سلسلة فوائد مختصرة27 (حال الناس مع الحق)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
حال الناس مع الحق


الناس في تحري الحق وطلبه قسمان : قسم يريده ويطلبه وإذا ظفر به فرح وتلقاه بالقبول، وقسم آخر نفسه عازفة عن الحق وغير مقبلة عليه وإذا عرض له شيء من الحق تكلف في رده، ولكلٍّ منهما علامة، قال الدارمي رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية: «الَّذِي يُرِيدُ الشُّذُوذَ عَنِ الْحَقِّ ، يَتَّبِعُ الشَّاذَّ مِنَ قَوْلِ الْعُلَمَاءِ ، وَيَتَعَلَّقُ بِزَلَّاتِهِمْ ، وَالَّذِي يَؤُمُّ الْحَقَّ فِي نَفْسِهِ يَتَّبِعُ الْمَشْهُورَ مِنْ قَوْلِ جَمَاعَتِهِمْ ، وَيَنْقَلِبُ مَعَ جُمْهُورِهِمْ».
 
سبحان الله كلش كاين في القرآن حيث يقول الله في محكم تنزيله
// هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
هو التمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب فيعرف المنافق و متبع الهوى
من أهل الحق
بارك الله فيكم أخي أباليث​
 
أحسن الله إليك محمد، أصبت عين الحق، و أصبت في سوق هذه الأية هنا و أحسنت أيما إحسان.
زادك الله نباهة و ذكاءا و زكاء.
 
قلنا الحق انا و زوجي فنبذنا و طردنا
ما جزائنا عند الله
 
قلنا الحق انا و زوجي فنبذنا و طردنا
ما جزائنا عند الله

السؤال:
ما هو الجزاء الذي أحصل عليه في الآخرة كمظلوم من البعض؟ مع الإيضاح لنوع الجزاء إذا كان الظالم مسلماً، وأيضا في حالة إذا كان الظالم غير مسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فإن المظلوم إذا لم يعف عن حقه أو يحصل عليه في الدنيا، فلا شك أنه سوف يحصل عليه كاملاً في الآخرة، قال الله تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {الأنبياء:47}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. رواه مسلم.. فإذا كان الظالم مسلماً أخذ من حسناته للمظلوم، وإذا لم يكن له حسنات أو كان غير مسلم أخذ من سيئاته فطرحت عليه، فيكون ذلك نجاة له من المؤاخذة بها.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار. رواه مسلم.

فلن يضيع حق عند الله تعالى، هذا إذا لم يعف عن الظالم، أما من عفا وأصلح فإن أجره على الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى في من يفضلون العفو عن الناس: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.. وقال تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.. إلى قوله تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 127825، والفتوى رقم: 68186.

والله أعلم.
 
السؤال:
يقول تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ولقد سمعت من أحد العلماء أن القلب السليم هو القلب الخالي من أمراض النفس من حقد وضغينة وكبر وغرور.....


والسؤال هو: إذا أساء شخص لي، وأنا لم أحقد عليه ولم أحاول النيل منه، وسامحته في هذه الدنيا، ولكن أريد أن آخذ حقي منه في الآخرة، فهل هذا الشعور يعتبر حقداً، أعني هل علي أن أسامحه في الدنيا والآخرة وأترك حسابه على الله حتى يسلم قلبي من مرض الحقد ؟ وإن كانت الإجابة نعم، عندها قد يستغفر هذا الشخص من ذنبه ويغفر الله له، وبالنسبة لي، وبما أنني عفوت عنه في الآخرة والدنيا، عندها لن أستطيع أن آخذ حقي منه ( أعلم أن العفو له أجره الكبير ) في الآخرة، وبهذا أكون قد تضررت من هذا الشخص ونجا هو بالدنيا والآخرة.

الخلاصة هل العفو يقتضي المسامحة في الدنيا والآخرة أم هو المسامحة في الدنيا فقط، ويمكن للمرء أن يأخذ حقه في الآخرة؟

أرجو من الله أن أكون وفقت في توضيح سؤالي.

وشكراً لجهودكم المبذولة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل من المناسب أن نعرف ببعض الألفاظ التي وردت في سؤالك.
فالقلب السليم كما قال ابن القيم: هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره. ويدخل في سلامته من الشهوة سلامته من الحقد والضغينة والكبر والغرور.
والحقد كما قال ابن منظور في لسان العرب: هو الضغن أو إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها. ولكن مثل هذا إنما يكون صاحبه مذموما في حق من لم يكن له مبرر شرعي، وأما من كان له سبب مشروع كأن يجد المظلوم ضغنا في نفسه على ظالمه فمثل هذا لا يتوجه ذم على صاحبه. وله الحق في التربص به ليجد فرصة يرد فيها مظلمته، ولذا رفع الله تعالى عنه الحرج في قالة السوء؛ كما قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا. {النساء: 148}. قد أباح الله تعالى للمظلوم أن ينتصر ممن ظلمه، قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ. {الشورى: 40-43}. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.

