في لحظة شرود
أفتح الحنفية و انظر إليها وكأنها مطر يسيل فأنتظره إلى أن يتوقف وبعدها أجد نفسي قد أهدرت الكثير من الماء
في لحظة شرود
أخرج من البيت و أنسى إلى أين ذاهب ثم أجلس في الحديقة لأتذكر لماذا خرجت و أعود من حيث أتيت حاملاً معي هم النسيان
في لحظة شرود
أشرب قهوتي فأنسى أني لم أضع قطع السكر وعندما أخرج من شرودي أكون قد احتسيتها فأشعر بذوقها المر على شفتي
في لحظة شرود
وأنا أصلي أفكر كثيرًا ثم يأخذني عقلي إلى غير العبادة فأنسى أني أصلي حتى تفلت مني عدد الركعات فأعيد صلاتي مرة أخرى
في لحظة شرود
اجلس مع أصدقائي وهم في وسط الحكايات أكون أنا قد نسيت نفسي أني معهم فأصمت و أذهب بخيالي بعيدًا عنهم
في لحظة شرود
أنسى أين وضعت نقودي و ملابسي وهاتفي وأنسى ما يجب أن أقوم به في هذا اليوم من عمل
في لحظة شرود
لا أشعر بالجو سواء كان بارد أو حار ولا أرى أمامي إنسان بل كأني أمشي في الضباب ومعي الكثير من الأفكار
في لحظة شرود
يعزلني الماضي عن الحاضر فأسرح بخيالي إلى عالم عشته من قبل و أحمل همه والهفوات التي قمت بها رغما أنه ذهب بدون رجعة.
في لحظة شرود أتشرد وأصبح بلا مأوى بلا وطن بلا واقع بلا أنا .