سلسلة أثر و تعليق 23 (الدم الحرام)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الدم الحرام


عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "إنَّ أول ما ينتنُ من الإنسان بطنُه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبًا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحالَ بينه وبين الجنة بملء كفِّهِ من دم أَهْرَاقَهُ فليفعل" رواه البخاري (7152).
وصية عظيمة في الحضَّ على أكل الحلال والكفِّ عن الدماء، وهي إنما تنفع إذا صادفت قلبًا صادقًا متحريًا للخير متجردًا عن الهوى، ولذا لما كان من أوصاهم بخلاف ذلك لم ينتفعوا بوصيته، بل خرجوا وأعملوا السيف في المسلمين وقتلوا الرجال والأطفال وعظم البلاء بهم، والله المستعان.
 
ربي يعافينا من سفك الدماء او ان نكون سببا في ذلك ويرزقنا رزقا حلالا طيبا من فضله
بارك الله فيك
 
هته لم افهمها
ملء كفِّهِ من دم أَهْرَاقَهُ فليفعل
يعني يا محمد، قتل رجل بغير وجه حق فأسل منه الدم بقدر ملئ الكف أو أكثر أو حتى أقل، فكان ذلك سببا في منعه دخول الجنة، لأن الله تعالى يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93))
 
آخر تعديل:
قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93))
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيرها:
تقدم أن الله أخبر أنه لا يصدر قتل المؤمن من المؤمن، وأن القتل من الكفر العملي، وذكر هنا وعيد القاتل عمدا، وعيدا ترجف له القلوب وتنصدع له الأفئدة، وتنزعج منه أولو العقول. فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي: فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجهنم، بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار. فعياذًا بالله من كل سبب يبعد عن رحمته. وهذا الوعيد له حكم أمثاله من نصوص الوعيد، على بعض الكبائر والمعاصي بالخلود في النار، أو حرمان الجنة. وقد اختلف الأئمة رحمهم الله في تأويلها مع اتفاقهم على بطلان قول الخوارج والمعتزلة الذين يخلدونهم في النار ولو كانوا موحدين. والصواب في تأويلها ما قاله الإمام المحقق: شمس الدين بن القيم رحمه الله في "المدارج" فإنه قال - بعدما ذكر تأويلات الأئمة في ذلك وانتقدها فقال: وقالت فِرقَة: هذه النصوص وأمثالها مما ذكر فيه المقتضي للعقوبة، ولا يلزم من وجود مقتضي الحكم وجوده، فإن الحكم إنما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء موانعه. وغاية هذه النصوص الإعلام بأن كذا سبب للعقوبة ومقتض لها، وقد قام الدليل على ذكر الموانع فبعضها بالإجماع، وبعضها بالنص. فالتوبة مانع بالإجماع، والتوحيد مانع بالنصوص المتواترة التي لا مدفع لها، والحسنات العظيمة الماحية مانعة، والمصائب الكبار المكفرة مانعة، وإقامة الحدود في الدنيا مانع بالنص، ولا سبيل إلى تعطيل هذه النصوص فلا بد من إعمال النصوص من الجانبين. ومن هنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات، اعتبارًا بمقتضي العقاب ومانعه، وإعمالا لأرجحها. قالوا: وعلى هذا بناء مصالح الدارين ومفاسدهما. وعلى هذا بناء الأحكام الشرعية والأحكام القدرية، وهو مقتضى الحكمة السارية في الوجود، وبه ارتباط الأسباب ومسبباتها خلقا وأمرا، وقد جعل الله سبحانه لكل ضد ضدا يدافعه ويقاومه، ويكون الحكم للأغلب منهما. فالقوة مقتضية للصحة والعافية، وفساد الأخلاط وبغيها مانع من عمل الطبيعة، وفعل القوة والحكم للغالب منهما، وكذلك قوى الأدوية والأمراض. والعبد يكون فيه مقتض للصحة ومقتض للعطب، وأحدهما يمنع كمال تأثير الآخر ويقاومه، فإذا ترجح عليه وقهره كان التأثير له. ومِنْ هنا يعلم انقسام الخلق إلى مَنْ يدخل الجنة ولا يدخل النار، وعكسه، ومَنْ يدخل النار ثم يخرج منها ويكون مكثه فيها بحسب ما فيه من مقتضى المكث في سرعة الخروج وبطئه. ومن له بصيرة منورة يرى بها كل ما أخبر الله به في كتابه من أمر المعاد وتفاصيله، حتى كأنه يشاهده رأي عين. ويعلم أن هذا هو مقتضي إلهيته سبحانه، وربوبيته وعزته وحكمته وأنه يستحيل عليه خلاف ذلك، ونسبة ذلك إليه نسبة ما لا يليق به إليه، فيكون نسبة ذلك إلى بصيرته كنسبة الشمس والنجوم إلى بصره. وهذا يقين الإيمان، وهو الذي يحرق السيئات، كما تحرق النار الحطب، وصاحب هذا المقام من الإيمان يستحيل إصراره على السيئات، وإن وقعت منه وكثرت، فإن ما معه من نور الإيمان يأمره بتجديد التوبة كل وقت بالرجوع إلى الله في عدد أنفاسه، وهذا من أحب الخلق إلى الله. انتهى كلامه قدس الله روحه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
 
عندما كانت والدتي رحمها الله على فراش الموت قالت و هي في سكرات الموت ان بطني هي من انقذتني لكننا لم نفهم ما تقصد و كنا نراها تشرب دون رؤية الماء و تطلب زجاجة الماء التي تراها ولا نراها و تصمم على.احضارنا لها
 
هذه تحدث مع بعض الناس سيما عند إقتراب وقت القبض، أو عند إشتداد المرض و من ذلك ما كان يحدث مع والدي رحمة الله عليه ، فقد كان يقول لي رحمه الله و أنا معه في المستشفى من أحضر التفاح الذي فوق الطاولة؟ لا وجود له أصلا، و منهم ما حدث مع عديلي رحمه الله فقد كان يرى زوجته رحمها الله (شقيقة زوجتي حفظها الله) و التي إخترمتها المنية قبله، كان يراها تحضر له طعما فيأخذ و يأكل و يرونه يحرك يده كحامل الملعقة، و يأخذ بيده إلى فمه و كأنه يشرب، ثمَّ إذا أحضروا له ما يأكل يمتنع ويثني الخير على زوجته أنها أحضرت له طعاما طيبا و شهي، كثير هي القصص الواقعية، لكني أكتفي بهتين القصتين.
 
آخر تعديل:
سبحان الله اللهم اجعل خير أيامنا أواخرها و خير أعمالنا خواتمها
و اختم لنا بالصالحات آجالنا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top