- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 25,001
- نقاط التفاعل
- 28,716
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
الوسطية والاعتدال أسلوب الدعوة إلى الإسلام
الدعوة إلى الله عزّ وجلّ عمل عظيم مبارك من أشرف الأعمال وأجلها، وإذا كانت لغير المسلمين رغبة في هدايتهم للإسلام كان ذلك أجل وأعظم، ولكن غير المسلم يحتاج في دعوته للإسلام إلى أسلوب خاص يستشعر هو من خلاله أن الذي يدعوه يريد له الخير ويحرص على سعادته ونجاته في الدنيا والآخرة؛ ولذلك كان لزاماً على الداعي مراعاة جانب الوسطية في دعوته لغير المسلمين.
وقد تحدث لليمامة مجموعة من المشايخ مبينين أهمية هذا الجانب ومظاهر الوسطية فيه..
بداية تحدث الشيخ أ. د. علي بن إبراهيم اللحيدان الأستاذ في قسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال:إن من مظاهر الوسطية في الدعوة توسط الداعية واعتداله في أسلوب الدعوة بين غير المسلمين، فيجمع الداعي إلى الله بين الترغيب والترهيب، وفي كتاب الله الكريم والسنّة المطهرة ما يشير إلى ذلك، فنصوص القرآن كثيراً ما تجمع بين الترغيب والترهيب، وذكر الجنة والنار، والوعد والوعيد، وقد بعث الله جلّ وعلا الرسل مبشرينومنذرين، ويبشرون الناس بما أعد الله لمن أطاعه واتبع رضوانه، ويحذرونهم من أليم عقابه لمن أعرض عن طاعته واتبع هواه، فالترغيب والترهيب من مقاصد الرسالات، وبآيات الترغيب تستجيب نفوس وتقبل على الخير، وبآيات الترهيب تستجيب أخرى، روى ابن جرير أن كعب الأحبار لما أتى حمص فسمع رجلاً من أهلها حزيناً وهو يقول: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا)، فقال كعب: يارب آمنت، يارب أسلمت، مخافة أن تصيبه الآية، وفي رواية عند ابن كثير قال كعب: فبادرت إلى الماء فاغتسلت وإني لأمس وجهي مخافة أن أطمس ثم أسلمت.
وأضاف: أن من الوسطية في أسلوب الدعوة التوسط في الأسلوب بين العقل والعاطفة، وبين العقل والنقل، وقوله تعالى: (أفلا تعقلون) و(لعلكم تعقلون) كثير في القرآن، فهي ليست تسليماً مطلقاً، ولا تعقيداً منطقياً فهي تخاطب كلًا بما يتوافق مع عقله وفطرته، فالقرآن يخاطب العقل والفطرة في آن واحد، وفي هذا ردٌ على المتكلمين الذين يزعمون أن النصوص الشرعية غير عقلية، ومن يتأمل كتاب الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة غير المسلمين يجد للعقل نصيبه، وللفطرة نصيبها، وللنقل نصيبه.كما أكد على ضرورة الوسطية في التدرج في الدعوة، وقال: إن التدرج من المظاهر الرئيسة للوسطية في دعوة غير المسلمين، ومبناه على الدعوة للأهم فالأهم، فيبدأ الداعي إلى الله بما بدأ به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو توحيد الله جلّ وعلا وإفراده بالعبادة، فهو الأصل الأول الذي يدعى إليه الناس كلهم، وتحقيقه أولاً قبل البدء بغيره، فهو أول معروف يؤمر به، كما أن الشرك أول منكر ينهى عنه.
فالدعوة إلى دين الله لا تستلزم العمل به جملة واحدة، وإن المتتبع لسور القرآن الكريم يلحظ هذا التدرج، وهو أصل في دعوة غير المسلمين، وهو ما يتوافق مع طبيعة خلق الإنسان وفطرته، إذ يصعب على النفوس ترك مألوفاتها بين عشية وضحاها، والتدرج في التشريع أصل قام عليه الدين.
وبين أن الوسطية في هدي الإسلام تظهر أيضاً في المخالطة لغير المسلمين، فلا يتصور مع الإذن لهم بالبقاء في بلاد المسلمين أن ينعزلوا عن المسلمين، والنصوص في ذلك كثيرة والشواهد غير منحصرة، وقد خالط النبي صلى الله عليه وسلم المشركين لدعوتهم وفي البيع والشراء والأخذ والعطاء.
وقال إن غير المسلم في بلد الإسلام لا يعيش على هامش المجتمع، بل يشارك ويخالط أفراد المجتمع، وقد يسند إليه بعض الأعمال التي هي من صميم عمل أهل الإسلام،
وحول الوسطية في خطاب الدعوة مع غير المسلمين أشار فضيلته إلى أنه كان الأنبياء يخاطبون أقوامهم بلغتهم قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) وقال إن على الداعية أن يلزم التوسط في دعوته لغير المسلمين، فلا يغرب في الألفاظ أو يتشدق في كلامه، ولا يأتي بالألفاظ التي تنزل مكانته عند المدعوين، ولا يكثر الكلام.
المعاملة جزء من الدعوة
ثم تحدث الداعية الشيخ د. صالح بن علي الزهراني فقال: المتتبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الكفار يدرك عظيم أسلوبه سواء في المعاملة أو الدعوة أو غيرها، فالمعاملة جزء من الدعوة؛ فحسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم جعل الكفار ينقادون له طواعية، تصور أنه واقف أمام أحد كفار قريش يستمع لعروض ذلك الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يترك هذا الدين يستمع إليه وكله إنصات ويناديه بأحسن أسمائه يقول له قل يا أبا الوليد إني أسمع، فلما انتهى الكافر من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم انتهيت يا أبا الوليد؟ انظر إلى روعة تعامله وحسن إنصاته لأمور يعلم سلفاً بطلانها ومع ذلك استمع وناداه بأحب الأسماء إليه.
مشيراً إلى أن أسلوب الوسطية والاعتدال مع الكافر أياً كانت ديانته من أعظم الأسباب لهدايته ودخوله في دين الله عزّ وجلّ.. وأضاف:كما أن من أعظم سبل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام الرحمة بهم، وأن تكون في دعوتك إشفاقة عليهم وأنت تعرض عليهم الإسلام، وأن تتصف باللين والرفق وألا تهاجم أديانهم فتأخذهم حمية الجاهلية وربما سبوا الإسلام بسبب سبك لدينهم، (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم)وقال: بل عليك أن تبين لهم محاسن هذا الدين ومزاياه برفق ولين وطلاقة وجه وحسن عرض، دعوة المشفق الخائف عليهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على الناس في مواسم الحج وغيرها.
الدعوة إلى الله عزّ وجلّ عمل عظيم مبارك من أشرف الأعمال وأجلها، وإذا كانت لغير المسلمين رغبة في هدايتهم للإسلام كان ذلك أجل وأعظم، ولكن غير المسلم يحتاج في دعوته للإسلام إلى أسلوب خاص يستشعر هو من خلاله أن الذي يدعوه يريد له الخير ويحرص على سعادته ونجاته في الدنيا والآخرة؛ ولذلك كان لزاماً على الداعي مراعاة جانب الوسطية في دعوته لغير المسلمين.
وقد تحدث لليمامة مجموعة من المشايخ مبينين أهمية هذا الجانب ومظاهر الوسطية فيه..
بداية تحدث الشيخ أ. د. علي بن إبراهيم اللحيدان الأستاذ في قسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال:إن من مظاهر الوسطية في الدعوة توسط الداعية واعتداله في أسلوب الدعوة بين غير المسلمين، فيجمع الداعي إلى الله بين الترغيب والترهيب، وفي كتاب الله الكريم والسنّة المطهرة ما يشير إلى ذلك، فنصوص القرآن كثيراً ما تجمع بين الترغيب والترهيب، وذكر الجنة والنار، والوعد والوعيد، وقد بعث الله جلّ وعلا الرسل مبشرينومنذرين، ويبشرون الناس بما أعد الله لمن أطاعه واتبع رضوانه، ويحذرونهم من أليم عقابه لمن أعرض عن طاعته واتبع هواه، فالترغيب والترهيب من مقاصد الرسالات، وبآيات الترغيب تستجيب نفوس وتقبل على الخير، وبآيات الترهيب تستجيب أخرى، روى ابن جرير أن كعب الأحبار لما أتى حمص فسمع رجلاً من أهلها حزيناً وهو يقول: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا)، فقال كعب: يارب آمنت، يارب أسلمت، مخافة أن تصيبه الآية، وفي رواية عند ابن كثير قال كعب: فبادرت إلى الماء فاغتسلت وإني لأمس وجهي مخافة أن أطمس ثم أسلمت.