فتحصل من هذا أن طلب المظلوم القصاص ممن ظلمه في الدنيا أو في الآخرة لا يتضمن محظورا. وقد دلت النصوص السابقة على أن العفو أفضل، فما يناله المرء من أجر العفو في الدنيا والآخرة أفضل مما قد يأخذه بالقصاص. فتبين بهذا أن الظالم إذا أصبح في حل من تبعة مظلمته بعفو المظلوم عنه لم يصبح المظلوم خاسرا، بل هو من الرابحين لأفضل مما قد تنازل عنه.
والمسامحة في الدنيا تقتضي تنازل المظلوم عن حقه، فإذ تنازل لم تكن هنالك تبعة على الظالم تلحقه في الآخرة، وهذا المعنى واضح في حديث أبي هريرة السابق، فقد حث الظالم على أن يتحلل من المظلوم حتى لا يؤاخذ في الآخرة.

والله أعلم.
 
و هذه مسألة سقتها هنا للفائدة
السؤال
شيخنا الكريم هناك سؤال يحيرني وهو :لو أن شخصا مسلما عليه مظلمة لشخص كافر أو مشرك أو يهودي أو نصراني ولم يرد هذا المسلم ما عليه في الحياة الدنيا فكيف ستكون طريقة ردها في الآخرة


فنحن نعلم أن المسلم إذا لم يتبرأ من مظلمته لأخيه المسلم يقوم الأول بإعطاء حسناته للثاني وإن انتهت الحسنات عنده أخذ الأول من سيئات الثاني ولكن في هذه الحالة هل يعطي المسلم الكافر أو المشرك من حسناته أو يأخذ من سيئاته ولو حصل ذلك ماذا تفيده في آخرته لأننا نعلم أن الكافر والمشرك واليهودي والنصراني خالدون في النار. والله اعلم

أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وردت النصوص الشرعية الكثيرة بإثبات المقاصة بين العباد يوم القيامة فيما كان بينهم من المظالم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. رواه مسلم.


وقال صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار". رواه مسلم وأحمد وغيرهما.

فهذه النصوص وأمثالها كثير تدل على أن المظلوم يأخذ حقوقه من ظالمه لا محالة. وإذا وقعت المقاصة في الحقوق بين البهائم وهي لا تعقل شيئا، وليست من أهل التكليف، فأحرى بها أن تكون بين بني الإنسان.

ولم نقف على الكيفية التي يستوفي بها الكافر حقوقه في الآخرة، إلا أنها ليس فيها ما يحير، لأنه قد يكون بإلحاق الأذى بمن ظلمه كما هو الحال في القصاص بين البهائم، وقد يكون بالتخفيف عنه في درجته من العذاب، وقد يكون بغير ذلك...

والله أعلم.
 
جعلها الله في ميزان حسناتك
هل الحيوانات تأخذ حقوقها من الانسان
كان هناك شخص عنده كلبة و عندما تلد يأخذ جرائها و يذبحهم حتى يتخلص منهم هذه الحادثة أثرت في كثيرا
 
جعلها الله في ميزان حسناتك
هل الحيوانات تأخذ حقوقها من الانسان
كان هناك شخص عنده كلبة و عندما تلد يأخذ جرائها و يذبحهم حتى يتخلص منهم هذه الحادثة أثرت في كثيرا
السؤال:
سألتكم منذ مدة عن حكم ذبح جراء فكان جوابكم بإحالتي إلى فتاوى سابقة تقول بوجوب الاعتناء بها وأظن أني لم أوضح السؤال جيدا فالجراء عثر عليهم صديقي على جانب الطريق وعمرها بضعة أيام وهي ملقاة بدون طعام ولا شراب وكان تنبح نباحا يؤلم القلب وليس في استطاعة صديقي تربيتها لأنها صغيرة على ذلك فقام بذبحها لوقف عذابها لأنه إن تركها ستموت عطشا أو جوعا أو يتم تعذيبها من قبل الأطفال، فما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على صديقك أن يستغفر الله تعالى مما فعل من قتل هذه الكلاب الصغيرة بدون سبب, وكان عليه أن يضعها في مكان بعيد منه -إذا كان يتأذى بأصواتها- حتى تجد ما تأكله أو تجد من يطعمها إذا لم يكن هو يريد إطعامها أو يخاف عليها من تعذيب الأطفال؛ لأن قتل الحيوان بدون سبب منهي عنه شرعاً.

فقد روى البيهقي والدارمي وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقه سأله الله يوم القيامة عنه، قيل: وما حقه؟ قال: يذبحه فيأكله ولا يقطع رأسه فيرمي به.
ولهذا فقتل الكلاب غير العقورة أو غيرها من الحيوانات غير الضارة بدون سبب لا يجوز، وليس على صديقك كفارة محددة، وإنما عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1777، 16200، 49649.
والله أعلم.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top