سلسلة شجرة الايمان 9 ( في ذكر ثمرات الإيمان ج1)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر

الفصل الثالث

في فوائد الإيمان وثمراته



كم للإيمان الصحيح من الفوائد والثمرات العاجلة والآجلة في القلب والبدن ، والراحة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة ، وكم لهذه الشجرة الإيمانية من الثمار اليانعة ، والجنى اللذيذ ، والأُكل الدائم ، والخير المستمر ؛ أمور لا تحصى وفوائد لا تستقصى، ومجملها : أن خيرات الدنيا والآخرة ، ودفع الشرور كلها من ثمرات هذه الشجرة .


وذلك : أن هذه الشجرة إذا ثبتت وقويت أصولها ، وتفرعت فروعها ، وزهت أغصانها ، وأينعت أفنانها عادت على صاحبها وعلى غيره ، بكل خير عاجل وآجل .


1-فمن أعظم ثمارها الاغتباط بولاية الله الخاصة ، التي هي أعظم ما تنافس فيه المتنافسون ، وأجل ما حصله الموفقون .


قال تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ؛ ثم وصفهم بقوله: ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) ( 10/62-63) .


فكل مؤمن تقي ، فهو لله ولي ولاية خاصة ، من ثمراتها ما قاله الله عنهم: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ( 2/257) ، أي : يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم ، ومن ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة ، ومن ظلمات الغفلة إلى نور اليقظة والذكر . وحاصل ذلك : أنه يخرجهم من ظلمات الشرور المتنوعة ، إلى ما يرفعها( [1]) من أنوار الخير العاجل والآجل .


وإنما حازوا هذا العطاء الجزيل : بإيمانهم الصحيح ، وتحقيقهم هذا الإيمان بالتقوى فإن التقوى من تمام الإيمان ، كما تقدم تحقيقه .


2-ومن ثمرات الإيمان : الفوز برضا الله ، ودار كرامته .



قال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( 9/71-72) .


فنالوا رضا ربهم ورحمته ، والفوز بهذه المساكن الطيبة -: بإيمانهم الذي كمَّلوا به أنفسهم ، وكمَّلوا غيرهم بقيامهم بطاعة الله وطاعة رسوله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فاستولوا على أَجل الوسائل ، وأفضل الغايات . وذلك فضل الله .


3-ومنها : أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار ؛ والإيمان –
ولو كان قليلاً- يمنع من الخلود فيها .


فإن من آمن إيماناً –أدى به الواجبات ، وترك المحرمات- : فإنه لا يدخل النار . كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة و السلام - في هذا الأصل . كما تواتر عنه عليه الصلاة و السلام : أنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً( [2]) .


4-ومن ثمرات الإيمان : أن الله يدفع عن المؤمنين جميع المكاره ، وينجيهم من الشدائد . كما قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ) ( 22/38) أي : يدفع عنهم كل مكروه ؛ يدفع عنهم شر شياطين الإنس وشياطين الجن ، ويدفع عنهم الأعداء ، ويدفع عنهم المكاره قبل نزولها ، ويرفعها أو يخففها بعد نزولها .


ولما ذكر تعالى ما وقع فيه يونس -عليه الصلاة والسلام- وأنــه (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ، قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) ( 21/87-88) : إذا وقعوا في الشدائد ؛ كما أنجينا يونس. قال النبي عليه الصلاة و السلام ( [3]) ( دعوة أخي يونس ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه كربته ( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) .


وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ) أي:بالقيام بالإيمان ولوازمه ؛ ( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) ( 65/2) أي : من كل ما ضاق على الناس ؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) ( 65/4).


فالمؤمن المتقي : ييسر الله له أموره وييسره لليسرى ، ويجنبه العسرى : ويسهل عليه الصعاب ويجعل له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ؛ ويرزقه من حيث لا يحتسب . وشواهد هذا كثير . من الكتاب والسنة .


