سلسلة خطب ومواعظ من حجة الوداع 3 ( إبطال أمور الجاهلية)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
3 - إبطال أمور الجاهلية



تقدم ذكرُ ألفاظ خطبة الوداع، تلك الخطبةُ العظيمة التي ألقاها النبي الكريم والناصح الأمين صلوات الله وسلامه عليه على مسامع الصحابة الكرام رضي الله عنهم في يوم عرفة المبارك، وتقدم أيضاً الإشارةُ إلى مكانة هذه الخطبة وأهميتها، وبيان مضامينها إجمالاً، وكان مما قرر فيها صلى الله عليه وسلم وَضْعُ كلِّ شيء من أمر الجاهلية من الضلال والانحراف والخروج عن الملة الحنيفية السمحة.
يقول صلى الله عليه وسلم: ((ألا كلُّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماءُ الجاهلية موضوعة، وإن أولَ دم أضع من دمائنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كلّه)).
وهذا فيه بيان للحال البئيسة، والفساد العريض الذي كان عليه الناس قبل الإسلام في عباداتهم وتعاملاتهم؛ دماءٌ تراق، وأموال تنتهب، وأعراض تنتهك، حيث بلغ فيهم الجهل مبلغه والضلال غايته، فنالوا بذلك مقت الله عز وجل وسخطه.
روى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كلُّ مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلَّهم، وإنهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)).
فانظر إلى هذه الحال التي التبس فيها الدين على أهل الأرض، وخيم الجهل والضلال، ونُزعت الرحمة، وشاع الظلم والعدوان، حتى جاء الله بالإسلام لينقذ البشرية وليشيعَ الخيرُ ويَشِعَّ الضياء.
نعم، جاء الإسلامُ بالعلم والنور، والخير والهداية، والصلاح والرفعة، وهدم سفهَ الجاهليةِ وغَيَّها، وضلالَها وانحرافها، وظلمها وظلامها، فخرج الناس بدعوته وضيائه من الكفر إلى الإيمان، ومن الغي إلى الرشد، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق:10-11].
لقد وافتْ رسالتُهُ صلى الله عليه وسلم أهلَ الأرض أحوجَ ما كانوا إليها، فإنهم كانوا بين عبّادِ أوثانٍ، وعبّادِ نيرانٍ، وعبادِ كواكبٍ، ومغضوبٍ عليهم قد باؤوا بغضب من الله، وحيرانٍ لا يعرف ربّاً يعبده، ولا بماذا يعبده، والناسُ يأكلُ بعضُهم بعضاً، مَنْ استحسن شيئاً دعا إليه، وقاتل من خالفه، وليس في الأرض موضعُ قدمٍ مشرقٌ بنور الرسالة، فأغاث الله به البلاد والعباد، وكشف به تلك الظُّلَم، وأحيا الخليقة بعد الموت، فهدى به من الضلالة، وعلَّمَ به من الجهالة، وكثَّرَ به بعد القلة، وأعز به بعد الذِلة، وأغنى به بعد العَيلة، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صمّاً، وقلوباً غلفاً، فعرَّف صلى الله عليه وسلم الناس ربهم ومعبودهم غايةَ ما يمكن أن تَناله قواهُم من المعرفة، وانجابت عنهم سحائبُ الشكِ والريب، وعَرَّفهم الطريقَ الموصلَ إلى ربهم ورضوانِه ودارِ كرامته فلم يدع حسناً إلاّ أمرهم به، ولا قبيحاً إلا نهاهم عنه، وعَرَّفهم حالَهم بعد القدوم على ربهم أتم تعريف، فهدى الله به القلوبَ من ضلالها، وشفاها من أسقامها، وأغاثها من جهلها(1). فما أعظم نعمة الله على عباده ببعثته حيث اندحرت الجاهليةُ، وحلَّ النور، وانقشع الظلام، وشع الضياء.
وانظر إلى عزة الإسلام العظيمة، ورفعته وشموخه، ففي مكة حيث كانت تخيمُ الجاهليةُ ويهيمنُ الضلالُ يضعُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّ ضلالِ الجاهليةِ تحت قدميه الشريفين صلوات الله وسلامه عليه، ليعلو نورُ الإسلام وضياءُ الدين، ولتندحر الجاهليةُ الجهلاء والضلالةُ العمياء، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33].
وقال تعالى:{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164]، وقال تعالى:{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:151].
فلله الحمد الذي أنقذنا معاشر المسلمين ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم من تلك الظلماتِ والجهالات، وفَتَحَ لنا به باب الهدى والخضوعِ لرب الأرض والسماوات، وأغنانا بشريعته التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمنُ الأمرَ بالعدل والإحسان، والنهيَ عن الفحشاء والمنكر والبغي، فله المنة والفضل على ما أنعم به علينا، وإليه الرجاء والرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وأن يفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة والرحمة.
والواجب على كل مسلم أن يعرف لهذه النعمة قدرها، وأن يحفظ لها مكانتها، وأن يحافظ عليها، صلاحاً في نفسه، وإصلاحاً في مجتمعه، سائراً على سنن الإسلام المستقيم وصراطه القويم، حَذِراً غاية الحذر من أعمال الجاهلية وغيها وسفهها وضلالها، لينال رضى الله ورحمتَه، وليسلم من سخطه سبحانه ومقته، وقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبغض الناس إلى الله ثلاثةٌ: ملحد في الحرم، ومبتغٍ في الإسلام سنةَ الجاهلية، ومطّلبٌ دمَ امرىء بغير حق ليهريق دمه)). رواه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
ولا تفوت الإشارةُ هنا إلى كتاب نافع ومؤلف قيم في هذا الباب العظيم، ألا وهو كتاب ((المسائلُ التي خالفَ فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية)) للإمام المصلح، والعلامة المجدد شيخِ الإسلام محمدِ بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ وقد قال في مقدمته: ((هذه أمور خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهلُ الجاهلية الكتابيين والأميين مما لا غناء لمسلم عن معرفتها)). فجزاه الله خيراً ونفع بعلومه ونصحه، وأعاذنا سبل أهل الجاهلية ومسالك أهل الزيغ والضلال، إنه سبحانه خير مسؤول.