وأضاف: أن من الوسطية في أسلوب الدعوة التوسط في الأسلوب بين العقل والعاطفة، وبين العقل والنقل، وقوله تعالى: (أفلا تعقلون) و(لعلكم تعقلون) كثير في القرآن، فهي ليست تسليماً مطلقاً، ولا تعقيداً منطقياً فهي تخاطب كلًا بما يتوافق مع عقله وفطرته، فالقرآن يخاطب العقل والفطرة في آن واحد، وفي هذا ردٌ على المتكلمين الذين يزعمون أن النصوص الشرعية غير عقلية، ومن يتأمل كتاب الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة غير المسلمين يجد للعقل نصيبه، وللفطرة نصيبها، وللنقل نصيبه.كما أكد على ضرورة الوسطية في التدرج في الدعوة، وقال: إن التدرج من المظاهر الرئيسة للوسطية في دعوة غير المسلمين، ومبناه على الدعوة للأهم فالأهم، فيبدأ الداعي إلى الله بما بدأ به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو توحيد الله جلّ وعلا وإفراده بالعبادة، فهو الأصل الأول الذي يدعى إليه الناس كلهم، وتحقيقه أولاً قبل البدء بغيره، فهو أول معروف يؤمر به، كما أن الشرك أول منكر ينهى عنه.
فالدعوة إلى دين الله لا تستلزم العمل به جملة واحدة، وإن المتتبع لسور القرآن الكريم يلحظ هذا التدرج، وهو أصل في دعوة غير المسلمين، وهو ما يتوافق مع طبيعة خلق الإنسان وفطرته، إذ يصعب على النفوس ترك مألوفاتها بين عشية وضحاها، والتدرج في التشريع أصل قام عليه الدين.
وبين أن الوسطية في هدي الإسلام تظهر أيضاً في المخالطة لغير المسلمين، فلا يتصور مع الإذن لهم بالبقاء في بلاد المسلمين أن ينعزلوا عن المسلمين، والنصوص في ذلك كثيرة والشواهد غير منحصرة، وقد خالط النبي صلى الله عليه وسلم المشركين لدعوتهم وفي البيع والشراء والأخذ والعطاء.
وقال إن غير المسلم في بلد الإسلام لا يعيش على هامش المجتمع، بل يشارك ويخالط أفراد المجتمع، وقد يسند إليه بعض الأعمال التي هي من صميم عمل أهل الإسلام،
وحول الوسطية في خطاب الدعوة مع غير المسلمين أشار فضيلته إلى أنه كان الأنبياء يخاطبون أقوامهم بلغتهم قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) وقال إن على الداعية أن يلزم التوسط في دعوته لغير المسلمين، فلا يغرب في الألفاظ أو يتشدق في كلامه، ولا يأتي بالألفاظ التي تنزل مكانته عند المدعوين، ولا يكثر الكلام.
المعاملة جزء من الدعوة
ثم تحدث الداعية الشيخ د. صالح بن علي الزهراني فقال: المتتبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الكفار يدرك عظيم أسلوبه سواء في المعاملة أو الدعوة أو غيرها، فالمعاملة جزء من الدعوة؛ فحسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم جعل الكفار ينقادون له طواعية، تصور أنه واقف أمام أحد كفار قريش يستمع لعروض ذلك الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يترك هذا الدين يستمع إليه وكله إنصات ويناديه بأحسن أسمائه يقول له قل يا أبا الوليد إني أسمع، فلما انتهى الكافر من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم انتهيت يا أبا الوليد؟ انظر إلى روعة تعامله وحسن إنصاته لأمور يعلم سلفاً بطلانها ومع ذلك استمع وناداه بأحب الأسماء إليه.
مشيراً إلى أن أسلوب الوسطية والاعتدال مع الكافر أياً كانت ديانته من أعظم الأسباب لهدايته ودخوله في دين الله عزّ وجلّ.. وأضاف:كما أن من أعظم سبل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام الرحمة بهم، وأن تكون في دعوتك إشفاقة عليهم وأنت تعرض عليهم الإسلام، وأن تتصف باللين والرفق وألا تهاجم أديانهم فتأخذهم حمية الجاهلية وربما سبوا الإسلام بسبب سبك لدينهم، (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم)وقال: بل عليك أن تبين لهم محاسن هذا الدين ومزاياه برفق ولين وطلاقة وجه وحسن عرض، دعوة المشفق الخائف عليهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على الناس في مواسم الحج وغيرها.