- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,346
- نقاط التفاعل
- 27,662
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
تمهيد :
هناك تقويمان أساسيان في حساب السنين ، و هما التقويم الميلادي و التقويم الهجري ، و السنة في الأول تسمى سنة ميلادية أو سنة شمسية ، و في الثاني تسمى سنة هجرية أو سنة قمرية ، و التقويم الميلادي هو الأكثر شيوعاً في العالم ، أما التقويم الهجري فمستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية و الإسلامية (كتقويم ثان بجانب التقويم الميلادي )، باستثناء المملكة العربية السعودية التي يعتبر فيها التقويم الرسمي الأساسي ،و التقويم الميلادي هو الثانوي.
إن التقويم الميلادي محدد بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام و أعتبر يناير أول شهور السنة الميلادية ، بينما التقويم الهجري بدأ إستخدامه منذ أول مطلع شهر محرم بعد الهجرة النبوية (لرسول الله صلى الله عليه و سلم) إلى المدينة المنورة.
السنة الشمسية في التقويم الميلادي هي دورة كاملة للأرض حول الشمس بمقدار 365.25 يوما من أيام الأرض في المتوسط ، أما السنة القمرية فهي إثنا عشر شهرا قمريا ، و الشهر القمري هو دورة كاملة للقمر حول الأرض ،و يبلغ ذلك 29.53 يوماً من أيام الارض في المتوسط ، و هو الشهر الهجري/ القمري، و بالتالي تكون السنة القمرية و هي إثنا عشر شهراً قمرياً بعدد 354.36 يوماً من ايام الأرض ، و هنا نرى أن الفرق بين السنتين الشمسية و القمرية =365.25 - 354.36 = 10.89 يوما ، أي ما يقرب من أحد عشر يوما ، فالسنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بما يقرب أحد عشر يوما ، و لهذا فهي تنتهي أسرع من السنة الشمسية ، و بهذا الفارق( 10.89 يوماً بين السنتين ) فكل 33 سنة قمرية تعدِلُ 32 سنة شمسية تقريباً .
التقويم الهجري أوالتقويم الإسلامي يعتمد على دورة القمر في تحديد الشهر ،و لا يستخدمه المسلمون اليوم إلا في تحديد المناسبات الدينية ، باستثناء قلة قليلة منهم ،مثل المغرب والسعودية اللتين تستخدمانه كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية .
و تحولت التعاملات بالتقويم الميلادي بدل الهجري بسبب الهيمنة الغربية التي سادت العالم الإسلامي واستعمرته، ما زالت كذلك حتى بعد خروج الاستعمار من هذه الدول.
نشأة التاريخ الهجري :
أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م)مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري لكنه مركز أساسا على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن بإتباعه تبعاً للأية 36 من سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)والأربعة الحرم هي أشهر قمرية وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ولأن الله نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهدالمسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية وأول یوم هذا التقویم هو الجمعة 1 محرم 1 هـ (16 سبتمبر عام 622م).
أشهر التقويم الهجري:
محرم _ صفر_ ربيع الأول_ ربيع الثاني _ جمادى الأولى _ جمادى الثانية (الأخرة)_ رجب _ شعبان _ رمضان _ شوال _ ذو القعدة _ ذو الحجة .
يتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريباً، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً (لأن دروة القمر الظاهرية تساوي 29.53 يوم). وبما أن هناك فارق 11 يوما تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري ،فإن التقويمين لا يتزامنان .
اجتماع العرب لتوحيد الأشهر:
في سنة 412م وقبل البعثة النبوية بـ 150 سنة وبمكة المكرمة اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة جد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخامس، لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تطلق عليها أسماء مختلفة غير هذه ،فتوحدوا على الأسماء الحالية.
الأشهر في التقويم الهجري:
1. محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2. صفر: سمي صفراً لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الثاني: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وه ي مؤنثة النطق.
6. جمادى الثانية(الآخرة): (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7. رجب: وهو من الأشهر الحرم. سمي رجباً لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أي توقف عن القتا ل. ويقال رجب الشيءَ أي هابه وعظمه.
8. شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء. وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفر ق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهررجب.
9. رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين. سُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر. ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10. شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أي نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11. ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12. ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.
التحويل بين التقويمين الهجري والميلادي:
ورد بالقرآن في سورة . الكهف: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾وفي تفسيرها: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة شمسية وهنا ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلثمائة تسع سنين فلذلك ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾.
عموما يوجد فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، أي باختلاف سني الشمس والقمر؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة؛ سنة فيكون في ثلثمائة تسع سنين، ولذلك ذكر الفرق في القرآن فازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم.