***

--------------
(1) ينظر جلاء الأفهام لابن القيم (ص:192-195).
 
ولا تفوت الإشارةُ هنا إلى كتاب نافع ومؤلف قيم في هذا الباب العظيم، ألا وهو كتاب ((المسائلُ التي خالفَ فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية)) للإمام المصلح، والعلامة المجدد شيخِ الإسلام محمدِ بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:


هذه أمور خالف فيها رسول الله ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين، مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.


فالضد يظهر حسنَه الضدُ وبضدها تتبين الأشياءُ


فأهم ما فيها وأشدها خطراً عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول ، فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة كما قال تعالى: {والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}.


(1) أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله، لظنهم أن الله يحب ذلك وأن الصالحين يحبونه، كما قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلآء شفعآؤنا عند الله} وقال تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونآ إلى الله زلفى} وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله ، فأتى بالإخلاص، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يُقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر إن من فعل ما استحسنوا فقد حَرم الله عليه الجنة ومأواه النار.


وهذه هي المسألة التي تَفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد كما قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.


(2) أنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون}، وكذلك في دنياهم ويرون أن ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}، وقال تعالى {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ}، ونهانا عن مشابهتهم بقوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جآءهم البينات}، ونهانا عن التفرق في الدنيا بقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.


(3) أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ومهانة، فخالفهم رسول الله وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك وأبدى فيه وأعاد.


وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما صح عنه في الصحيحين أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" (أخرجه مسلم). ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.


(4) أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم، كما قال تعالى: {وكذلك مآ أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثرهم مقتدون} وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنآ أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}، فأتاهم بقوله: {قل إنمآ أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة}، وقوله: {اتبعوا مآ انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}.


(5) أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشئ، ويستدلون على بطلان الشئ بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن.


(6) الاحتجاج بالمتقدمين كقوله: {قال فما بال القرون الأولى}، {ما سمعنا بهذا فى ءابآءنا الأولين}.


(7) الاستدلال بقوم أعطوا قوى في الأفهام والأعمال، وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {ولقد مكانهم فيمآ إن مكناهم فيه}، وقوله: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}، وقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}.


(8) الاستدلال على بطلان الشئ بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء، كقوله: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}، وقوله: {أهؤلآء من الله عليهم من بيننآ}، فرد الله بقوله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.


(9) الاقتداء بفسقة العلماء والعباد فأتى بقوله: {يا أيها الذين ءامونا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}، وبقوله: {لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهوآء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}.


(10) الاستدلال على بطلان الدين بقلة أفهام أهله وعدم حفظهم كقولهم {بادي الرأي}.


(11) الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا}.


(12) إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق.


(13) الغلو في العلماء الصالحين، كقوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}.


(14) أن كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والإثبات، فيتبعون الهوى والظن ويُعرضون عما جاءت به الرسل.


(15) اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقولهم: {قلوبنا غلف}، {يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول}، فأكذبهم الله وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم، وأن الطبع بسبب كفرهم.


(16) اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر، كما ذكر الله ذلك في قوله: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان }.


(17) نسبةُ باطلهم إلى الأنبياء كقوله: {وما كفر سليمان}، وقوله: {ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا}.


(18) تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.


(19) قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين إليهم، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود والنصارى في محمد .


(20) اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان عليه السلام.


(21) تعبدهم بالمُكَاءِ والتَصِديةِ .


(22) أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.


(23) أن الحياة الدنيا غرتهم، فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقولهم: {نحن أكثر أموالا وأولاداً وما نحن بمعذبين}.


(24) ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء تكبرًا وأنفة، فأنزل الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم}. الآيات.


(25) الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء، كقوله: {لو كان خيرًا ما سبقونا إليه}.


(26) تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.


(27) تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها إلى الله، كقوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} الآية.


(28) أنهم لا يقبلون من الحق إلا الذي مع طائفتهم، كقوله: {قالوا نؤمن بمآ انزل علينا}.


(29) أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله طائفتهم، كما نبه الله تعالى عليه بقوله: {قل فَلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}.


(30) وهي من عجائب آيات الله، أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع، وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق، صار كل حزب بما لديهم فرحين.


(31) وهي من أعجب الآيات أيضًا، معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة، ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة، كما فعلوا مع النبي لما أتاهم بدين موسى عليه السلام، واتبعوا كتب السحر، وهي من دين آل فرعون.


(32) كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، كما قال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ}.


(33) إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم، كما فعلوا في حج البيت، فقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سَفِهَ نفسه}.


(34) أن كل فرقة تدعي أنها الناجية، فأكذبهم الله بقوله: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، ثم بين الصواب بقوله: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن}.


(35) التعبد بكشف العورات كقوله: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليهآ ابآءنآ والله أمرنا بها},


(36) التعبد بتحريم الحلال، كما تعبدوا بالشرك.


(37) التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.


(38) الإلحاد في الصفات، كقوله تعالى: {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون}


(39) الإلحاد في الأسماء، كقوله: {وهم يكفرون بالرحمن}.


(40) التعطيل، كقول آل فرعون.


(41) نسبة النقائص إليه سبحانه، كالولد والحاجة والتعب، مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك.


(42) الشرك في الملك، كقول المجوس.


(43) جحود القدر.


(44) الاحتجاج على الله به.


(45) معارضة شرع الله بقدره.


(46) مسبة الدهر، كقولهم: {وما يهلكنا إلا الدهر}.


(47) إضافة نعم الله إلى غيره، كقوله: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها}.


(48) الكفر بآيات الله.


(49) جحد بعضها.


(50) قولهم: {ما أنزل الله على بشرمن شئ}.


(51) قولهم في القرآن: {إن هذآ إلا قول البشر}.


(52) القدح في حكمة الله تعالى.


(53) إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ماجاءت به الرسل كقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله}، وقوله: {وقالت طآئفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا آخره}.


(54) الإقرار بالحق ليتوصلوا به إلى دفعه كما قال في الآية .


(55) التعصب للمذهب، كقوله فيها : {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}.


(56) تسمية اتباع الإسلام شركا، كما ذكره في قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} الآيتين.


(57) تحريف الكلم عن مواضعه .


(58) لي الألسنة بالكتاب .


(59) تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية.


(60) افتراء الكذب على الله.


(61) التكذيب.


(62) كونهم إذا غُلبوا بالحُجة فزعوا إلى الشكوى للملوك، كما قالوا: {أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض}.


(63) رميهم إياهم بالفساد في الأرض كما في الآية.


(64) رميهم إياهم بانتقاص دين الملك، كما قال تعالى: {ويذرك وآلِهَتَكَ} الآية، وكما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم}.


(65) رمهيهم إياهم بانتقاص آلهة الملك في الآية.


(66) رميهم إياهم بتبديل الدين، كما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}.


