قبل كل شيئ أشكركم على مشاركاتكم القيمة ، وكل منها لها ذوق خاص حتى أن الإختيار جد صعب، ولكن هذا هو قانون المسابقة:
-لكن أتمنى في المرة المقبلة أن تكون مشاركات أكبر لإثراء هذه المسابقة ،فلمذا تبخلون علينا بأفكاركم الرائعة والراقية ؟
فقبل أن تكون مسابقة للفوز ، فهي للمتعة وللقراءة والإستفادة من بعضنا البعض...
بعد إذن الله نعلن عن الفائز... ونتمنى أن تكون مشاركات أفضل وأكبر في القصة القادمة
الفائزين هما : @لؤلؤة قسنطينة و @principe mi corazon
-وهذه هي مشاركتهما...
مساؤكم نور وسرور ومعطر بأحلى المسك و العطور
تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم
{مريم}
هو عنوان هذه المرحلة من هذه المسابقة الشيقة والقيمة والتي أعادت الروح لأقلامنا
ومن خلال هذا الموضوع سأعرض مشاركتي المتواضعة التي استمتعت حقا من خلالها
أتمنى أن تنال إعجابكم وأن تكون النهاية التي وضعتها منطقية ومناسبة لهذه القصة المميزة
-بداية القصة-
في إحدى المدن العادية تزوجت فتاة صغيرة "مريم 18سنة يتيمة الأبوين" برجل من عائلة عادية ، والآن هي تسكن في بيت كبير متكون من "زوجها محمد ووالده -والدته متوفية " وأخوه الأكبر عمار وزوجته إيمان وأولاد أخوه
في أول أيام الزواج بدأ محمد يحكي لزوجته مريم عن عائلته التي عانت خاصة بعد موت والدته ، فقد كانت العائلة في شدة عميقة ،يقول محمد :وحزن بليغ وكدنا أن نضيع ، ولكن لولا إيمان زوجة أخي عمار التي وقفت معنا وساعدتنا كثيرا لتجاوز تلك المرحلة خاصة لما مرض أبي اعتنت به حتى شفي ، يعني إيمان أعتبرها كأختي أو أكثر
سعدت مريم كثيرا بهذه العائلة ، كما أنها أحبت إيمان رغم أنها تكبرها بكثير إلا أنها تحاول دوما الإقتراب منها...
مضت الأشهر الأولى وبدأت تتغير معاملة إيمان مع مريم لدرجة أنها أصبحت لا تعمل شيئ في البيت وتترك كل الأعمال لمريم مع المعاملة السيئة لها وإهانتها أمام الضيوف ، في البداية اعتبرت مريم أنها مجرد غيرة وستزول ، ولكنها لم تزل أبدا بل كانت تزيد لدرج أنها تتدخل في حياتها الخاصة مع زوجها..
لحد الآن لم تستطيع مريم اخبار زوجها محمد لأنه كان يعتبر إيمان الأخت التي لم تلدها أمه ولن يصدق مريم... كما أن مريم لازالت صغيرة ولا تحسن التصرف..
بعد عام من الزواج حملت مريم وكانت سعيدة وهي وزوجها بالخبر ، وفي الأشهر الأولى من حملها كانت إيمان ترغمها على الأعمال المتعبة وتنظيف كل البيت.. إلى اليوم الذي سقط فيه جنين مريم ،هنا ضاقت مريم ذرعا وانقلبت على إيمان
مريم : لن أسكت لك هذه المرة سأخبر محمد عن كل مافعلته بي
إيمان : لن يصدقك يا حبيبتي فهو يحبني مثل أخته أو أكثر لن يسمع كلامك
-هنا فكرت مريم في خطة ما ،ليعرف محمد بأن إيمان تظلمها ولكن دون إخباره بالكلام فقط لأنه لن يصدقها....
أكمل القصة .....
جلست مريم على طرف سريرها شاردة وهي تراقب من نافذة غرفتها الغيوم الكثيرة التي احتضنت السماء، اشتد الحزن بها وهي تتذكر آخر ما حدث بينها وبين إيمان .. من اعتبرتها أختا لها ووضعت كامل ثقتها فيها تعاملها بهذه القساوة .. والأسوء من كل هذا هو زوجها الذي يرفض تصديقها، ها هي اليوم تفقد أغلى ما عندها "جنينها وقرة عينها" ولا أحد يشعر بحرقة قلبها غيرها، تنهدت للحظة ثم استلقت على سريرها بهدوء وأخذت تراقب سقف الغرفة وهي تفكر في حل لما يحدث معها فقد ضاقت ذرعا بمعاملة إيمان السيئة وعليها أن تجد خطة تمكنها من كشف حقيقتها لزوجها تثبت له من خلالها أنها تعاني أسوء معاملة، بدأت الأفكار تتصادم بعقل مريم ولكنها كانت ترفض الفكرة بعد الأخرى فهي لا تريد خطة تلحق من خلالها الأذى بإيمان بل تريدها أن تكف عن أذيتها فقط، كما لا تريد أن تقطع الصلة التي تربط بين أفراد هذه الأسرة ففي النهاية إيمان تعتبر فردا هاما فيها وقد أدت دور الأم الراحلة على أكمل وجه ولا يمكن إنكار جميلها، فكرت مريم طويلا إلى أن ظهرت ابتسامة حزينة على وجهها عنوانها "أنا لا يمكنني أن أفعل شيئا سوى الصبر"، استسلمت مريم لواقعها المر فهي لم تعتد على تدبير الخطط للآخرين ولا على إيذاء الغير حتى وإن كان ذلك لصالحها وما عليها إلا الصبر حتى يرزقها الله الفرج ، فجأة فُتح باب غرفتها لتقف إيمان عند بابها وهي تسند ذراعها على خصرها وترمق مريم بنظرات غاضبة ثم قالت: "الأرضية تحتاج لتنظيف .. قومي بسرعة ونظفيها"، كانت مريم تريد أن ترد عليها بما يناسب الوضع ولكنها فجأة تذكرت أنها قررت أن تصبر فأخذت تردد بعض الأذكار بصمت لتزيد من هدوئها ثم حركت رأسها موافقة، خرجت إيمان من الغرفة وأغلقت الباب بعنف خلفها بينما رفعت مريم رأسها باتجاه النافذة وكأنها تشكو انكسارها لخالقها .. فلمحت شآبيب المطر تضرب النافذة بعشوائية كأنها تبشر بالخير .. عندها مسحت قطرات الدمع العالقة بعينيها وقامت لتنظف البيت كما أمرتها إيمان.
كانت مريم تعمل بجد وتنظف الأرضية برفق وهي تردد بعض الأذكار كي تمدها بالهدوء الذي تحتاجه، فجأة اقتربت منها إيمان وأخذت تراقبها بصمت ثم قالت "غيري دلو المياه .. ألا تلاحظين أن المياه ملوثة؟" احتفظت مريم بسكوتها وهدوئها لبعض الوقت مما زاد من غيض إيمان فدفعت دلو المياه بقدمها ليسقط أرضا، تفاجأت مريم مما يحدث معها فهي تعلم جيدا أن إيمان تستغل الفرصة بما انه لا أحد في البيت ولكنها لم تتوقع أن يصل بها الأمر لهذا الحد، للحظة أرادت مريم أن تشفي غليلها من إيمان ولكن هذا لن يجلب لها إلا المصائب .. أطلقت تنهيدة طويلة ثم حملت الدلو وقامت من مكانها بهدف تغيير المياه دون أن تقول كلمة واحدة كانت تردد فقط الأذكار بكثرة وتدعو الله أن يرزقها الصبر والفرج، وفجأة وبينما هي تستعد لملأ الدلو بالمياه حتى سمعت اصطداما عنيفا تبعته صرخة قوية من إيمان، رمت مريم الدلو مفزوعة وذهبت مسرعة لتجد إيمان ملقاة على الأرض وسط المياه تتألم ولكن المفاجأة الأكبر لما لمحت مريم زوجها بالقرب من إيمان يساعدها على النهوض يبدو أنه وصل لتوه، ساعدت مريم زوجها على حمل إيمان وأخذها بسرعة للمستشفى وبعد العديد من الفحوصات اتضح أنها أصيبت بكسر في رجلها يجبرها على البقاء في الفراش شهرا كاملا.
