﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(24) ﴾
سورة الأنفال: الاية : 24
التفسير :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } أي أجيبوا دعاء رسوله إذا دعاكم للإيــمان الذي ه تحيا النفوس ، وبه تحيون الحياة الأبــدية ، قال قتادة : هو القرآن فيه الحيــاة ، والثـقة ، والنــجاة ، والعصمة في الدنيــا والآخــرة (1)
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } أي أنه تــعـــالــى المتصرف في جميع الأشياء ، يصرّف القلوب كيف يشـاء بما لا يقدر عليه صـاحبها ، فيفسخ عـزائـمه ، ويغيّر مقاصــده ، ويلهمه رشده ، أو يُزيغ قلبه عن الصراط السويّ ، وفي الحديث : (( يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك )) ، قال ابن عباس : يحول بين المؤمن والكفر ، وبين الكافر والإيمان (2) ، قال أبو حيان : وفي ذلك حضٌ على المراقبة ، والخوف من الله تعالى والمبادرة إلى الإستجابة له جلَّ وعلا (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الطبري 468/13
(2) روح المعاني 191/9
(3) البحر 481/4
من كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني