- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,703
- نقاط التفاعل
- 28,176
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184
رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة
تفضيل رمضان عن غيره من الشهور
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعلة أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فية ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم ( الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: , و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة )) ::: متفق عليه ::: ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان
شهر رمضان هو الشهر الذي يستعد لاستقباله الكونُ كله، السماوات وأهلها، والأرض وأهلها.، فأما السماوات فتُفتح أبوابها ولا تغلق طوال شهر رمضان؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: إذا كان أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب السماء، فلا يُغلق منها باب حتي يكون آخر ليلة من رمضان (رواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري)، كما تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد- أي تقيَّد- الشياطين؛ لقول الرسول: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين (رواه الشيخان عن أبي هريرة.
وتتزين الجنة وتستعد لاستقبال سكانها من أهل الصيام والإيمان؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا لم يعطهن نبي قبلي، منها: فإن الله- عز وجل- يأمر جنَّته، فيقول لها استعدِّي وتزيَّني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلي داري وكرامتي (رواه البيهقي عن جابر بن عبد الله)، وكذلك ينادي منادٍ من السماء علي أهل الأرض كل ليلة كما جاء في الحديث: ونادي منادٍ من السماء كل ليلة إلي انفجار الصبح، يا باغي الخير يمِّم وأبشر، ويا باغي الشر أقصر وأبعد، هل من مستغفر يغفر له، هل من تائب يتوب عليه، هل من داعٍ يستجاب له، هل من سائل يعطي سؤله .(رواه البيهقي عن عبد الله بن مسعود).. أي أن السماوات وأهلها يستعدون لاستقبال شهر رمضان بكل خير.
عن السيد ابن طاووس الحسني
إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كان أول ليلة منه هبت ريح من تحت العرش يقال لها : المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع ) ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ،
وتبرزن الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله عزوجل فيزوجه ؟ ثم يقلن : يا رضوان ما هذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ! هذه أول ليلة من شهر رمضان ، قد فتحت أبواب
الجنان للصائمين من امة محمد صلى الله عليه وآله . قال : ويقول له عزوجل : يا رضوان ! إفتح ابواب الجنان ، يا مالك ! أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من امة محمد ، يا جبرائيل ! أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين ، وعلقهم بأغلال ،
ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على امة حبيبي صيامهم . قال : ويقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات : هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض
الملئ غير المعدم والوفي غير الظالم ؟ قال : وان لله تعالى في آخر كل يوم من شهر رمضان عن الافطار ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، أعتق في كل ساعة منهما ألف ألف عتيق من النار ، وكلهم قد
استوجبوا العذاب ، فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره . فإذا كانت ليلة القدر أمر الله عزوجل جبرئيل عليه السلام ، فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض ، ومعه لواء أخضر ،
فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمأة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة ، فيتجاوزان المشرق والمغرب ، ويبث جبرئيل الملائكة في هذه الليلة ، فيسلمون على كل قائم وقاعد ، ومصل
وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر . فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل عليه السلام : يا معشر الملائكة ! الرحيل الرحيل ، فيقولون : يا جبرائيل ! فماذا صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمد ؟ فيقول : ان الله تعالى
نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وهؤلاء الأربعة : مدمن الخمر ، والعاق لوالديه ، والقاطع الرحم ، والمشاحن . فإذا كانت ليلة الفطر ، وهي تسمى ليلةالجوائز ، أعطى الله
العاملين أجرهم بغير حساب ، فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث الله الملائكة في كل البلاد ، فيهبطون إلى الأرض ويقفون على أفواه السكك ، فيقولون : يا امة محمد أخرجوا إلى رب كريم ، يعطي الجزيل ويغفر العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم قال
الله عزوجل للملائكة : ملائكتي ! ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال : فتقول الملائكة : الهنا وسيدنا جزاؤه أن توفي أجره . قال : فيقول الله عزوجل : فاني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان وقيامهم فيه رضاى
ومغفرتي ، ويقول : يا عبادي ! سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم ودنياكم إلا أعطيتكم ، وعزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني ، وعزتي لآجرتكم ) ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الخلود ، إنصرفوا مغفورا
لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم . قال : فتفرح الملائكة وتستبشر ويهنئ بعضها بعضا بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا
اولا أنك لو أتتك المنية قبل شهر رمضان وكنت تنوي فعل الخيرات نِلت ثوابها وإن لم تؤدِّها، وإن كنت تنوي حلَّ الفوازير ومشاهدة المسلسلات والأفلام والمسرحيات نالتك سيئاتها وإن لم ترَها لقوله تعالي: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) الانفطار: 5 أخرت: أي ما كانت تنوي فعله ولكن منعها الموت.
2- أن شهر رمضان فرصة عظيمة يستطيع من يستغلّها أن يبدأ حياةً جديدةً مليئةً بالأمل والحب والطاعة، بعد أن غفر الله ما مضي من الذنوب- إن شاء الله- لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه (رواه الشيخان عن أبي هريرة).
3- لك دعوة مستجابة- إن شاء الله- سواءٌ في أمور الدنيا أو الدين عند كل فطر؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم (رواه أحمد عن أبي هريرة).
واحذر
1- من قول الزور والعمل به؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه (رواه البخاري عن أبي هريرة).
2- من اللغو والرفث والشجار من الآخرين؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب؛ فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم (متفق عليه عن أبي هريرة.
3- من أن تفطر يومًا في رمضان بغير عذر شرعي؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من أفطر في رمضان من غير رخصة رخَّصها الله له لم يقضِ عنه صيام الدهر كله وإن صامه (رواه أبو داود عن أبي هريرة).
وانوِ
1- الصيام والقيام وتلاوة القرآن وفعل كل خير تستطيعه.
2- اعتكاف العشر الأواخر من رمضان لفعل الرسول، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَرَسُولُ اللَّهِ- صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ (رواه البخاري)، فإن لم تستطع فبعض الليالي، فإن لم تستطع فبعض الساعات.
وعلامة جني ثمرة الصيام هي التقوي، يقول عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- حينما سُئل عن التقوي قال: تقوي الله ليس بصيام النهار وقيام الليل ولا بالخليط بينهما، ولكن تقوي الله بأداء ما افترض الله واجتناب ما نهي الله، فمن رُزق بعد ذلك خيرًا فهو من خير إلي خير .. فإن ظللت بعد رمضان كما كنت فيه فاعلم أنك قد فُزت بها إن شاء الله.
أن تستقبل الحبيب وتجني الثمرة وتفوِّت عليهم الفرصة بأن تعطي نفسك وأهلك هذا الشهر إجازةً، ولا تسمعوا أو تشاهدوا الفوازير والأفلام والمسرحيات، فإذا كان الأمر صعبًا علي النفس تذكَّر هذا الحديث.. يقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: قال إن جبريل عرض لي فقال: بعُد من أدرك رمضان فلم يُغفر له، قلت آمين (رواه الحاكم عن كعب بن عجرة).
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184
رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة
تفضيل رمضان عن غيره من الشهور
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعلة أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فية ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم ( الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: , و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة )) ::: متفق عليه ::: ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان
شهر رمضان هو الشهر الذي يستعد لاستقباله الكونُ كله، السماوات وأهلها، والأرض وأهلها.، فأما السماوات فتُفتح أبوابها ولا تغلق طوال شهر رمضان؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: إذا كان أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب السماء، فلا يُغلق منها باب حتي يكون آخر ليلة من رمضان (رواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري)، كما تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد- أي تقيَّد- الشياطين؛ لقول الرسول: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين (رواه الشيخان عن أبي هريرة.
وتتزين الجنة وتستعد لاستقبال سكانها من أهل الصيام والإيمان؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا لم يعطهن نبي قبلي، منها: فإن الله- عز وجل- يأمر جنَّته، فيقول لها استعدِّي وتزيَّني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلي داري وكرامتي (رواه البيهقي عن جابر بن عبد الله)، وكذلك ينادي منادٍ من السماء علي أهل الأرض كل ليلة كما جاء في الحديث: ونادي منادٍ من السماء كل ليلة إلي انفجار الصبح، يا باغي الخير يمِّم وأبشر، ويا باغي الشر أقصر وأبعد، هل من مستغفر يغفر له، هل من تائب يتوب عليه، هل من داعٍ يستجاب له، هل من سائل يعطي سؤله .(رواه البيهقي عن عبد الله بن مسعود).. أي أن السماوات وأهلها يستعدون لاستقبال شهر رمضان بكل خير.
عن السيد ابن طاووس الحسني
إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كان أول ليلة منه هبت ريح من تحت العرش يقال لها : المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع ) ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ،
وتبرزن الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله عزوجل فيزوجه ؟ ثم يقلن : يا رضوان ما هذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ! هذه أول ليلة من شهر رمضان ، قد فتحت أبواب
الجنان للصائمين من امة محمد صلى الله عليه وآله . قال : ويقول له عزوجل : يا رضوان ! إفتح ابواب الجنان ، يا مالك ! أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من امة محمد ، يا جبرائيل ! أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين ، وعلقهم بأغلال ،
ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على امة حبيبي صيامهم . قال : ويقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات : هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض
الملئ غير المعدم والوفي غير الظالم ؟ قال : وان لله تعالى في آخر كل يوم من شهر رمضان عن الافطار ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، أعتق في كل ساعة منهما ألف ألف عتيق من النار ، وكلهم قد
استوجبوا العذاب ، فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره . فإذا كانت ليلة القدر أمر الله عزوجل جبرئيل عليه السلام ، فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض ، ومعه لواء أخضر ،
فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمأة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة ، فيتجاوزان المشرق والمغرب ، ويبث جبرئيل الملائكة في هذه الليلة ، فيسلمون على كل قائم وقاعد ، ومصل
وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر . فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل عليه السلام : يا معشر الملائكة ! الرحيل الرحيل ، فيقولون : يا جبرائيل ! فماذا صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمد ؟ فيقول : ان الله تعالى
نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وهؤلاء الأربعة : مدمن الخمر ، والعاق لوالديه ، والقاطع الرحم ، والمشاحن . فإذا كانت ليلة الفطر ، وهي تسمى ليلةالجوائز ، أعطى الله
العاملين أجرهم بغير حساب ، فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث الله الملائكة في كل البلاد ، فيهبطون إلى الأرض ويقفون على أفواه السكك ، فيقولون : يا امة محمد أخرجوا إلى رب كريم ، يعطي الجزيل ويغفر العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم قال
الله عزوجل للملائكة : ملائكتي ! ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال : فتقول الملائكة : الهنا وسيدنا جزاؤه أن توفي أجره . قال : فيقول الله عزوجل : فاني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان وقيامهم فيه رضاى
ومغفرتي ، ويقول : يا عبادي ! سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم ودنياكم إلا أعطيتكم ، وعزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني ، وعزتي لآجرتكم ) ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الخلود ، إنصرفوا مغفورا
لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم . قال : فتفرح الملائكة وتستبشر ويهنئ بعضها بعضا بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا
اولا أنك لو أتتك المنية قبل شهر رمضان وكنت تنوي فعل الخيرات نِلت ثوابها وإن لم تؤدِّها، وإن كنت تنوي حلَّ الفوازير ومشاهدة المسلسلات والأفلام والمسرحيات نالتك سيئاتها وإن لم ترَها لقوله تعالي: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) الانفطار: 5 أخرت: أي ما كانت تنوي فعله ولكن منعها الموت.
2- أن شهر رمضان فرصة عظيمة يستطيع من يستغلّها أن يبدأ حياةً جديدةً مليئةً بالأمل والحب والطاعة، بعد أن غفر الله ما مضي من الذنوب- إن شاء الله- لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه (رواه الشيخان عن أبي هريرة).
3- لك دعوة مستجابة- إن شاء الله- سواءٌ في أمور الدنيا أو الدين عند كل فطر؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم (رواه أحمد عن أبي هريرة).
واحذر
1- من قول الزور والعمل به؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه (رواه البخاري عن أبي هريرة).
2- من اللغو والرفث والشجار من الآخرين؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب؛ فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم (متفق عليه عن أبي هريرة.
3- من أن تفطر يومًا في رمضان بغير عذر شرعي؛ لقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: من أفطر في رمضان من غير رخصة رخَّصها الله له لم يقضِ عنه صيام الدهر كله وإن صامه (رواه أبو داود عن أبي هريرة).
وانوِ
1- الصيام والقيام وتلاوة القرآن وفعل كل خير تستطيعه.
2- اعتكاف العشر الأواخر من رمضان لفعل الرسول، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَرَسُولُ اللَّهِ- صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ (رواه البخاري)، فإن لم تستطع فبعض الليالي، فإن لم تستطع فبعض الساعات.
وعلامة جني ثمرة الصيام هي التقوي، يقول عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- حينما سُئل عن التقوي قال: تقوي الله ليس بصيام النهار وقيام الليل ولا بالخليط بينهما، ولكن تقوي الله بأداء ما افترض الله واجتناب ما نهي الله، فمن رُزق بعد ذلك خيرًا فهو من خير إلي خير .. فإن ظللت بعد رمضان كما كنت فيه فاعلم أنك قد فُزت بها إن شاء الله.
أن تستقبل الحبيب وتجني الثمرة وتفوِّت عليهم الفرصة بأن تعطي نفسك وأهلك هذا الشهر إجازةً، ولا تسمعوا أو تشاهدوا الفوازير والأفلام والمسرحيات، فإذا كان الأمر صعبًا علي النفس تذكَّر هذا الحديث.. يقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: قال إن جبريل عرض لي فقال: بعُد من أدرك رمضان فلم يُغفر له، قلت آمين (رواه الحاكم عن كعب بن عجرة).