(67) رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم: {ويذرك وآلهتك}.


(68) دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم: {نؤمن بمآ أنزل علينا}، مع تركهم إياه.


(69) الزيادة في العبادة، كفعلهم يوم عاشوراء.


(70) نقصهم منها، كتركهم الوقوف بعرفات.


(71) تركهم الواجب ورعا.


(72) تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.


(73) تعبدهم بترك زينة الله.


(74) دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم.


(75) دعوتهم إياهم إلى الكفر مع العلم.


(76) المكر الكُبار، كفعل قوم نوح.


(77) أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل، كما في قوله: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله } إلى قوله {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني }.


(78) دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.


(79) دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: {قل إن كنتم تحبون الله}.


(80) تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم: {لن تمسنا النار إلآ أياما معدودة}، وقولهم: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى}.


(81) اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.


(82) اتخاذ آثار أنبياءهم مساجد كما ذُكر عن عمر .


(83) اتخاذ السُرج على القبور.


(84) اتخاذها أعيادًا.


(85) الذبح عند القبور.


(86) التبرك بآثار المعظمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده بذلك، كما قيل لحكيم بن حزام: بعتَ مَكرُمَةَ قريش! فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى .


(87) الفخر بالأحساب.


(88) الطعن في الأنساب.


(89) الاستسقاء بالأنواء .


(90) النياحة.


(91) أن أجل فضائلهم البغي، فذكر الله فيه ما ذكر.


(92) أن أجل فضائلهم الفخر، ولو بحق، فنهي عنه.


(93) أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم فذكر الله فيه ما ذكر.


(94) أن مِن دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله: { ولا تزر وازرة وزر اخرى}.


(95) تعيير الرجل بما في غيره فقال: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" (متفق عليه) .


(96) الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله: {مستكبرين به سامرا تهجرون}.


(97) الافتخار بكونهم ذرية الانبياء، فأتى الله بقوله: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت}.


(98) الافتخار بالصنائع، كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرث.


(99) عظمة الدنيا في قلوبهم، كقولهم: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.


(100) التحكم على الله، كما في الآية السابقة.


(101) ازدراء الفقراء، فأتاهم بقوله: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}.


(102) رميهم أتباع الرسل بعدم الإخلاص وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: {ما عليك من حسابهم من شئ} الآية وأمثالها.


(103) الكفر بالملائكة.


(104) الكفر بالرسل.


(105) الكفر بالكتب.


(106) الإعراض عما جاء عن الله.


(107) الكفر باليوم الآخر.


(108) التكذيب بلقاء الله.


(109) التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، كما في قوله: {أولئك الذين كفروا


بآيات ربهم ولقآئه}، ومنها التكذيب بقوله: {مالك يوم الدين}، وقوله: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة}، وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}.


(110) قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس.


(111) الإيمان بالجبت والطاغوت.


(112) تفضيل دين المشركين على دين المسلمين.


(113) لبس الحق بالباطل.


(114) كتمان الحق مع العلم به.


(115) قاعدة الضلال، وهي القول على الله بلا علم.


(116) التناقض الواضح لما كذبوا بالحق، كما قال تعالى: {بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج}.


(117) الإيمان ببعض المنزل دون بعض.


(118) التفريق بين الرسل.


(119) مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم .


(120) دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم.


(121) صدهم عن سبيل الله من آمن به.


(122) مودتهم الكفر والكافرين.


(123) و (124) و (125) و(126) و(127) و (128) العيافة ، والطرق ، والطيرة ، والكهانة ، والتحاكم إلى الطاغوت، وكراهة التزويج بين العبدين .


والله أعلم ، وصلى الله على محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم.
 
الحمد لله على نعمة الاسلام
و الحمد لله على نعمة السنة فلولاها لما اهتدينا

هذا الدرس مميز أخي أباليث و الاضافة كانت راقية
بارك الله فيكم
 
5178e2b087dd8b08a0524423e7f2a75b.jpg
 
جزاك الله خيرا اخي ابو ليث على مواضيعك القيمة التي اضافت إلى سماء المنتدى الاسلامي روعة و جمالا مزيدا من التألق والابداع إن شاء الله و جعلها الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
بارك الله فيك أخي الفاضل
جعله في ميزان حسناتك​
 
أحسن الله إليكما، و بارك الله فيكما، ووفقكما ربي إلى كل خير.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top