~
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
شكرًا على النّشر الطيّب.
وأنا حين أقرأ حديثًا نبويّا أتأكّد من لفظه وتخريجه، فإن كان صحيحا آمنتُ به وصدّقت وسلّمت.
وهذا الحديث قد أخرجه البخاري (3303) ، ومسلم (2729) مِنْ طريقِ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَاناً )) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى تحت هذا الحديث : - ليس عندهما- أي البخاري ومسلم لأنهما أخرجا هذا الحديث في صحيحيهما - قوله: [من الليل] وهي زيادة ثابتة من رواية جمع من الثقاة
في حديث أبي هريرة هذا ، وفي حديث جابر المتقدم -أي الاول- كما حققته في "الصحيحة" تحقيقًا ربما لا تراه في مكان آخر.
ومن الغرائب أن الحافظ لم يشر في الفتح إلى هذه الزيادة الهامة مطلقًا ، وتبعه الشارح الجيلاني - صاحب شرح الأدب المفرد للبخاري-
وقال الشوكاني منبهًا على هذا أيضًا في "شرح تحفة الذاكرين"[282] مشيرًا إلى هذا المعنى : وقوله في الحديث الآخر: [من الليل] يقيد المطلق ، فتكون الاستعاذة إذا سمع النباح ليلا لا نهارا.
~
ولا أحتاجُ تفسيرًا علميا لأؤمن بما قال رسول الله، ولا لأزداد به إيمانا ولا لأثبت لأحدٍ شيئا. هذا إن كان التّفسير "علميا" حقا قائما على بحث واختبارات ونتائج موثّقة.
أمّا إن كان التّفسير مثل هذا الموضوع، مجرّد جملٍ إنشائية نسجها خيال أحدهم وتناقلتها المنتديات. لا اختبارات ولا نتائج ولا معلومات صحيحةً حتى، فبلاش.
من المعلوم أنّ الملائكة مخلوقة من نور، والشياطين من نار فقد جاء في صحيح مسلم 2996:
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم.
يقول التّفسير في الموضوع أنّ الحمار يرى الأشعّة تحت الحمراء وعليه يرى الشيطان المخلوق من نار.
لكنّ أغلب "مكتشفات الحرائق" Flame detectors تعتمد على قراءة إشارة الأشعة فوق البنفسجية
لاكتشاف الحرائق، مما يعني أنّ النّار إنّما تصدر أشعةً فوق البنفسجية وليس تحت الحمراء كما يدّعي الموضوع !
~
ثمّ ينتقل الموضوع إلى عين الدّيك ويدّعي أنّها ترى الأشعة فوق البنفسجية (بلا أدلة ولا نتائج اختبارات) فقط ليوافق هوى قائله بأنّها ترى الملائكة
والملائكة كما سبق في الحديث مخلوقة من نور، لكنّ النّور ليس أشعة فوق بنفسجية فحسب، بل هو كلّ أطوال الأمواج من فوق البنفسجي إلى تحت الأحمر.
فمن قال أنّ الملائكة خلقت من النّور الّذي يصدر أشعّة فوق البنفسجية ؟ هذا من تعدٍّ على علم غيبي لا دليل عليه ولا نص فيه.
~
وينتقل التفسير بعدها ليدّعي أنّ الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء إذا التقيتا طردت أولاهما الأخرى.
والصّحيح أنّ هذا المزج يُدرس في نظريات الزمكان غير التبادلي ( Noncommutative spacetimes theories )
وقد جاء في دراسة سويسرية سنة 2003 بعنوان
A Note on UV/IR Mixing and
Non-Commutative Instanton Calculus
وهي تعني ببساطة أنّ النظرية تفترض ثبات حجم التلاشي في الأشعة تحت الحمراء حال اختلاطها بما فوق البنفسجية، لكنّها في الواقع متباينة.
وهذا رابط تحميلها <
هنا >
وعليه فليس في الموضوع أية حقيقة علمية صحيحة، وهو - على خطئه - حاجة زايدة، ما تضرّ ما تفيد، فلا داعي لنشره بارك الله فيكم.