السلام عليكم ورحمة الله
من طبيعة الإنسان أنه يحب الجمال لهذا يبحث دائما عن الأناقة كي يظهر بشكل يعجب الآخرين فليس غريب أنه يريد أيضا أن يملك
شريك حياة مظهره جميل و يوافق الصورة للشخصية التي رسمها في خياله نعم هذه هي الطبيعة الفطرية الموجودة لكن مستوى
الخلائق التي في الناس تختلف من فرد إلى آخر فبعضهم لا يمتلك الطول المناسب و بعضهم لا يمتلك الوجه الجميل أو الجسم
الرشيق أو ريما تشوهات خلقية وصولا إلى الإعاقة ، إذا نظرنا إلى وضعية خلق الناس نجدها خارج عن إرادتهم لأن الخالق هو الله
الذي صور العبد بتلك الهيئة التي موجود فيها لهذا لا يعتبر عدم إمتلاك الجمال المثالي جريمة أو عيب يلام عليه .
بعيدًا عن بيع الكلام الذي يتداوله الناس أنهم يحبون جمال الروح و الأخلاق و أن الشكل غير مهم لأن واقعنا يعكس ذلك فالمرأة
الجميلة تجلب إليها الأنظار ويطمع فيها الكثير و الرجل الجميل يجلب إليه المعجبات و تطمع فيه الكثيرات خصوصا مع ظهور
المسلسلات التي تصنع عالم وهمي مبني عن الجمال الشكلي وهذا شيء نعيشه و هو من الوقائع الثابتة لكن لا يعني أن الجميع
يبحث عن حسن المظهر مع التحفظ على النوايا لأن القناعة لا تزال موجودة و من جهة يقول المنطق يكون العرض حسب الطلب
ونلتمسه في ذلك التبرج سواء كان للمرأة أو الرجل و البحث عن جسم مثالي الذي يكون سبب في الإغراء من اجل إرضاء أعين الذين
يبحثون عن شريك حياة لكن من لم يعش بسجيته سيلقى مشاكل في المستقبل فكم من رجل كان يرى زوجته فائقة الجمال قبل أن
يتزوجها لكن بعد زواجه وجدها عكس ذلك لأنها كانت تتستر وراء الأزياء و الماكياج في المقابل يكون الزوج يمارس الرياضة أو
كمال الأجسام من أجل الظهور بشكل جميل لإرضاء الخطيبة كي تقبل به لكن بعد زواجه يصبح بدين لأنه تنازل عن الرياضة هذه
أمثلة صغيرة عن التصنع في الجمال وهنا نطرح إستفهام لماذا هذا التخوف من الشكل بوضع حلول مؤقتة يستر بها الشخص عيوبه
حتى يصطاد زوجا ثم يظهر على حقيقته أليس الأجدر أن يتمتع الإنسان بطبيعته الخالصة كي يعيش حياة صادقة غير مغشوشة لأن
من يريدك لنفسه سيحبك كما أنت .
في وقتنا هذا هل حقا أصبح الجمال هو إحدى المعايير المهمة في إختيار الشريك المناسب أم لا تزال القناعة موجودة ؟
و أنت كفرد من المجتمع هل لديك معايير من الناحية الجمالية تريدها في الطرف الآخر وهل تقبل بمن لا تتوفر فيه هذه المعايير ؟
لكم حرية الخوض في هذا الموضوع من كل الجوانب
وأسمى تحية لكم .