الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنه

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
24,443
نقاط التفاعل
27,808
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
ثابت بن قيس رضي الله عنه

هو الصحابي ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث الخزرجي الأنصاري، أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن الصحابي الجليل، المبشَّر بالجنة، والمبشر بالشهادة، خطيب الأنصار، وخطيب النبي ، لم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا، وبيعة الرضوان وما بعدهما من المشاهد مع رسول الله.
أمه هند الطائية، وقيل بل كبشة بنت واقد ابن الإطنابة، أسلمت وكانت ذات عقل وافر، وإخوته لأمه عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، فولدت له محمدًا، وهو أيضًا زوج حبيبة بنت سهل التي وقعت معها قصة الخلع المشهورة، وقيل بل كان ذلك مع جميلة.
وقد قتل محمد ويحيى وعبد الله بنو ثابت بن قيس يوم الحرة.
خشيته من الله:
لما نزل قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُواأَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَاتَشْعُرُونَ}. أغلق ثابت عليه داره، وطفق يبكي، وافتقده الرسول فسأل عنه، ثم أرسل منيدعوه، وجاء ثابت، وسأله النبي عن سبب غيابه، فأجابه: (إني امرؤ جهيرالصوت، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسول الله، وإذن فقد حبط عملي، وأنامن أهل النار.فأجابه الرسول : (إنك لست منهم، بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك اللهالجنة). فقال: (رضيتُ ببُشرى الله ورسوله، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسولالله). فنزلت الآية الكريمة: قال تعالى:)إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَأَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَاللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)

خطيب الإسلام:
كان ثابت خطيب رسول الله والإسلام، وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية،صادعة جامعة رائعة، ففي عام الوفود أذن له الرسول بأن يجيب على خطيب وفد بنيتميم.
فبعض مما قال ثابت: (الحمد لله، الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله. ثم كان من قدرته أنجعلنا أئمة، واصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمهم نسبا، وأصدقهم حديث وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين. ثمكنا - نحن الأنصار - أول الخلق إجابة. فنحن أنصار الله، ووزراء رسوله).

الخلع:
عنابن عباس: أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبي فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله " تردين عليه حديقته؟ " قالت نعم قال رسول الله " إقبل الحديقة وطلقهاتطليقة.
عن الربيع بنت معوذ أن ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فقال " خذ الذي لها عليك وخل سبيلها " قال نعم فأمرها رسولالله صلى الله عليه وسلم أن تتربص حيضة واحدة وتلحق بأهلها.

جهاده:
شهد ثابت مع الرسولغزوة أحد والمشاهد بعدها، ولم يشهدبدراً، وشهدبيعة الرضوان، وكانت فدائيته من طراز فريد.
في حروب الردة، كان في الطليعة دائما، يحمل راية الأنصار، ويضرب بسيف لا يكبو. وفي معركة اليمامة، رأى ثابت وقع الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذابعلى المسلمين أول المعركة فصاح بصوته: (والله، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ). ثم ذهب غير بعيد، وعاد وقد تحنط، ولبس أكفانه.
وصاح مرة أخرى: (اللهم إني أبرأ اليك مما جاء به هؤلاء - يعني جيش مسيلمة - وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني تراخي المسلمين في القتال-.) وانضم اليهسالم مولى أبي حذيفة وكان يحمل راية المهاجرين، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما.
الشهادة:
وهكذا وقفا طودين شامخين، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش الوثنية والكذب، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمةحتى استشهدا في مكانهما، وكان مشهدهما -ما- هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين إلى مواقعهم، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطؤه الأقدام.
الوصية:
ويروى أنه بعد استشهاد ثابت مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام،فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه. وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له: (أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لمااستشهدت بالأمس، مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي وإن منزله في أقصى الناس، وفرسه يُستَن في طوله، وقد كفأ على الدرع بُرمه، وفوق البُرم هرجلاً، فأت خالداً، فمره أن يبعث فيأخذها، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر،فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، فليقم بسداده). فلما استيقظ الرجل مننومه، أتى خالد بن الوليد، فقص عليه رؤياه، فأرسل خالد من يأتي بالدرع،فوجدها كما وصف ثابت، ولما رجع المسلمون إلى المدينة، قص المسلم على الخليفة الرؤيا، فأنجز وصية ثابت.

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top