الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:
فهذا تفريغ لخطبة جمعة تحت عنوان
بيان أحكام زكاة الفطر
كان قد ألقاها أبي عبد الله أزهر سنيقرة حفظه الله تعالى بمسجده في
٢٧ من رمضان ١٤٣٥ الموافق لـ : ٢٥ جويلية ٢٠١٤
الخطبة الأولى :
إن ّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "١ .
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءۚ وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " ٢.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "٣.
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و على آله و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة .
أما بعد أيّها المسلمون :
إن من أعظم نعم الله جلّ و علا على عباده ، و أكمل مننه التي يمتن بها عليهم ، توفيقه لهم لطاعته و حسن عبادته . و إن الله جلّ و علا قد أكرمنا في هذا الشهر المبارك و أنعم علينا بأن جعلنا نتقلب بين طاعاته و عباداته ، و لا شك و لا ريب أن أحب الأشياء إلى الله تبارك و تعالى طاعته في ما أمر و استجابة أمره جلّ في علاه ، أمرنا ربنا تبارك و تعالى بالصيام فأطعناه ، ورغبنا إلى القيام فأتيناه إيمانا و احتسابا ، نرجو ثوابه جلّ في علاه و نخشى عقابه ، و إنّ مما فرض الله جلّ و علا علينا في هذا الشهر ، زكاة الفطر التي أوجبها الله تبارك و تعالى على المسلمين جميعا ، على الصائمين و على غيرهم ، لأنه تبارك و تعالى كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في الصحيح :" أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ"٤. فرضها الله جلّ و علا وهذا بيان لحكمها فهي واجبة على كل مسلم عبدا كان أو حرا ... ذكرا كان أو أنثى ... صغيرا كان أو كبيرا ، طاعة لله جلّ في علاه ، و في هذا بيان لفائدة عظيمة و إشارة لأمر مدار حياة العبد عليه ، إذ أنّ مدار حياتنا في هذه الدنيا بين علاقتين وجب علينا أن نصلحها ، علاقتنا بربنا و مولانا جلّ في علاه و صلاح هذه العلاقة بتقواه ، و علاقتنا في ما بيننا أي مع غيرنا و هذا بالإحسان إليهم و حسن معاملتهم ، وأداء جميع حقوقهم ، فممن أوجب الله جلّ و علا حسن رعايتهم و التودد إليهم هم الفقراء و المساكين من المسلمين ، لأنّ المسلم كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة و السلام : " مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى"٥ . أن نعلم علم اليقين أنّنا أمة واحدة و أنّه يجب علينا أن نصلح ما بيننا و ما بين إخواننا و أن نحسن معاملتهم و نؤدي ما أوجب الله علينا من حقوقهم ، فقراء كانوا أو أغنياء ... صغارا كانوا أو كبارا ، ليس منا - يقول حبيبنا - من لم يرحم صغيرنا ويجلّ كبيرنا في حسن التعامل مع غيرك من المسلمين ٦ .
هذا الشهر المبارك شهر الخير و الإحسان ، و شهر الرحمة و البركة بجميع أنواعها ، من رحمة الله جلّ و علا بنا فيه أنّه فرض علينا مثل هذه الفرائض التي فيها من المواساة و تحقيق معنى الأخوة الإيمانية في أحسن صورها و أبهى حللها ، فرض الله جلّ و علا زكاة الفطر و سميت بذلك لأنها أضيفت إلى الفطر و سبب في وجوبها ( أي أن الفطر سبب في وجوب هذه الزكاة التي لا تخرج إلا عند الفطر ، في آخر ليلة من ليالي هذا الشهر ..) ، ليلة العيد هذا زمن أدائها الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يفعله و يأمر به فهي متعلقة بهذا الفطر ، و الحكمة منها كما بينها عليه الصلاة و السلام كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الذي رواه أبو داوود بسند حسن ، أنّ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ، طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ؛ فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ "٧ . أي صدقة من عموم أنواع الصدقات النافلة ، و لا تكون زكاة فطر التي أوجبها الله جلّ و علا على المسلمين لأنّ صاحبها أخرجها بعد خروج وقتها ، هذا لنعلم أنّ الله تبارك و تعالى إذا تعبدنا بعبادة من العبادات فإنّه يحب منا أن نؤديها على الوجه المطلوب.. أن نؤديها على الصفة المأمور بها و أن نؤديها في وقتها و أن نؤديها إلى من يستحقها ممن أمرنا بأدائنا إليه ، كما لا يجوز لنا أن نتصرف في مثل هذا ( أي في من تؤدى إليه ) ، لا يجوز لنا كذلك أن نتصرف في غيرها من الشروط الأخرى .
