اسقبال شهر رمضان بين سعي المصلحين وجهود المفسدين (برامج قناة الشرور أنموذجا)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله الذي جعل شهر الصيام موسما للخيرات والطاعات والعبادات،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام القائل: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)،وعلى آله وصحبه ذوي المراتب والمنازل الرفيعة في دين الله تعالى،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،أما بعد:

فقد روى الترمذي في سننه(682)وابن ماجه في سننه (1642) وصححه الألباني صحيح ابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.

ففي هذا الحديث وأمثاله بيان أن شهر رمضان تسهل فيه الطاعات وتتيسر فيه العبادات،وتقل فيه الشرور والمعاصي والمنكرات،ومن هموم المصلحين في هذا الشهر أنهم يسعون لتحقق المسلمين بهذه الفضائل والرغائب،فتقام الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة،وتوزع الرسائل والأقراص،وتفتح أبواب المساجد،لتحقيق هذا الغرض النبيل،ولينال المسلمون بركات هذا الشهر.

وفي مقابل ذلك نجد المفسدين من عباد الله يخططون لصرف المسلمين عن بركات هذا الشهر وإبعادهم عن خيراته،ومن حيلهم ما تنتجه القنوات من برامج قبل أشهر تبث في رمضان،وهذه البرامج تنقسم إلى أقسام:
منها:برامج لا يشك في حرمتها لما فيها من غناء وسفور وتبرج وما يعتريها من قصص الحب والغرام والعشق،أو تهكم وانفلات عن الدين وهي تلك الأفلام التي تبث تربي النفوس على الرذيلة والخنا والعياذ بالله،فما بالكم وهي تبث في الشهر الفضيلة والطاعة؟

ومنها:برامج التي تتسم بالفكاهة والضحك وهي مليئة بالكذب والسخرية،ويتقصد أصحابها إلى الحكايات المخترعة ومحاكاة الناس في أفعالهم وأقوالهم،وفيها من الصد عن طاعة الله وعبادته،وجعل النفوس تلهو وتمرح غير حازمة وجادة في اغتنام تلك النفحات في هذا الشهر الكريم.

ومنها:برامج فيها الترويع والتخويف مما يسمى بالكاميرا المخفية،حتى إن بعض تلك البرامج تستعين بالساحر لتحقيق أهدافها كما فعلت قناة الشرور في الكاميرا المخفية عن طريق التنويم المغناطيسي حيث استعانت بساحر يمارس هذه الطريقة التي قال عنها الإمام الألباني هي تدجيل عصري.والتي قالت عنها اللجنة الدائمة أنها ضرب من ضروب الكهانة.

ومنها:برامج متنوعة من طبخ ونحوه مما فيه التوسع في المباحات التي تفوت ما هو أولى بالاشتغال به في هذا الموسم الكريم،هذا بغض النضر عما قد يعتري هذه البرامج من مناكير كالغناء والتبرج والاختلاط.

ومنها برامج المسابقات الرمضانية المبنية على المشاركة في مقابل دفع مال يحصل بعض الناس على أرباح دون آخرين،وهي بهذه الصورة من المحرمات وداخلة في الميسر الذي جعله تعالى من عمل الشيطان الذي يجتنب.

ومنها برامج دينية التي يزعم أصحابها أنها تحقق أهداف هذا الشهر،مع العلم أنه يجلبون لهذه الحصص أهل الأهواء والبدع والمحدثات،وإنك لتعجب من بث هذه الحصص في وسط تلك البرامج،فيجمعون بين النافع والضار،وهو من المهازل المكشوفة عند ذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة.

وكل هذه البرامج التي يتم الإعلان عنها في وقت مبكر قبل رمضان،لاستمالة الناس إليها بإعلانات متكررة عبر تلك القنوات أو في الطرقات والشوارع،أو حتى تسير عن طريق إلصاقها الحافلات بألفاظ براقة جذابة،وهو من تزيين الباطل وتسمية الأمور بغير أسمائها،فتسمى تلك البرامج التي ملئت بمعصية الله والصد عن سبيله وطاعته بالسهرات الفنية والبرامج الترفيهية،أو تسلية المواطنين وغير ذلك من الطرق التي يجلبون بها ضعاف النفوس،وهي لا تخرج في مجموعها عن كونها صادة عن ذكر الله تعالى.وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه 3384 عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها.وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.


وإن من تلك القنوات التي تزعم أنها تسعى بالإصلاح في الأرض ومحاربة الفساد،فإذا بها تفضح نفسها بتلك البرامج التي سبق إيرادها قناة الشروق التي جلبت تلك البرامج وحق أن تسمى بقناة الشرور،ذكرتها أنموذجا لنقض دعواها،وهي مثال لما يحتذى على طريقها ومنوالها من القنوات الأخرى.فليتق أصحاب هذه القنوات ربهم،وليكفوا عن غش المسلمين.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام شهر رمضان،والقيام فيه بطاعة الله وعبادته إنه سميع مجيب.

موضوع للأخ أبو الحسن نسيم، نقلا عن منتديات التصفية و التربية.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top