قنواتُ الإعلامِ تلتحق فلأيِّ غايةٍ تستبق

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عز وجل : (( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) [المجادلة 22]
عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : « وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ » قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِ .
رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639)
و عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ »
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/293) ، وفي " المعجم الصغير " (2/114) ، قال المنذري : إسناده جيد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترغيب والترهيب " (3/96)
و عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « المرء مع من أحب » .
البخارى(5716) ومسلم(2640)
قال الشاعر :
ومن العجائب والعجائب جمة *** أن تسخر القرعاء بالفرعاء
والشمس لا تخفى محاسنها وإن *** غطـــى عليها برقع الأنواء

استبَقوا ـ و ما يحقُّ لهم ـ إلى قصب السّبق المركوز على هامة هذا الشّرع الحنيف الأغرّ ، و لن يحوز أحد القَصَب إلّا إذا صرع الشّرع و جندله ، و طمس محاسنه و بهدله .
استبقوا يبتدرون الشّرع ، يريدون عرقبته ، بأيديهم الرّماح مُشرعة و السّيوف مُصلتة ، و جنّدوا لذلك البهائم و علّقوا لذلك التّمائم .

فهذا أنزلوه من منصّة التهريج ، و أشهروه للتّرويح و التّفريج ، و راموا به في الفتوى التّصدّر و التّتويج .
و الآخر دلّال من سوق النّخّاسين ، فقيه في فنون الحلاقة و المفاتن و الفساتين ، و ابتغوا به تخنيث الدّعاة و العلماء في أعين المسلمين .
و ثالث القوم نكرة يقال لها الوسيم ، غُذِيت بالحَبّ و الشّعير و البرسيم ، و فُتنت بحُبّ الاختلاط بالنّساء في التّرسيم ، أرادوا به إسقاط هيبة أهل العلم في التّعليم .
و رابعهم من السّابقين الأوّلين في الغناء ، ظنّ أنّه في التّفسير ليس بنا عنه غناء ، و أن الأمر لا يحتاج إلى كبير جهد و عناء ، و مقصودهم به تمييع مقام التّفسير و الإفتاء .

و لمّا ظننّا أن الأمر يقتصر على قنوات الأخبار ، و التي هي بمنأى عن أخلاق الأخيار ، لم يفجأنا إلا قناةٌ من قنوات السّفهاء و الأغمار ، تشتدُّ سبقا في هذا المضمار ، بنشر كلام تكتحل به أحداق الفجّار و الكفّار ، بأنّ الكلّ إخوانٌ و أحبابٌ و أطهار .

فيا للخزي و العار ، إذا اشتبه اللّيل بالنّهار ، و استوى الأبرار و الفُجّار ، و أهل الجنّة و أصحاب النّار .

قال الله عز وجل حكاية عن إبراهيم عليه السلام : (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) [الزخرف 27/26]
و قال جلّ و علا : (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) [التوبة 115/113]

فالله يدعو إلى البراءة من المشركين و الكفّار ، و هؤلاء يدعون إلى تولِّيهم و حبّهم و الأخوّة لهم
و أيم الله إنّها خُطّة لنسف عقيدة الولاء و البراء


هذا و إنّها شنشنة نعرفها من أخزم ، و إنّ وراء الأكمة ما وراءها
فاللّهم إنا نبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء ، و لا تؤاخذنا ربّنا بما فعل السّفهاء منّا

أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبلــــبالة الخميس 14 شعبان 1438 هـ



و الصّورة عن نفسها تتحدّث ، فاللهم غفرا



220504939.jpg


 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top