5-ومنها : أن الإيمان والعمل الصالح – الذي هو فرعه- يثمر الحياة الطيبة في هذه الدار ، وفي دار القرار .



قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( 16/97) .


وذلك أن من خصائص الإيمان ، أنه يثمر طمأنينة القلب وراحته، وقناعته بما رزق الله ، وعدم تعلقه بغيره ، وهذه هي الحياة الطيبة . فإن أصل الحياة الطيبة : راحة القلب وطمأنينته ، وعدم تشوشه مما يتشوش منه الفاقد للإيمان الصحيح .




( [1]) لعل العبارة [إلى ما يدفعها] .


( [2]) كما يفيده حديث أبي ذر المذكور : في صحيح البخاري ( 7/149) ، ومسلم ( 1/66) والترمذي ( 10/113) ، والمصابيح ( 1/5). وحديثا جابر وابن مسعود المذكوران : في صحيح مسلم ( 1/65-66).


( [3]) كما في مسند أحمد ، وسنن الترمذي والنسائي ، والمستدرك للحاكم ، والشعب للبيهقي والأحاديث المختارة للضياء المقدسي- من طريق سعد- : باختلاف وزيادة انظر : الجامع الصغير ( 2/14) والفتح الكبير ( 2/112) .

 
03-26.jpg

ثمرات الإيمان بالله تعالى ثمرات الإيمان بالله تعالى كثيرة، سواءً أكانت في الدنيا أو في الآخرة، وسنذكر بعضاً منها: محبة العبد لله عز وجل. محبة الله تعالى للعبد. تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقديسه. استشعار مراقبة الله تعالى في كل مكان وزمان، وفي كلّ حال. الامتثال لأوامر الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه. التوفيق والسداد. تزكية النفس. الراحة النفسية. الاطمئنان والسكون. تفريج الكروب. الشعور بالعزّة والإباء. جلب الخير ودفع الشر. الأمن والسعادة في الدنيا والآخرة. الفوز بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تيسير فعل الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات. تحرّر العبد من العبودية لغير الله تعالى. الخضوع والاستكانة لله تعالى. اللجوء لله تعالى وحده. التوكل على الله في كل الأمور وكل الأحوال. التوبة والرجوع عن المعاصي. الشجاعة والقوة وعدم الخوف من الأعداء. الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
339284_1344098744.gif
 
03-26.jpg

ثمرات الإيمان بالله تعالى ثمرات الإيمان بالله تعالى كثيرة، سواءً أكانت في الدنيا أو في الآخرة، وسنذكر بعضاً منها: محبة العبد لله عز وجل. محبة الله تعالى للعبد. تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقديسه. استشعار مراقبة الله تعالى في كل مكان وزمان، وفي كلّ حال. الامتثال لأوامر الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه. التوفيق والسداد. تزكية النفس. الراحة النفسية. الاطمئنان والسكون. تفريج الكروب. الشعور بالعزّة والإباء. جلب الخير ودفع الشر. الأمن والسعادة في الدنيا والآخرة. الفوز بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تيسير فعل الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات. تحرّر العبد من العبودية لغير الله تعالى. الخضوع والاستكانة لله تعالى. اللجوء لله تعالى وحده. التوكل على الله في كل الأمور وكل الأحوال. التوبة والرجوع عن المعاصي. الشجاعة والقوة وعدم الخوف من الأعداء. الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
339284_1344098744.gif
كيف تكون تزكية النفس
 
كيف تكون تزكية النفس
السلام عليكم
يفسرالسعدي رحمه الله آية {قد أفلح من زكاها} على هذا النحو طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح.
ومنه اذا أراد الانسان تزكية نفسه يبعدها عن كل المعاصي و يجتهد بها في الطاعات
 
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا )
اخي اباليث و هل يوجد شرف اكثر من هذا هنيئا لمن كان الله مدافعا عنه
بارك الله فيكم و رفع قدركم اخي اباليث
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top