سلسلة فوائد مختصرة24 (مسمار الذنوب)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
مسمار الذنوب


كثير من الناس يفطن بدقة لما يضر بدنياه ولا يبالي بما يضر بدينه، ولو كان لدينه كذلك لسلم له دينه، قال ابن الجوزي في "المدهش"(1/161) «يا هذا دبر دينك كما دبرت دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه هذا، مسمار الإصرار قد تشبث بقلبك فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت».
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك
 
سبحان الله فمن كان يريد أن يقفز قفزة طويلة
لابد له أن يرجع لخطوات إلى الخلف
لكي يقفز اطول
فإذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يجدد توبته إلى الله في اليوم سبعين
مرة بالإستغفار
فما حالنا و نحن و لم نتب في الثلاثين سنة و لا مرة واحدة
نسأل الله العفو و العافية​
 
آخر تعديل:
أنت ضربت مثالا ذكرتني فيه بالصراط الذي يمر الناس على متنه، و قد جاء ذكره في جمع كريم من الأحاديث الصحيحة منها حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: ((فيمرُّ المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مسلَّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في جهنم))؛ متفق عليه.
وفي صحيح مسلم: ((تجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصراط يقول: يا رب، سلِّمْ سلِّمْ، حتى تعجِز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السيرَ إلا زحفًا)).
وفي صحيح البخاري: ((حتى يمر آخرهم يُسحَب سَحبًا)).
وعن سعيد بن المسيّب، وعطاء بن يزيد الليثي: أن أبا هريرة أخبرهما: أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: ((هل تُمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟))، قالوا: لا، يا رسول الله، قال: ((فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟))، قالوا: لا، قال: ((فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناسُ يوم القيامة، فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فليتْبَع، فمنهم مَن يتبع الشمسَ، ومنهم من يتبع القمرَ، ومنهم من يتبع الطواغيتَ، وتبقى هذه الأمَّةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتيَنا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرَفْناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا؟ فيَدْعوهم، ويضرب الصراط بين ظَهْرانَيْ جهنَّمَ، فأكون أولَ من يجوز من الرسل بأمَّته، ولا يتكلم يومئذٍ أحدٌ إلا الرسلُ، وكلام الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّمْ سلِّمْ، وفي جهنَّمَ كلاليبُ مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟)) قالوا: نعم، قال: ((فإنها مِثلُ شوك السَّعدان، غير أنه لا يعلم قدرَ عِظَمِها إلا اللهُ تعالى، تخطَفُ الناسَ بأعمالهم، فمنهم من يوبَقُ بعمله، ومنهم يُخردلُ، ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمةَ مَن أراد من أهل النار، وفي رواية: فمنهم المؤمن بقِي بعمَله، ومنهم المجازى حتى يُنجَّى، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يُخرِج برحمته مَن أراد من أهل النار، أمَر الملائكة أن يُخرِجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرَّم الله على النار أن تأكل أثَرَ السجود، فيخرجون من النار، فكل ابنِ آدم تأكله النار، إلا أثرَ السجود، فيخرجون من النار قد امتُحِشوا، فيُصَب عليهم ماءُ الحياة، فينبتون كما تنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السيل، ثم يفرُغُ الله من القِصاص بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولاً الجنةَ، مقبل بوجهه قِبَل النار، فيقول: يا رب، اصرِفْ وجهي عن النار، قد قشَبني ريحُها، وأحرقني ذَكاؤُها، فيدعو الله بما شاء أن يدعوَه، فيقول: هل عسيتَ إن فعلتُ ذلك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي اللهَ ما شاء الله من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل بوجهه على الجنة، ورأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب، قدِّمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيتَ العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب، لا أكون أشقى خَلْقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك، لا أسألك غير هذا، فيعطي ربَّه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدِّمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابَها، رأى زهرتَها، وما فيها من النَّضرة والسرور.




وفي رواية: فإذا قام إلى باب الجنة انفهَقَتْ له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب، أدخِلْني الجنة، فيقول الله: ويحك يا بن آدم! ما أغدَرَك! أليس قد أعطيتَ العهود ألا تسأل غيرَ الذي قد أعطيت؟ فيقول: يا رب، لا تجعَلْني أشقى خَلْقك، فيضحك الله منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمنَّ، فيتمنَّى، حتى إذا انقطع أمنيته، قال الله تعالى: تمنَّ مِن كذا وكذا، يذكِّرُه ربه، حتى إذا انتهت به الأمانيُّ، قال الله: لك ذلك ومثله معه)).




قال أبو سعيد الخدريُّ لأبي هريرة رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: لك ذلك وعشَرة أمثاله))، قال أبو هريرةَ: لم أحفَظْ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله: ((لك ذلك ومثله معه))، قال أبو سعيد: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لك ذلك وعشَرة أمثاله))، قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخِرُ أهل النار دخولاً الجنَّةَ.
أخرجه البخاري، وأخرجه مسلم عن عطاء بن يزيد.

فأنت ترى أن الناس يمرون على الصراط بحسب أعمالهم و قلة ذنوبهم، فهل لنا في ذلك عبرة، و هل لنا أن نرجع إلى الوراء نحاسب أنفسنا نتحلل من مظالم الخلق، و ظلمنا لأنفسنا و تقصيرنا في حق بارينا و خالقنا، عسانا نفعل ذلك فننجوا و نسعد.
للأمانة استعنت بالموضوع الأتي في نقل النصوص الحديثية: العبور على الصراط وكيفيته
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top