موعظة للغافل عن قراءة القرآن في شهر القرآن

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد : فهذه كلمات كتبتها نصيحة لنفسي المقصرة أولا ولإخواني المسلمين ثانيا حتى نغتنم شهر رمضان بتلاوة القرآن وتدبر آياته لعل الله أن ينفعنا بها أجمعين.
عباد الله أيها المؤمنون ونحن في شهر رمضان المبارك ، الشهر الذي أُنزِل فيه القرآن العظيم يحسن بنا جميعاً اغتنامه، بأن نعيش أيامه ولياليه مع كتاب الله نقضي الوقت في تلاوته، وتدبر معانيه وتفهم آياته والوقوف عند أحكامه ، والعمل بما جاء فيه وهذا الشهر أيها المؤمنون فرصة عظيمة خاصة وأن الكثير في حق كتاب الله مفرطون وعنه غافلون والبعض له هاجرون( 1)
فلربما تجد أحدهم العام كله لم يفتح مصحفه ،ولعل الغبار قد علاه والمكان الذي وضعه فيه قد نساه ، فهذه فرصتك حتى تستيقظ من رقدتك وتنتبه من غفلتك فلا تضيعها بالتسويف سوف أقر اليوم بعد الفجر بل بعد الظهر بل بعد العصر بل بعد المغرب بل بعد العشاء في كل مرة تؤجله ثم تقول في الغد أقرأ وحينما يأتي الموعد تؤجله إلى الغد وهكذا حتى ينقضي الشهر وتخرج صفر اليدين راجعا بخفي حنين( 2 ) فإيّاك إياّك أن تفوتك الفرصة فتتجرع الندامة والحسرة حينما يؤجر أصحابك وتعود أنت بلا أجر ولا ثواب ولا كنت من الرابحين .
وها هنا سؤال نطرحه كيف بك إذا أجلت تجارتك ثم علمت فوات الصفقة بسبب تأجيلك لها، وقيل لك أنها أربح تجارة كنت ستظفر بها، لاشك أنك ستعض أنامل أصابع يديك حسرة على ما ضاع منك.
فهذه هي التجارة الرابحة التي لن تبور:
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )
قال السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره للآية:
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ) أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.
ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاة التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، والنفقة على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات. {سِرًّا وَعَلانِيَةً} في جميع الأوقات.
{يَرْجُونَ} [بذلك] تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة، هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئا.
وذكر أنهم حصل لهم ما رجوه فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: أجور أعمالهم، على حسب قلتها وكثرتها، وحسنها وعدمه، {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة عن أجورهم. {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} غفر لهم السيئات، وقبل منهم القليل من الحسنات. انتهى.
وهذا كتاب الله جل وعلى بين يديك متيسر لك في كل وقت تضيعه العام كله وفي شهر رمضان تسوف وتسوف( 3) وما ختمت ختمة واحدة وما ايسرها لو كنت من الموفقين
وإن النفس أيها المؤمنون لتنشرح وتقبل على الامر إذا عرفت فضائله ووعدت بشيء اذا هي حققته نالت ثوابه ، فكيف اذا كان هذا الوعد ممن لا يخلف الميعاد الله سبحانه .
وإليك أخي بارك الله فيك بعض الأحاديث في فضل تلاوة القرآن :
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة؛ أخرجه الشيخان
-عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {آلم} حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف)، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. صحيح ) انظر حديث رقم : 6469 في صحيح الجامع .
- عن أبي سعيد الخدري قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه. صحيح، التعليق الرغيب (2 / 208) ، الصحيحة (2240) ، صحيح أبي داود (1317)
فاجعل بارك الله فيك أيها العبد الموفق برنامجا يوميا تقرأ فيه صفحات من كتاب الله جل وعلى حتى تختمه مرة على الاقل أو اكثر حسب ما تقدر عليه لا تفشل ، ذكر اهل بيتك بهذا وعلم أولادك وبناتك حفظ القرآن ... ضمهم إلى أقرب مسجد يحفظ فيه الاطفال القرآن ، استشعر انك في عبادة وانت تتلو كتاب الله وان الوقت الذي تقضيه هو الذي ستجده يوم القيامة جبالا من الحسنات ..

نسأل الله جل وعلى أن يجعل القرآن الكريم حجة لنا لا علينا وأن يوفقنا للعمل به وتلاوته آناء الليل واطراف النهار إنه ولي ذلك القادر عليه .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .

كتبه أخوكم : أبو محمد حسين
10 رمضان 1438
 
جزاك الله خيرا
 
الحمد لله على نعمة الاسلاااام..
بوركت أخي وجزاك الله خيرااا :)
 
attachment.php
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top