بعد العودة للبيت قامت مريم بأداء واجبها مع إيمان كما ينبغي متناسية ما حدث معها سابقا .. مما دفع بإيمان للندم على كل ما فعلته، فهاهي من قامت بإيذائها ترد لها الأذية محبة وإحسان وهذا ما جعلها تخجل من أفعالها وتطلب منها الصفح، سعدت مريم بندم إيمان وغفرت لها معاملتها السيئة وشكرت المولى على رجوع المياه لمجاريها، وبعدما خرجت مريم من غرفة إيمان وجدت زوجها ينتظرها وأول سؤال باشر به هو ما الذي حدث مع إيمان؟، لم تشأ مريم أن تشوه صورة إيمان بعد ندمها الشديد ولا تريد لمظهر الأخت المحبة أن يتغير في عين اسرتها فأخبرت زوجها بأن إيمان ارادت مساعدتها في تنظيف البيت فسقطت أرضا، ظهرت فجأة ابتسامة جميلة على وجه زوجها جعلت مريم تستغرب منها ثم قال لها " أنتِ أروع زوجة بالعالم .. في الحقيقة لقد وصلت قبل الحادثة بمدة قصيرة وسمعت مادار بينكِ وبين إيمان .. ولولا ما حدث معها كنت سأوبخها على تصرفاتها .. ولكن سكوتكِ عن أذيتها زادكِ شهامة في نظري .. وبإخفائكِ الآن عني حقيقة معاملتها تثبتين لي طيبة قلبك ونبل أخلاقكِ .. وأنا اليوم حقا سعيد أن الله رزقني زوجة مثلكِ"، امتلأت عيون مريم بالدمع تأثرا بما قاله زوجها وأخذت تشكر المولى الذي أكرمها بالفرج بعد معاناة طويلة.
تم والحمد لله ^^
أتمنى أن تكون مشاركتي نالت اعجابكم
وبالتوفيق للجميع
صح فطوركم/سحوركم
سلام
السلام عليكم ورحمة الله
التكملة:
...لذا بعد التفكر والتدبر العميق،وجدت الخطة التي إحتاجتها،فتوكلت على الله و عزمت على تطبيقها راجية أن تحقق مبتغاها.حل المساء وأتى محمد من عمله، قام بتأدية فرائضه ثم إرتاح حتى أتى موعد العشاء،بعد إنتهاء العشاء وقبل أن يأوي محمد إلى الفراش، خاطبته مريم على إنفراد قائلتا:"محمد أريد إخبارك بشيئ ما قبل أن تنام !!" رد عليها قائلا : خيرا إن شاء الله مابك ؟ قالت مريم:إنتظرني سأكمل ماتبقي لدي من تدابير وألحقك.أنهت مريم ماعليها من اعمال ثم أوت الى فراشها،فسألها محمد : عن ماذا كنتي تودين إخباري ا؟ مريم: عن إيمان !
! قال محمد بتعجب : مابها إيمان !!
مريم :أخبرتني يوما أنها كانت سببا رئيسيا في خروجكم من المعناة، ووقفت معكم في السراء والضراء، لذا تعتبرها كأختك بل اكثر صحيح؟
محمد: اجل صحيح!!
مريم: حسنا..فكرت في ان تقيم لها حفلا صغيرا و مفاجئا على شرفها، كعربون شكر و إمتنان عل كل ما قدمته لكم مارأيك؟
أجاب محمد بذهول :حفلة !! لم افكر بذلك من قبل...، أجل لما لا !!،
لنقم بذلك رغم أنه لن يوفي حق ماقدمت لنا..إذا ما الخطة ؟
مريم: الخطة كالتالي، أولا وأهم شيئ ان لا تعلم إيمان بما يحصل ،ثانيا غدا صبحا تمثل وكأنك ذاهب للعمل كأي يوم عادي، وبعد خروجك تذهب لشراء مستلزمات الحفل على ذوقك، ثالثا تنتظر إتصالا مني لأعلمك متى تعود للمنزل إتفقنا؟
محمد :إتفقنا.
حل الصباح وفعلا باشر الزوجان بتنفيذ الخطة ذهب محمد للعمل كما يزعم، بينما مريم ذهبت للمطبخ وكأن شيئا لم يحدث، بعد مدة أتت إيمان وبدأت كعادتها بالصراخ و إهانة مريم وأمرها بالقيام بتدابير المنزل ..
تركت مريم إيمان تذهب ثم اختلت بنفسها واتصلت بزوجها وقالت له "محمد تستطيع المجيئ لكن قبل ذلك أريدك ان تقرأ رسالة قد وضعتها سلفا في جيبك الداخلي للسترة "
أخرج محمد الرسالة متعجبا ووجد فيها التالي" السلام عليكم يازوجي العزيز، اشكرك لأنك فحياتي وأشكرك على كل ما قدمته إلي، لم تبخل علي يوما باي شيئ ، لطالما أردت إسعادي، ورسم البسمة على وجهي، وأعترف بأنني سعيدة بقربي منك ولكن!! زوجة اخاك التي هي بمقام أختك بددت سعادتي كليا ..أجل بددتها ولم استطع إخبارك خوفا من عدم تصديقك لي فهي تحتقرني دوما، تظلمني وتهينني وتترك كل أعمال المنزل على عاتقي، ولأنني أصغر منها سنا أجبرت على الصمت وعدم الشكوى، لكن لم أعد أتحمل وأقوى على الظلم، لذا أتوسل إليك لحل المشكل وخطتي ليست إقامة الحفل وإنما استغلال وقت ذهابك للعمل لكي تحضر فيه بشكل مفاجئ وترى بعينك مايحدث لي، لكي تتأكد اكثر. ورغم ما حدث أنا مستعدة لأسامحها على كل ما بدر منها وأخيرا زوجي العزيز لطالما عهدتك متفهما وعادلا لذا فالخيار خيارك إما زوجتك وإما هي."
عاد محمد للمنزل مربكا وبمعنويات محبطة، ودخل بشكل مفاجئ للمنزل، فسمع الصراخ فالمطبخ ،فاتجه نحوه بكل هدوء فرأى وسمع ايمان تهين مريم شر إهانة، كما اخبرته تماما ..مريم أحست بوجوده لذا قالت بصوت عالي لإيمان :أعدك بأنني سأخبر محمد عن ظلمك لي وستندمين. ردت إيمان بكل ثقة: محمد يحبني ويحترمني ولن يصدقك يا صغيرتي و... دخل محمد وقاطعها قائلا: بلا سأصدقها ..تفاجئت إيمان و تسمرت خوفا ولم تصدق ماحدث، ثم أكمل حديثه :أخبرتني مريم بكل شيئ ورأيت وسمعت كل ذلك لم أتوقع منك هذا الفعل لطالما كنتي الأخت التي أفتخر وأعتز بها لطالما كنتي سندا وعونا لنا ،لماذا تفعلين أشياء لايفعلها إنسان ذو قلب رحيم؟ لم تنطق إيمان باي كلمة وأكتفت بالبكاء وأكمل محمد كلامه قائلا: رغم أنني أحترمك وأحبك لكن ظلمك لزوجتي لايغتفر
فكري جيدا بأخطاءك، واذا كنت مصرة عليها فسأضطر لقطع علاقتنا بك.
بقيت إيمان تفكر طوال الليل بما قدمت يداها وتذكرت أفعالها مع مريم وندمت أشد الندم خاصة بعد كل مافعلته لها لا تزال طيبة معها وهذا يدل على طيب أصلها فتوضأت وصلت لله مستغفرة من ذنوبها داعية أن يسامحاها مقررة انها ستعتذر غدا صباحا منهما ان شاء الله
وحين استيقظت ذهبت لتعتذر منهما معترفة بكل اخطاءها قالت إيمان لمحمد بكل حزن: أرجو منك أن تسامحني الكره أعمى قلبي وأعمى بصيرتي ولا أعلم ماحدث لي فأرجوك سامحني وارجو منك يا مريم ان تصفحي على كل مابدر مني...رد عليها محمد : لاتقلقي وهدئي من روعك سأسامحك شرط أن تعودي إلى رشدك وتتوبي عن ما بدر منك ومريم مستعد لمسامحتك أيضا كما أنها تريد إقامة حفلة على شرفك لشكرك على دعمنا في محنتنا.بهذه الكلمات خاطب محمد إيمان وأدخل البهجة لقلبها وحول دمعتها الحزينة الى إبتسامة وإستقبلت إيمان مريم بالأحضان وتسامح الكل وأحتفلوا سويا فرحين متناسين الماضي كما أنا العلاقة بين إيمان ومريم تحسنت على أكمل وجه ولم يصبح لأيمان اخ واحد فقط بل أخوان جميلان هما محمد ومريم ..أخوان لم تنجبهما لها أمها بل أنجبتهما لها الأيام.
وعليه ، يتحصلان على هذا الوسام :
+500 نقطة شرفية
بقية المشاركين : @الصحافية الساخرة @الأزرق الملكي @صدام بكل فخر
يتحصلون على
+100 نقطة شرفية
*بالتوفيق للجميع في القصة القادمة وبارك الله فيكم على المشاركة
*بقية المشاركات في الرد الموالي.
+500 نقطة شرفية
بقية المشاركين : @الصحافية الساخرة @الأزرق الملكي @صدام بكل فخر
يتحصلون على
+100 نقطة شرفية
*بالتوفيق للجميع في القصة القادمة وبارك الله فيكم على المشاركة
*بقية المشاركات في الرد الموالي.
آخر تعديل: