- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,517
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
السلام عليكم و رحمه الله تعالى وبركاته
إخوتي أخواتي الاكارم أولاد وبنات الاكارم
أحييكم تحية طيبة معطرة بأنواع المسك والعنبر....
الموضوع اليوم عن كبار السن وإهتماماتهم ،وكيف يقضون أوقاتهم ....
تمر الايام والاشهر والسنوات ،ويتزوج الشاب وينجب أولاد ويربيهم ويكد في العمل ليل نهار ،وبالنسبة للشابة تربي أولادها وتعيش من أجل أن تراهم رجالا ونساءا .
يكبر الصغير ليصبح رجلا وتصبح الصغيرة إمرأة ،ويتعلم كل منهما التحليق بمفرده ،ويصنع بدوره بيتا وعائلة صغرت أو كبرت .
ينظر الرجل الى نفسه في المرآة ليجد الشيب وقد اكتسح كامل شعره ولحيته وتجاعيد قد تخللت جلده في كل مكان ولعب الزمن لعبته المعتادة في جسمه كاملا.
وتنظر المرأة الى نفسها لتجد الشيب قد لعب بخصلات شعرها ،وتجاعيد رسمت رغما عنها في وجهها الذي كانت تحسدها صديقاتها عنه.
وحتى الابتسامة لم تعد نفسها ،والنفسية تتغير ،ويصبح كبير السن حساسا للكلام حتى وإن لم نقصد به جرحا ،وتمر أيامه وحياته أمامه كشريط زمني .... فيتحسر على موقف ويفتخر بآخر ....
ويملأ الفراغ حياة المسن التي كانت مليئة بالعمل والنشاط ،وتبدأ الامراض بالظهور ،من كثرة الجلوس والوساوس.
يتربع الشيخ أمام البيت ويضع قارورة ماء وفنجان قهوة ساخن ،ويبدأ بمراقبة الشاردة والواردة في الحي ،ويراقب أبناء الجيران وأبناء أولاده إذا كانو قريبين منه ،ويراقب السيارات ....، يدخل الى البيت يراقب بناته الكبريات وأبناؤه ويفتش عن سبب ليتشاجر مع زوجته ،وعن هذا راح وهذا دخل أو يذهب الى طاولات لعب الورق أو النرد ويجتمع مع شيوخ في سنه ويبدأون في قول كلام يندى له الجبين أو قد يصبح مراهقا يركض خلف فتيات الثانويات ....وكأنه قد قضى نحبه وهو حي ،هذا ما يعرفه شيوخنا للأسف .....
وعجوز تبقى في البيت تراقب كنتها ما تفعله ،وتملي عليها آلاف الاوامر وإن لم تسمع تنتكس وتقول لابنها طلقها ، تراقب ابنتها المسكينة التي تعمل بدوام كلي دون راتب ،وتشتكي من الجميع وتتحدث عن هذا وتقذف هذه ثم تجلس الى التلفاز وتراقب المسلسلات أو تأتيها نكسة مراهقة فتغير من بناتها وكناتها وتفعل ما يفعلنه هن .... هذا ما تعرفه عجائزنا للأسف
في رأيي من المفروض
الشيخ ينهض صباحا ،يصلي الفجر جماعة ويتناول قهوته بدون سكر ،ويأكل خبزا مع جبن،يرتب سريره ،ويذهب خارجا يتمشى ساعة أو ساعتين ،يستنشق الهواء العليل ، يضع لنفسه هواية مما كان يعمله في شبابه ،قراءة ،لعب كرة، صنع أثاث خشبي ....
ينام قيلولته بعد الظهر مباشرة ،لا يكترث بالناس بل بنفسه وكيف يكبر سليما ويموت بكامل صحته ولا يتأفف منه أحد ،
إذا كان يسكن بيتا يصنع له حديقة هو وزوجته ويعتنيان بها ،تأخذ له كل الامسية في تنظيفها وسقيها وإعادة غرس نباتات ....
كبار السن يتقربون من الله بالصلاة والعمرة والحج ،ويعتنون بصحتهم بالذهاب الى حمام ساخن ،والذهاب في رحلات متواصلة ..
كبار السن يساعدون في التربية السليمة لأولاد أولادهم ..
كبار السن يساعدون أولادهم في قضاء حوائجهم ولو بشكل بسيط...
كبار السن يستطيعون ممارسة الرياضة
حتى العائلة تجدها متوازنة من جميع الجهات ،ولا توجد بها مشاكل لانه سيكون لا وقت لافتعالها ،مع كثرة الانشغال...
لماذا تعلم كبار السن أن يكبرو مثل ما كبر الذين قبلهم ،لما لا يكون كبير السن أيضا مفيد ...
طبيب متقاعد يذهب الى مستشفى منطقته ويساعد ويعطي النصائح ،يخرج الى الاحياء الفقيرة ليعاينهم وينصحهم ...
مهندس متقاعد يخرج الى الميدان ليستفيد الشباب اليافع من خبرته حتى وإن كان بدون راتب على الاقل يعمل عملا نافعا بدل الجلوس والكآبة...
مدرس متقاعد يعمل دروس خصوصيه مجانيه للفقراء في قريته أو حيه ،فينتفع بعلمه ويأخذ الاجر حتى بعد موته...
عامل حرفي كبر في السن يكون شبابا ويعلمهم حرفة يستفيدون منها ....
والامثلة كثيرة عن مهن واعمال أصحابها قادرين على تلقينها للشباب..
لما يموت المسن وعلمه في صدره وهو يستطيع أن يقدمه لمن يحتاجه .
وهكذا حتى الفئة المسنة تعمل دورها في المجتمع ولا يكون هناك إختلال في التوازن ،ولا يضطرون أو يجبرون أولادهم على عقوقهم بل يساعدونهم في برهم والإحسان إليهم.
( بالعامية ميش إبنو يجري ويشقى خلف الحياة وتربية ولادو وهوما طالڨين رواحهم عليه مع أنهم قادرين يهزو رواحهم ويكفيو أولادهم مشاكلهم )
نتحدث دائما عن بر الابناء لآبائهم ولكن ولا واحد تحدث عن بر الآباء لأولادهم ،برحمتهم والاحساس بهم ،ومساعدتهم في التغلب على مشاق الحياة منذ نعومة الاظافر وحتى يكبرو .
لا أتحدث عن الوالدين المريضين اللذين يحتاجان لرعاية ،بل أتحدث عن من هم بصحة جيدة ولا يفعلون شيئا بعذر أنهم كبرو في السن ...
أطلت الحديث أعذروني لكنه موضوع متشعب حقا
اترك لكم الكلمة إخوتي أخواتي
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
آخر تعديل بواسطة المشرف: