سلسلة خطب ومواعظ من حجة الوداع 12 ( لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن )

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
12 - لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن


إن أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان، وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان، ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي: ((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك رضي الله عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.
وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.
ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).
وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.
وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.
ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.
قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].
فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى: { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.
والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.
فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]، ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]، فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.

* * *

------------
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره: ((وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها)).
 
آخر تعديل:
الحمد لله على نعمة الايمان
بارك الله فيكم اخي اباليث و جزاكم الله عنا كل خير على هته الفوائد العظيمة
 
اللهم ارزقنا ايمانا لا يرتد
بارك الله فيك عماه ابا ليث ونفع بك وحفظك
 
FB_IMG_1477677488344.jpg


حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ مِنْ أَشَدِّ القِتَالِ، وَكَثُرَتْ بِهِ الجِرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي تَحَدَّثْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَشَدِّ القِتَالِ، فَكَثُرَتْ بِهِ الجِرَاحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَكَادَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا فَانْتَحَرَ بِهَا، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انْتَحَرَ فُلاَنٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بِلاَلُ، قُمْ فَأَذِّنْ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل ممن معه يدعي الإسلام : ( هذا من أهل النار ) فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال ، وكثرت به الجراح ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله ! أرأيت الذي تحدث أنه من أهل النار ، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال : ( أما إنه من أهل النار ) فكاد بعض الناس يرتاب ، فبينما هو على ذلك إذ وجد .

الرجل ألم الجراح ، فأهوى بيده إلى كنانته ، فانتزع سهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ! صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان وقتل نفسه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ، يا بلال قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر )
رواه البخاري .
 
أحسن الله إليكم جميع إخواني، بورك فيكم و بكم.
نسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
 
ما هي علامات الايمان و كيف نعرف الشخص المؤمن او اخذنا القياس على نفسنا مثلا كيف نعرف اننا مؤمنون
 
فالمؤمنون يتفاوتون في إيمانهم تفاوتاً عظيماً، ولم يكمل إيمان واحدٍ منهم إلا إيمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وأكملهم إيماناً نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا التفاوت الحاصل يكون بحسب ما في قلوبهم من قوة اليقين في الله والتصديق به وحبه ورجائه وخشيته والتوكل عليه والتسليم لحكمه والرضا بقضائه وقدره ونحو ذلك، وبحسب قيامهم بما أوجب الله عليهم من الأعمال الصالحة، وابتعادهم عما حرم الله عليهم من الأعمال الطالحة.
وهناك علامات يعرف بها الإنسان مدى قوة إيمانه منها:-
1- تقديم ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه نفسه وهواه.
2- بذل النفس والمال والغالي والرخيص من أجل الله تعالى.
3- حب من يحب الله ورسوله، وعداوة من يبغض الله ورسوله ويكفر بهما.
4- الرضا بالقضاء والقدر وعدم وجود الضيق أو الحرج عند نزول البلاء.
5- المسارعة والمسابقة إلى فعل الخيرات والكف عن المعاصي والمنكرات.
6- الطمأنينة والانشراح عند ذكر الله تعالى، قال الله تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] وقال تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال،2-4].
7- اليقين في الله والاعتصام به، قال الله تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15].
8- السرور بفعل الطاعة والضيق عند فعل المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن. رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
والله أعلم.

 
فالمؤمنون يتفاوتون في إيمانهم تفاوتاً عظيماً، ولم يكمل إيمان واحدٍ منهم إلا إيمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وأكملهم إيماناً نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا التفاوت الحاصل يكون بحسب ما في قلوبهم من قوة اليقين في الله والتصديق به وحبه ورجائه وخشيته والتوكل عليه والتسليم لحكمه والرضا بقضائه وقدره ونحو ذلك، وبحسب قيامهم بما أوجب الله عليهم من الأعمال الصالحة، وابتعادهم عما حرم الله عليهم من الأعمال الطالحة.
وهناك علامات يعرف بها الإنسان مدى قوة إيمانه منها:-
1- تقديم ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه نفسه وهواه.
2- بذل النفس والمال والغالي والرخيص من أجل الله تعالى.
3- حب من يحب الله ورسوله، وعداوة من يبغض الله ورسوله ويكفر بهما.
4- الرضا بالقضاء والقدر وعدم وجود الضيق أو الحرج عند نزول البلاء.
5- المسارعة والمسابقة إلى فعل الخيرات والكف عن المعاصي والمنكرات.
6- الطمأنينة والانشراح عند ذكر الله تعالى، قال الله تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] وقال تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال،2-4].
7- اليقين في الله والاعتصام به، قال الله تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15].
8- السرور بفعل الطاعة والضيق عند فعل المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن. رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
والله أعلم.
جزاك الله خير الجزاء
 
وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top