَيُحْمَلُ عَلَى مَنِ اسْتَدَامَ ¤ مِنْ أَوَّلِ شَعْبَانَ كَانَ صَامَ

أَوْ مَنْ لَهُ مِنَ الصِّيَامِ عَادَهْ ¤ بِذَا يُجْمَعُ فَافْهَمِ المُرَادَ

الحِكْمَةُ فِي إِكْثَارِهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصِّيَامِ فِي شَعْبَانَ

وَحِكْمَةُ الصِّيَامِ فِي ذَا الشَّهْرِ ¤ مَا فِيهِ مِنْ رَفْعِ أَعْمَالِ البِرِّ

وَأَكْثَرُ النَّاسِ يَغْفَلُ عَنْهُ ¤ قَدْ شُغِلُوا بِرَمَضَانَ عَنْهُ

شَهْرَانِ عَظِيمَانِ اكْتَنَفَاهُ ¤ قَدْ فَازَ مَنْ بِالصَّوْمِ قَدْ مَلَاهُ

صَوْمُ سَرَرِ شَعْبَانَ

مَنْ فَاتَهُ مِنْ سَرَرِ شَعْبَانَ ¤ قَضَاهُ نَدْبًا بَعْدَ رَمَضَانَ

بِأَنْ يَصُومَ بَعْدَهُ يَوْمَيْنِ ¤ بِذَا النَّبِي أَجَابَ ابْنَ حُصَيْنِ

مَزِيَّةٌ خُصَّ بِهَا شَعْبَانُ ¤ فَاظْفَرْ بِهَا يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ

لَكِنْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ تَقَدُّمِ ¤ رَمْضَانَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ بِيَوْمِ

فَخُصَّ النَّهْيُ عَنْهُ بِمَنْ كَانَ¤ يَحْتَاطُ زَاعِمًا لِرَمَضَانَ

بِهَذَا بَعْضُ العُلَمَاءِ جَمَعَا ¤ وَاسْتَحْسَنَ الحَافِظُ هَذَا الجَمْعَا

النَّهْيُ عَنْ صِيَامِ النِّصْفِ البَاقِي مِنْ شَعْبَانَ

وَقَدْ أَتَى النَّهْيُ فِي النِّصْفِ الثَّانِي ¤ عَنِ الصِّيَامِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانِ

فِي السُّنَنِ بِسَنَدٍ صَحِيحِ ¤ وَحُكْمُ النَّهْيِ تَاقَ لِلتَّرْجِيحِ

بِأَنَّهُ يُكْرَهُ صَوْمُ مَنْ تَعَمَّدَا ¤ وَيُشْرَعُ الصَّوْمُ لِمَنْ تَعَوَّدَا

وَفِيهِ أَقْوَالٌ لَدَى الأَعْلَامِ ¤ بَيَّنَهَا نَجِيبُ فِي المَقَالِ

وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الخِتَامِ ¤ ثُمَّ صَلَاةُ اللهِ مَعْ سَلَامِ

عَلَى النَّبِي وَآلِهِ وَصَحْبِهِ ¤ وَالتَّابِعِينَ السَّالِكِي سَبِيلِهِ

أَبْيَاتُهَا سِينٌ وَجِيمٌ فِي العَدَدْ ¤ تَارِيخُهَا تُلْغَزُ فَاحْصِ وَاجْتَهِدْ


[/center]نظمها:
أبو الحارث بن عومر بن أحمد يوسف
في: ليلة الخميس 07 شعبان 1438هـ
الموافق لـ 04 ماي 2017مـ
ببلدية أبي بكر ولاية سعيدة
الجزائر


 
آخر تعديل:
مشكور على الموضوع
 
3193629751_1_2_O3hQkGYa.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top