☚مـْـْْـْيډوُ>‿♥
:: عضو منتسِب ::
إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْــتَنْصِرُه وَ نَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَــــاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَ لَه وَ أَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَ لَه وَ أَشْـــهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا أَمَّـــا بَعْــــد:
لعلي قبل أن أبدأ الحديث هنا اتفق معك قارئ العزيز أن رمضان موسما غير عاديا لأهل التجارة مع الله - تعالى -، وذلك لعلمهم بفضيلة الشهر وعظيم مكانته، فهو شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة ففيه من الفضل ما هو معلوم.
ومن نافلة القول ما هو معلوم لدى كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات، وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا.
ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه، وعلو مكانته؟
الأسباب كثيرة، ولكن لعلي أركز على ما أنا بصدد الحديث عنه وهو - أننا لانُحسن الاستعداد له - فلأجل ذا كانت هذه الكلمات.
اعلم يا رعاك الله: أنه لا يمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدا لها.
ورمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة.
فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها.
فرصة لتكفير السيئات.
فرصة للفوز بعبادة ليلة - العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة -.
فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقيا.
وباختصار العبارة - هو فرصة لمنتهى كل خير، وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقا واسعا -.
فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له؟
ولعلي أيضا أذكرك بفضل الله عليك إذا بلغت هذا الشهر بما خصك به من هذا العطاء الذي - والله – لا تساويه كنوز الدنيا بأسرها كيف وغيرك تحت أطباق الثرى رهينا بعمله.
ود لو صام مع الصائمين، وقام ومع القائمين، وتلى مع التالين، وتقرب لربه مع المتقربين، إذ بان له عظيم تلك القربات، ورفعة منزلة هاتيك الطاعات.
أما الأمور التي نستعد بها لرمضان فهي كثيرة فمن ذلك:
التوبة النصوح وكثرة الاستغفار
جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أبا سعيد: أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم، ما سبب ذلك ؟
فقال له الحسن: قيدتك ذنوبك.
نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير.
كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها، لاشك أن من الأسباب الرئيسية أن ذنوبنا قيدتنا، وحرمتنا هذا الخير.
إن الطاعة شرف، والوقوف بين يدي الله منقبة، واغتنام موسم الخيرات غنيمة، يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه.
كم ترى من طائعين في رمضان.
فهذا يكثر من السجود والركوع، وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة، وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين، في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع، فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟
إنه التوفيق من الله، وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -.
والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان، فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع، وخذلان مفجع.
إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم، ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول.
ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر.
التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات.
التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من - رضي الله عنهم - وأيدهم وأعانهم على مراضيه.
فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير.
النية الصادقة
إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة، فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته، وكل لحظة من لحظاته.
واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها.
لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء، فقال - سبحانه -:
(وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه).
لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم - سبحانه - أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته، وبذله للمستطاع.
كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات!
كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله - تعالى -.
ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر، وكان قد نوى فعل الخير استفاد من هذه النية توفيقا، وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها: ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فا أنت في الأمنية فكوني مع الصادقين.
فانو الخير، واعقد العزم، واشحذ الهمة، تكن من الفائزين.
العزيمة الصادقة
العزيمة الصادقة تتبع النية.
إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات، حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم، وتهاوت تلك القوى، ولكن من علم عظيم الأجر، وكثرة الثواب للطائعين، لا تضعف عنده تلك القوى، لأن الثواب جليل القدر، عظيم الرفعة، يكفيه أن الله -تعالى- هو المُكرم المنعم المتفضل.
أضف إلى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال.
فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة، وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها.
لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التراويح والسنن الرواتب وغيرها.
لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره، والانتفاع بعظاته.
لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والاعتكاف والصدقة وغيرها من القربات.
هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لو نمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لا يفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة، أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات ما يكون لك خير زاد يوم القدوم على الله.
التفرغ من أشغال الدنيا
حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر، جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة، كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغاً هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن، فلماذا لا يغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كالصلة والدعوة والتفرغ للعبادات.
يصلي عندي مصل هيئ الله من الأسباب ما جعلها فارغاً خلال أيام الشهر فرتب جدوله على أنه يدخل المسجد من الساعة التاسعة صباحاً ولا يخرج منه إلا قبيل المغرب يختم خلالها القرآن كل يومين، أعرف أن هذا لا يتهيأ لكل أحد ولكن مثله كثير ولكنهم لم يغتنموا الفرصة كما اغتنم هو، وكل واحد أعرف بحاله، والمقصود أن تستغل كل فرصة تتاح لك.
تعلم أحكام الصيام
الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه، فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر.
اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الاعتكاف - وهي متوفرة ولله الحمد - حاول جاهدا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك.
من الأشياء التي يغفل عنها الكثير من المسلمين أن الجهل بهذه الأحكام قد تنقص أجرهم لوقوعهم في المحذور والمفطر وهم غافلون، فلذا ينبغي لزاما علينا تعلم هذه الأحكام.
وفي هذا الباب أيضاً يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن، فرمضان شهر القرآن، يُتلى فيه ويُسمع كثيرا، فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها.
الدعاء
يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء
نعم كثيرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة، ويُبارك له في الوقت، ويُؤخذ بيده لكل بر.
الأمور كلها بيد الله، والتوفيق من عنده، والتأيد من لدنه، فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة.
انطرح بين يديه، واسأله سؤال الصادقين، أن يجعلك في عِداد الموفقين، وأن يسلك بك طريق المؤيدين.
واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله.
إذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها، فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات، لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للإجابة، فكن من الصادقين في الدعاء، وألح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات.
اللهم وفقنا لطاعتك، وحل بيننا وبين معاصيك.
اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة.
اللهم أصلح لنا شأننا كله، ولاتكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
ومن نافلة القول ما هو معلوم لدى كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات، وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا.
ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه، وعلو مكانته؟
الأسباب كثيرة، ولكن لعلي أركز على ما أنا بصدد الحديث عنه وهو - أننا لانُحسن الاستعداد له - فلأجل ذا كانت هذه الكلمات.
اعلم يا رعاك الله: أنه لا يمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدا لها.
ورمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة.
فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها.
فرصة لتكفير السيئات.
فرصة للفوز بعبادة ليلة - العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة -.
فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقيا.
وباختصار العبارة - هو فرصة لمنتهى كل خير، وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقا واسعا -.
فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له؟
ولعلي أيضا أذكرك بفضل الله عليك إذا بلغت هذا الشهر بما خصك به من هذا العطاء الذي - والله – لا تساويه كنوز الدنيا بأسرها كيف وغيرك تحت أطباق الثرى رهينا بعمله.
ود لو صام مع الصائمين، وقام ومع القائمين، وتلى مع التالين، وتقرب لربه مع المتقربين، إذ بان له عظيم تلك القربات، ورفعة منزلة هاتيك الطاعات.
أما الأمور التي نستعد بها لرمضان فهي كثيرة فمن ذلك:
التوبة النصوح وكثرة الاستغفار
جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أبا سعيد: أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم، ما سبب ذلك ؟
فقال له الحسن: قيدتك ذنوبك.
نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير.
كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها، لاشك أن من الأسباب الرئيسية أن ذنوبنا قيدتنا، وحرمتنا هذا الخير.
إن الطاعة شرف، والوقوف بين يدي الله منقبة، واغتنام موسم الخيرات غنيمة، يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه.
كم ترى من طائعين في رمضان.
فهذا يكثر من السجود والركوع، وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة، وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين، في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع، فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟
إنه التوفيق من الله، وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -.
والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان، فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع، وخذلان مفجع.
إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم، ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول.
ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر.
التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات.
التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من - رضي الله عنهم - وأيدهم وأعانهم على مراضيه.
فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير.
النية الصادقة
إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة، فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته، وكل لحظة من لحظاته.
واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها.
لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء، فقال - سبحانه -:
(وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه).
لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم - سبحانه - أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته، وبذله للمستطاع.
كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات!
كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله - تعالى -.
ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر، وكان قد نوى فعل الخير استفاد من هذه النية توفيقا، وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها: ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فا أنت في الأمنية فكوني مع الصادقين.
فانو الخير، واعقد العزم، واشحذ الهمة، تكن من الفائزين.
العزيمة الصادقة
العزيمة الصادقة تتبع النية.
إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات، حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم، وتهاوت تلك القوى، ولكن من علم عظيم الأجر، وكثرة الثواب للطائعين، لا تضعف عنده تلك القوى، لأن الثواب جليل القدر، عظيم الرفعة، يكفيه أن الله -تعالى- هو المُكرم المنعم المتفضل.
أضف إلى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال.
فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة، وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها.
لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التراويح والسنن الرواتب وغيرها.
لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره، والانتفاع بعظاته.
لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والاعتكاف والصدقة وغيرها من القربات.
هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لو نمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لا يفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة، أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات ما يكون لك خير زاد يوم القدوم على الله.
التفرغ من أشغال الدنيا
حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر، جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة، كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغاً هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن، فلماذا لا يغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كالصلة والدعوة والتفرغ للعبادات.
يصلي عندي مصل هيئ الله من الأسباب ما جعلها فارغاً خلال أيام الشهر فرتب جدوله على أنه يدخل المسجد من الساعة التاسعة صباحاً ولا يخرج منه إلا قبيل المغرب يختم خلالها القرآن كل يومين، أعرف أن هذا لا يتهيأ لكل أحد ولكن مثله كثير ولكنهم لم يغتنموا الفرصة كما اغتنم هو، وكل واحد أعرف بحاله، والمقصود أن تستغل كل فرصة تتاح لك.
تعلم أحكام الصيام
الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه، فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر.
اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الاعتكاف - وهي متوفرة ولله الحمد - حاول جاهدا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك.
من الأشياء التي يغفل عنها الكثير من المسلمين أن الجهل بهذه الأحكام قد تنقص أجرهم لوقوعهم في المحذور والمفطر وهم غافلون، فلذا ينبغي لزاما علينا تعلم هذه الأحكام.
وفي هذا الباب أيضاً يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن، فرمضان شهر القرآن، يُتلى فيه ويُسمع كثيرا، فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها.
الدعاء
يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء
نعم كثيرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة، ويُبارك له في الوقت، ويُؤخذ بيده لكل بر.
الأمور كلها بيد الله، والتوفيق من عنده، والتأيد من لدنه، فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة.
انطرح بين يديه، واسأله سؤال الصادقين، أن يجعلك في عِداد الموفقين، وأن يسلك بك طريق المؤيدين.
واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله.
إذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها، فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات، لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للإجابة، فكن من الصادقين في الدعاء، وألح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات.
اللهم وفقنا لطاعتك، وحل بيننا وبين معاصيك.
اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة.
اللهم أصلح لنا شأننا كله، ولاتكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت .. وعافنا فيمن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِنا شر ما قضيت .. انك تقضي ولا يقضى عليك.. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعاليت .. لك الحمد على ما قضيت .. ولك الشكر على ما أعطيت .. نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك .. ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك .. ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا .. ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا .. واجعلهُ الوارثَ منا .. واجعل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرنا على من يعادينا