التاريخ الهجري مقابل التاريخ الميلادي :
القرن 1 هـ : من 622- 719 م
القرن 2 هـ : من 719 – 816 م و هكذا
و كما نلاحظ فالفاصل الزمني بين كل قرنين هو : 97 عاما . لأن الفرق الزمني في كل قرن بين التقويمين هو 03 سنوات(03) .
و قد أصبحت عملية التحويل بين التاريخين سهلة و متيسرة اليوم بفضل تطور الوسائل العلمية .
مكانة التقويم الهجري عند المسلمين :
التقويم القمري هو التقويم الواجب اتباعه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً ، وَالْقَمَرَ نُورًا ، وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) قال ابن كثير : " بالشمس تُعرف الأيام ، وبسير القمر تُعرف الشهور والأعوام ". انتهى ، "تفسير ابن كثير" (4/248).
فالشمس إنما هي لتحديد الأيام والليالي ، وأما القمر فجعله سبحانه وتعالى ميقاتاً للشهور والسنين كما قال : (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)
وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
فقوله تعالى : ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) يدل على أن هذا التقويم هو الشرع المستقيم الذي ارتضاه الله لنا ، وأن ما سواه من عادات الأمم ليس قيِّماً ؛ لما يدخله من الانحراف والاضطراب.
قال القرطبي : " هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تَعرفُها العرب ، دون الشهور التي تعتبرها العجم ، والروم ، والقبط ". انتهى ، "الجامع لأحكام القرآن " (8/133).
وقال الشوكاني : " وفي هذه الآية بيان أنه لا اعتبار بما عند العجم والروم والقبط من الشهور التي يصطلحون عليها ، ويجعلون بعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها أكثر ، وبعضها أقل ". انتهى ، "فتح القدير" بتصرف (2/521).
وقال تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ، قُلْ : هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) ، أي هي مواقيت للناس في حلهم وإحرامهم ، وفي صومهم وفطرهم ، وفي نكاحهم ، وطلاقهم ، وعدتهم ، وفي معاملاتهم وتجاراتهم وديونهم . . وفي أمور دينهم وأمور دنياهم على سواء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأخبر أنها مواقيت للناس ، وهذا عام في جميع أمورهم ، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع ... وهذا يدخل فيه : الصيام ، والحج ، ومدة الإيلاء ، والعدة ، وصوم الكفارة ". انتهى ، "مجموع الفتاوى" (25/133)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " التوقيت بالأشهر الإفرنجية : لا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً ، وبعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً ، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق ؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم ، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى ، " تفسير البقرة " ( 2 / 371).
والله أعلم. (انتهى)
هناك تقويمان أساسيان في حساب السنين ، و هما التقويم الميلادي و التقويم الهجري ، و السنة في الأول تسمى سنة ميلادية أو سنة شمسية ، و في الثاني تسمى سنة هجرية أو سنة قمرية ، و التقويم الميلادي هو الأكثر شيوعاً في العالم ، أما التقويم الهجري فمستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية و الإسلامية (كتقويم ثان بجانب التقويم الميلادي )، باستثناء المملكة العربية السعودية التي يعتبر فيها التقويم الرسمي الأساسي ،و التقويم الميلادي هو الثانوي.
إن التقويم الميلادي محدد بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام و أعتبر يناير أول شهور السنة الميلادية ، بينما التقويم الهجري بدأ إستخدامه منذ أول مطلع شهر محرم بعد الهجرة النبوية (لرسول الله صلى الله عليه و سلم) إلى المدينة المنورة.
السنة الشمسية في التقويم الميلادي هي دورة كاملة للأرض حول الشمس بمقدار 365.25 يوما من أيام الأرض في المتوسط ، أما السنة القمرية فهي إثنا عشر شهرا قمريا ، و الشهر القمري هو دورة كاملة للقمر حول الأرض ،و يبلغ ذلك 29.53 يوماً من أيام الارض في المتوسط ، و هو الشهر الهجري/ القمري، و بالتالي تكون السنة القمرية و هي إثنا عشر شهراً قمرياً بعدد 354.36 يوماً من ايام الأرض ، و هنا نرى أن الفرق بين السنتين الشمسية و القمرية =365.25 - 354.36 = 10.89 يوما ، أي ما يقرب من أحد عشر يوما ، فالسنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بما يقرب أحد عشر يوما ، و لهذا فهي تنتهي أسرع من السنة الشمسية ، و بهذا الفارق( 10.89 يوماً بين السنتين ) فكل 33 سنة قمرية تعدِلُ 32 سنة شمسية تقريباً .
التقويم الهجري أوالتقويم الإسلامي يعتمد على دورة القمر في تحديد الشهر ،و لا يستخدمه المسلمون اليوم إلا في تحديد المناسبات الدينية ، باستثناء قلة قليلة منهم ،مثل المغرب والسعودية اللتين تستخدمانه كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية .
و تحولت التعاملات بالتقويم الميلادي بدل الهجري بسبب الهيمنة الغربية التي سادت العالم الإسلامي واستعمرته، ما زالت كذلك حتى بعد خروج الاستعمار من هذه الدول.