زكاة الفطر تختلف عن الزكاة المفروضة ( الزكاة الركن ) في مصاريفها ، إذا كانت الزكاة مصارفها ثمانية فزكاة الفطر مصارفها اثنان فقط ... أن تؤدى للفقراء و المساكين ، بهذا أمرنا و هذا الذي بيّنه لنا نبيّنا عليه الصلاة و السلام ، لا نزيد على هذا و لا نغيّر و لا نبدّل حتى نكون طائعين لله عزّ وجل على الوجه المطلوب .
جعلها الله تبارك و تعالى - كما أخبر بذلك النبيّ المصطفى - طهرة للصائم ، أي بزكاة الفطر تطهر نفس الصائم و يطهر عمله ، الذي قد يعتريه من النقص و الخلل ، سواء بشيء من الرفث ٨ الذي قد يتلفظه المرء حين صيامه ، و هو مأمور بتركه في صيامه أو في فطره كذلك ، لأن الواجب على المسلم أن يكون عذب اللسان ، لا يتكلم إلا بما يرضي الديّان " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " ٩ ، و كان من خصال نبيّنا و شمائله الطاهرة المباركة أنّه لم يكن فاحشا و لا متفحشا ، لا تصدر منه الكلمات التي فيها الفحش عياذا بالله تبارك و تعالى . فهي طهرة للصائم و هذا من رحمة الله بعباده و من حفظه لأعمالهم و من عدم تضييعه لإيمانهم كما قال رب العزة و الجلال : " وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ " ١٠ . و المقصود من الإيمان الأعمال الصالحات لأنها داخلة في حقيقة الإيمان ، من حفظ الله جلّ و علا لأعمالنا أنّه يريد منا تطهيرها لما قد يعتريها من مثل هذه النقائص ، الحمد لله .. الحمد لله أولا و آخر ، و الشكر له على كرمه وامتنانه . من اللغو و الرفث (اللغو الكلام الذي لا فائدة منه وما أكثر ما يقع فيه المسلمون اليوم ) بل يقعون في ما يسخط الله جلّ و علا ، فهذه ليلال هذا الشهر المبارك ، تدنس في مثل هذه الأفعال القبيحة بمزامير الشياطين هنا و هناك ، و يجعلونها من إحياء هذه الليال المباركة .. تبا لهذا الإحياء الذي من وراءه شياطين الجن و الإنس ، الذين يريدون إضلال الناس و صدهم عن سبيل الله تبارك و تعالى ، وما أكثر المتساقطين في أوديتهم و في بحر غوايتهم .
نسأل الله جلّ و علا أن يعصمنا من شرورهم و أن يبعد عنا و عن إخواننا المسلمين فتنهم و إغواءهم ، فالشيطان يلقي كلمته يوم القيامة في أوليائه يبيّن لهم حقيقة ما كانوا عليه و يتبرأ من فعلهم و صنيعهم و لكن لا ينفعه هذا عند الله جلّ و علا كما لا ينفعه في هذه الحياة " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ "١١ . يلومون أنفسهم لأجل ذلك ، يقولون يا ليتنا امتثلنا أمر ربنا وما اتبعنا ضالة الشيطان " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا "١٢ . يا ليتني استجبت لأمر الله و لأمر رسوله عليه الصّلاة و السّلام ، فنحن الآن في زمن الأعمال و في وقت الطاعات ، و الله جلّ و علا يتودد علينا بمثل هذه البركات التي لا نجدها في غير هذه الأيام و الليال ، فإنّها الفرصة التي لا تعوض أبدا . موسم الخير ما عرف نظيره و لا مثيله .
نسأل الله جلّ و علا أن يتقبلنا فيه و أن يجعلنا من المقبولين .
الخطبة الثانية :
بيّن عليه الصلاة و السلام أنّ هذه الزكاة مفروضة ، التي شرعت لأجل فطر الصائمين ، إنما هي طهرة للصائم و طعمة للمساكين و ليست كسوة لهم و لا هي ألعاب لأولادهم ، إنّما هي طعام يقدم لهم لحاجتهم إليه . و هذه حكمة الله جلّ و علا في تشريع هذه العبادة الجليلة ، حتى لا يكون في مثل هذا اليوم - الذي هو عيد المسلمين جميعا - جائع بين أظهرهم ، كلهم مطعم و يطعم أهله و ذويه ، فضلا من الله تبارك و تعالى و منة ، كما قال أبو سعيد الخذري رضي الله تعالى عنه و أرضاه " كُنَّا نُخْرِجُها على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ " ١٣ . لا يفعلون إلا ما أمروا ، لا يغيّرون و لا يبدّلون و كذلك يجب على المسلمين جميعا ، هذه الزكاة على قول أكثر المفسرين هي المقصودة بقول الله جلّ و علا " قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ "١٤ ، وهي أعمال عيد الفطر . أول أعماله إخراج زكاة الفطر لأن الواجب فيها أن تؤدى قبل صلاة العيد و الأفضل في إخراجها أن تكون بعد صلاة الفجر و كان اصحاب رسول الله يخرجونها قبل ذلك اليوم بيوم أو يومين ، يؤدونها إلى السعاة الذين كانوا يجمعون زكاة الفطر .
هذه السنة التي ثبتت عن نبيّنا عليه الصلاة و السلام ، و سار عليها أصحابه الكرام ، قد أفلح من تزكى ( أي زكاة الفطر ) ، و ذكر اسم ربّه فصلى . و ذكر الله جلّ و علا من الأعمال التي مبدأها صبيحة العيد ، فإنه من السنة رفع الأصوات بالتكبير و التهليل ، و المسلم قاصدا مصلى العيد . ثم فصلى ، المقصود بها صلاة العيد .
هذه زكاة الفطر التي أمرنا الله بها على لسان نبيّه عليه الصلاة و السلام ، فحافظوا عليها إخوة الإيمان ، و أدوها كما أمرتم ، و أحرصوا أن تكون عند الله جلّ و علا زكاة مقبولة بالمحافظة على شروطها و على ما أمر الله جلّ و علا فيها .
نسأله تبارك و تعالى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها ، و أن يحسن خاتمتنا في هذا الشهر المبارك . أن يجعلنا فيه من المقبولين ، و أن يوفقنا لحسن صيامه و قيامه . إنّه سميع مجيب . نساله كذلك و نحن نعيش هذه الليالي المباركات ، نتهيأ لعبادات العيد الذي أكرم الله جلّ و علا هذه الأمة ، و جعله مناسبة للفرح و السرور أن يدخل الفرح و السرور على إخواننا المستضعفين من المسلمين ، ممن اجتمعت عليهم قوى الشر و العداء للإسلام و المسلمين ، أن يؤمنهم في أوطانهم ، و أن يرفع عنهم الظلم و البلاء ، و أن يرد كيد أعدائهم في نحورهم ، إنه سميع مجيب . اللّهم كن مع إخواننا في غزة و في الشام و في العراق ، كن لهم نصيرا و مؤيدا و ادفع الشر و الفتن عنهم . إنّك سميع مجيب كريم .
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنب ، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم ، و سبحانك اللّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- سورة آل عمران/ ٢ ؛
٢- سورة النساء/ ١ ؛
٣- سورة الأحزاب/ ۷٠ ، ۷١ ؛
٤- مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الزكاة» بابُ فَرْضِ صدقة الفطر (١٥٠٣)، ومسلمٌ في «الزكاة» (٩٨٤، ٩٨٦)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما ؛
٥- خرجه البخاريّ في «الأدب» (٣/ ٢١٨) باب رحمة النّاس والبهائم، ومسلم في «البرّ والصّلة والآداب» (٢/ ١٢٠١) رقم (٢٥٨٦) واللّفظ له، من حديث النُّعمان بن بشير رضي الله عنهما ؛
٦- السلسلة الصحيحة " ٥/ ٢٣٠؛
٧- أخرجه أبو داود في «الزكاة» بابُ زكاةِ الفطر (١٦٠٩)، وابنُ ماجه في «الزكاة» بابُ صدقةِ الفطر (١٨٢٧)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣٥٧٠) ؛
٨- الرفث هو الكلام الفاحش ؛
٩- مُتَّفَقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه البخاري (٢٢٢١) و مسلم (٦٤٧٥) ؛
١٠- سورة البقرة / ١٤٤ ؛
١١- سورة إبراهيم / ٢٢ ؛
١٢- سورة الفرقان / ٢٧ ؛
١٣- أخرجه البخاريُّ مختصرًا في «الزكاة» بابُ صاعٍ مِنْ زبيبٍ (١٥١٠)، ومسلمٌ في «الزكاة» (٩٨٥) ؛
١٤- سورة إبراهيم / ١٤ ، ١٥ .
من هنا تحميل الصوتية
آخر تعديل: