4 - الوصية بالنساء
إن مما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يومَ عرفة وصيتَهُ صلى الله عليه وسلم بالنساء، ومراعاةِ حقوقهنَّ، والإحسانِ إليهن، ومعاشرتِهنَّ بالمعروف، قال صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشَكُم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف)).
وهي وصية عظيمة بالمرأة، من تقوى الله عز وجل القيامُ بها ومراعاتُها، لقوله: ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله)) أي: أن لهن أماناً فلا يؤذين، فهنَّ آمنات عندكم بأمان الله.
وقوله: ((واستحللتم فروجهن بكلمة الله)) أي: إذنِهِ لكم وشرعِهِ وتحليلِهِ كما في قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:3].
فلتقر المرأةُ المسلمةُ عيناً بهذه الحفاوة والإكرام، والرعاية والإحسان، حيث خصّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالوصية بها خيراً في هذا المقام العظيم، وفي هذه الخطبة العظيمة خطبةِ الوداع، كما أنه صلى الله عليه وسلم خصها بالوصية بها في غير مقام، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء)).
وهنا يجب أن تعيَ المرأةُ المسلمة أنها تعيش تحت ظلال الإسلام حياةَ عزٍّ وكرامة، وحشمةٍ ونيلٍ لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها، خلافاً لما كانت تعيشه المرأة في الجاهلية.
ومن ينظر لحال المرأة المسلمة في ظل تعاليم الإسلام الكريمة، وتوجيهاته العظيمة، يجد أن الإسلام منقذ للمرأة من براثن الرذيلة، ومخلص لها من حمأة الفساد، إذ هي في كنفه تعيش حياة الطهر والعفاف، والستر والحياء، منيعة الجانب، رفيعة القدر، ومن يقارن بين حالها في ظل الإسلام وأحوالها في الجاهلية يجد الفرق الشاسع، والبون العظيم في نكاحها وأسلوبِ التعامل معها.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: ((أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاحُ الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيُصْدِقها ثم يَنْكحها، ونكاحٌ آخر كان الرجلُ يقول لامرأته إذا طَهُرت من طمثها أَرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجُها ولا يمسُّها أبداً حتى يتبين حملُها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملُها أصابها زوجُها إذا أحب، وإنما يَفعلُ ذلك رغبة في نجابةِ الولد، فكان هذا النكاحُ نكاحَ الاستبضاع، ونكاحٌ آخر، يجتمعُ الرهطُ ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلُّهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليلٌ بعدَ أن تضعَ حملَها أرسلت إليهم، فلم يستطعْ رجلٌ منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد وَلدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيُلحق به ولدُها، ولا يستطيع أن يمتنع عنه الرجل، والنكاحُ الرابع: يجتمع الناسُ الكثيرون فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها وهنَّ البغايا، كنَّ ينصبن على أبوابهن الرايات تكون علماً، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها، جُمعوا لها ودَعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطته به، ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك، فلمّا بعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كلَّه إلا نكاح الناس اليوم)). انتهى خبر عائشة رضي الله عنها.
وقد كانت المرأة في الجاهلية تشترى وتباع كالبهيمة والمتاع، وكانت تُكره على الزواج وعلى البغاء، وكانت تُورث ولا تَرث، وكانت تُملك ولا تَملك، وكان أكثرُ الذين يملكونها يَحْجُرون عليها التصرف فيما تملكه بدون إذن الرجل، وكانوا يرون للزوج الحقَّ في التصرف بمالها من دونها إلى غير ذلك من أنواع الظلم والاضطهاد الذي كانت تقاسيه المرأة وتتجرع مرارته فأنقذها الله بالإسلام.
إن الدين الإسلامي الحنيف بتوجيهاته السديدة، وإرشاداته الحكيمة صان المرأة المسلمة وحفظ لها شرفها وكرامتها، وتكفل بتحقيق عزها وسعادتها، وهيأ لها أسباب العيش الهنيء، بعيداً عن مواطن الريب والفتن، والشر والفساد، وتُعَدُّ توجيهاتُ الإسلام وإرشاداتُه صِمامَ أمانٍ للمرأة، بل للمجتمع بأسره من أن تحلَّ به الشرورُ والفتن، وأن تنزل به البلايا والمحن، وإذا ترحلت ضوابطُ الإسلام المتعلقةُ بالمرأة عن المجتمع حل به الدمار، وتوالت عليه الشرور والأخطار، والتاريخ من أكبر الشواهد على ذلك، إذ مَنْ يتأملُ التاريخَ على طول مداه يجد أن من أكبر أسباب انهيار الحضارات وتفكك المجتمعات، وتحلل الأخلاق، وفشو الرذائل، وفساد القيم، وانتشار الجرائم هو تحللُ المرأة من تعاليم الدين القويمة، وإرشاداته الحكيمة، وتوجيهاته المباركة.
ومن الواجب على المرأة المسلمة أن تتلقى كلَّ تعاليم الإسلام بانشراح صدر، وطيب قلب، وحسن تطبيق وعمل، لتحيى حياة هنيئة، وتفوز برضا ربها وسعادة الدنيا والآخرة، ومن الواجب على أولياء أمور النساء حسنُ رعايتهن وتأديبهن بآداب الإسلام، وحفظُ حقوقهن، وإكرامهُن والإحسانُ إليهن طاعةً لله سبحانه، وطلباً لثوابه، وتحقيقاً لتقواه، والله وحده المستعان لا رب سواه، ولا حول ولا قوة إلاّ به.
إن مما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يومَ عرفة وصيتَهُ صلى الله عليه وسلم بالنساء، ومراعاةِ حقوقهنَّ، والإحسانِ إليهن، ومعاشرتِهنَّ بالمعروف، قال صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشَكُم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف)).
وهي وصية عظيمة بالمرأة، من تقوى الله عز وجل القيامُ بها ومراعاتُها، لقوله: ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله)) أي: أن لهن أماناً فلا يؤذين، فهنَّ آمنات عندكم بأمان الله.
وقوله: ((واستحللتم فروجهن بكلمة الله)) أي: إذنِهِ لكم وشرعِهِ وتحليلِهِ كما في قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:3].
فلتقر المرأةُ المسلمةُ عيناً بهذه الحفاوة والإكرام، والرعاية والإحسان، حيث خصّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالوصية بها خيراً في هذا المقام العظيم، وفي هذه الخطبة العظيمة خطبةِ الوداع، كما أنه صلى الله عليه وسلم خصها بالوصية بها في غير مقام، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء)).
وهنا يجب أن تعيَ المرأةُ المسلمة أنها تعيش تحت ظلال الإسلام حياةَ عزٍّ وكرامة، وحشمةٍ ونيلٍ لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها، خلافاً لما كانت تعيشه المرأة في الجاهلية.
ومن ينظر لحال المرأة المسلمة في ظل تعاليم الإسلام الكريمة، وتوجيهاته العظيمة، يجد أن الإسلام منقذ للمرأة من براثن الرذيلة، ومخلص لها من حمأة الفساد، إذ هي في كنفه تعيش حياة الطهر والعفاف، والستر والحياء، منيعة الجانب، رفيعة القدر، ومن يقارن بين حالها في ظل الإسلام وأحوالها في الجاهلية يجد الفرق الشاسع، والبون العظيم في نكاحها وأسلوبِ التعامل معها.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: ((أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاحُ الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيُصْدِقها ثم يَنْكحها، ونكاحٌ آخر كان الرجلُ يقول لامرأته إذا طَهُرت من طمثها أَرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجُها ولا يمسُّها أبداً حتى يتبين حملُها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملُها أصابها زوجُها إذا أحب، وإنما يَفعلُ ذلك رغبة في نجابةِ الولد، فكان هذا النكاحُ نكاحَ الاستبضاع، ونكاحٌ آخر، يجتمعُ الرهطُ ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلُّهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليلٌ بعدَ أن تضعَ حملَها أرسلت إليهم، فلم يستطعْ رجلٌ منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد وَلدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيُلحق به ولدُها، ولا يستطيع أن يمتنع عنه الرجل، والنكاحُ الرابع: يجتمع الناسُ الكثيرون فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها وهنَّ البغايا، كنَّ ينصبن على أبوابهن الرايات تكون علماً، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها، جُمعوا لها ودَعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطته به، ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك، فلمّا بعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كلَّه إلا نكاح الناس اليوم)). انتهى خبر عائشة رضي الله عنها.
وقد كانت المرأة في الجاهلية تشترى وتباع كالبهيمة والمتاع، وكانت تُكره على الزواج وعلى البغاء، وكانت تُورث ولا تَرث، وكانت تُملك ولا تَملك، وكان أكثرُ الذين يملكونها يَحْجُرون عليها التصرف فيما تملكه بدون إذن الرجل، وكانوا يرون للزوج الحقَّ في التصرف بمالها من دونها إلى غير ذلك من أنواع الظلم والاضطهاد الذي كانت تقاسيه المرأة وتتجرع مرارته فأنقذها الله بالإسلام.
إن الدين الإسلامي الحنيف بتوجيهاته السديدة، وإرشاداته الحكيمة صان المرأة المسلمة وحفظ لها شرفها وكرامتها، وتكفل بتحقيق عزها وسعادتها، وهيأ لها أسباب العيش الهنيء، بعيداً عن مواطن الريب والفتن، والشر والفساد، وتُعَدُّ توجيهاتُ الإسلام وإرشاداتُه صِمامَ أمانٍ للمرأة، بل للمجتمع بأسره من أن تحلَّ به الشرورُ والفتن، وأن تنزل به البلايا والمحن، وإذا ترحلت ضوابطُ الإسلام المتعلقةُ بالمرأة عن المجتمع حل به الدمار، وتوالت عليه الشرور والأخطار، والتاريخ من أكبر الشواهد على ذلك، إذ مَنْ يتأملُ التاريخَ على طول مداه يجد أن من أكبر أسباب انهيار الحضارات وتفكك المجتمعات، وتحلل الأخلاق، وفشو الرذائل، وفساد القيم، وانتشار الجرائم هو تحللُ المرأة من تعاليم الدين القويمة، وإرشاداته الحكيمة، وتوجيهاته المباركة.
ومن الواجب على المرأة المسلمة أن تتلقى كلَّ تعاليم الإسلام بانشراح صدر، وطيب قلب، وحسن تطبيق وعمل، لتحيى حياة هنيئة، وتفوز برضا ربها وسعادة الدنيا والآخرة، ومن الواجب على أولياء أمور النساء حسنُ رعايتهن وتأديبهن بآداب الإسلام، وحفظُ حقوقهن، وإكرامهُن والإحسانُ إليهن طاعةً لله سبحانه، وطلباً لثوابه، وتحقيقاً لتقواه، والله وحده المستعان لا رب سواه، ولا حول ولا قوة إلاّ به.