نشأة التاريخ الهجري :
أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م)مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري لكنه مركز أساسا على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن بإتباعه تبعاً للأية 36 من سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)والأربعة الحرم هي أشهر قمرية وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ولأن الله نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهدالمسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية وأول یوم هذا التقویم هو الجمعة 1 محرم 1 هـ (16 سبتمبر عام 622م).
أشهر التقويم الهجري:
محرم _ صفر_ ربيع الأول_ ربيع الثاني _ جمادى الأولى _ جمادى الثانية (الأخرة)_ رجب _ شعبان _ رمضان _ شوال _ ذو القعدة _ ذو الحجة .
يتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريباً، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً (لأن دروة القمر الظاهرية تساوي 29.53 يوم). وبما أن هناك فارق 11 يوما تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري ،فإن التقويمين لا يتزامنان .
اجتماع العرب لتوحيد الأشهر:
في سنة 412م وقبل البعثة النبوية بـ 150 سنة وبمكة المكرمة اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة جد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخامس، لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تطلق عليها أسماء مختلفة غير هذه ،فتوحدوا على الأسماء الحالية.
الأشهر في التقويم الهجري:
1. محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2. صفر: سمي صفراً لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الثاني: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وه ي مؤنثة النطق.
6. جمادى الثانية(الآخرة): (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7. رجب: وهو من الأشهر الحرم. سمي رجباً لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أي توقف عن القتا ل. ويقال رجب الشيءَ أي هابه وعظمه.
8. شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء. وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفر ق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهررجب.
9. رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين. سُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر. ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10. شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أي نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11. ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12. ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.
التحويل بين التقويمين الهجري والميلادي:
ورد بالقرآن في سورة . الكهف: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾وفي تفسيرها: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة شمسية وهنا ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلثمائة تسع سنين فلذلك ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾.
عموما يوجد فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، أي باختلاف سني الشمس والقمر؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة؛ سنة فيكون في ثلثمائة تسع سنين، ولذلك ذكر الفرق في القرآن فازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم.
التاريخ الهجري مقابل التاريخ الميلادي :
القرن 1 هـ : من 622- 719 م
القرن 2 هـ : من 719 – 816 م و هكذا
و كما نلاحظ فالفاصل الزمني بين كل قرنين هو : 97 عاما . لأن الفرق الزمني في كل قرن بين التقويمين هو 03 سنوات(03) .
و قد أصبحت عملية التحويل بين التاريخين سهلة و متيسرة اليوم بفضل تطور الوسائل العلمية .
مكانة التقويم الهجري عند المسلمين :
التقويم القمري هو التقويم الواجب اتباعه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً ، وَالْقَمَرَ نُورًا ، وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) قال ابن كثير : " بالشمس تُعرف الأيام ، وبسير القمر تُعرف الشهور والأعوام ". انتهى ، "تفسير ابن كثير" (4/248).
فالشمس إنما هي لتحديد الأيام والليالي ، وأما القمر فجعله سبحانه وتعالى ميقاتاً للشهور والسنين كما قال : (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)
وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
فقوله تعالى : ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) يدل على أن هذا التقويم هو الشرع المستقيم الذي ارتضاه الله لنا ، وأن ما سواه من عادات الأمم ليس قيِّماً ؛ لما يدخله من الانحراف والاضطراب.
قال القرطبي : " هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تَعرفُها العرب ، دون الشهور التي تعتبرها العجم ، والروم ، والقبط ". انتهى ، "الجامع لأحكام القرآن " (8/133).
وقال الشوكاني : " وفي هذه الآية بيان أنه لا اعتبار بما عند العجم والروم والقبط من الشهور التي يصطلحون عليها ، ويجعلون بعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها أكثر ، وبعضها أقل ". انتهى ، "فتح القدير" بتصرف (2/521).
وقال تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ، قُلْ : هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) ، أي هي مواقيت للناس في حلهم وإحرامهم ، وفي صومهم وفطرهم ، وفي نكاحهم ، وطلاقهم ، وعدتهم ، وفي معاملاتهم وتجاراتهم وديونهم . . وفي أمور دينهم وأمور دنياهم على سواء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأخبر أنها مواقيت للناس ، وهذا عام في جميع أمورهم ، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع ... وهذا يدخل فيه : الصيام ، والحج ، ومدة الإيلاء ، والعدة ، وصوم الكفارة ". انتهى ، "مجموع الفتاوى" (25/133)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " التوقيت بالأشهر الإفرنجية : لا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً ، وبعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً ، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق ؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم ، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى ، " تفسير البقرة " ( 2 / 371).
والله أعلم. (انتهى)
آخر تعديل بواسطة المشرف: