۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 1 ۩( الزكاة بيد الله فعلينا اللجوء إليه)

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
فإنه عندما يقف المسلم على موضوع التزكية و جوانبِ هذا الموضوع الفسيحَة المباركة في ضوء الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنّه يقف فيهما على قواعد متينة و تأصيلات جامعة و معالم بينة تُضيء للمرء طريقه في عمله على تزكِية نفسه.
و أعظم معدن و قاعدة في هذا الباب العظيم المبارك أنّ التزكية مِنّة إلاهية و هِبَة ربانية و الله عزّ و جل هو الذي بيده الأمر يزكِّي من يشاء ، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )و يقول الله تعالى : (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة .

و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم يقولون في رجَزِهم :
والله لولا الله ما اهتدينا ... و لا صُمنا و لا صَلينا

أي أنّ المِنّة في ذلك كله لله وحده ، فهو المنَان و المتفضل ، و هو جلّ و علا الهادي من يشاء إلى صِراط مستقيم ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) .

و قد كان نبينا صلوات الله و سلامه عليه يغرسُ هذا الأمر في نفوسِ الصحابة و يؤكد عليه تأكيدا متكررا فكان يقول في خطبة الجمعة مُستهلا لها بحمد الله يقول : ( إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ( أي نطلب منه الهدية )و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أنّ لا اله إلّا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله )صلى الله و سلم عليه .

و هي تُعرف بخطبة الحاجة ، جمعت قواعد الدين و ثوابِت الشريعة ، و أُصول الشّرائع جـمعًا عديدا ، و لها تأثير بالغ في من يكرمه الله سبحانه و تعالى بفهم مضامينها و معرفة دلالاتها و لقد كانت هذه الخطبة سببًا بِمَنّ الله سبحانه و تعالى و فضله لهداية قوم بأكملهم لدين الإسلام .
 
توقيع ابو ليث

في قصة عجيبة خرّجها الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه و هي قصة إسلام الإمام الأزدي رضي الله عنه ، و ذلك أنّ إماما كان في جاهليته راقيا يشتغل برقية الناس و من كان منهم مصابا بمس أو جنون أو نحو ذلك و كان مُشتهرا بالرّقية ، يقول قدمت مكة فكُـنت كلما مررت بطريق في مكة سمعت إنّ محمدا مجنون ، كلما سرت في الطريق سمعت إنّ محمدا مجنون فقلت : إنَّي رجل راقٍ و إنَّ الله شَفى على يدي من شاء من عباده لـئِن لقيت هذا الرجل لأرْقِينَه لعل الله يشفيه على يدي ، يقول ثم إنَّـني لقيت محمدا أي النبي عليه الصلاة و السلام فقلت له : إنَّـني رجل راقٍ و إنّ الله شفى على يدي من شاء فهل لك بذلك ؟ تحب أنْ أرقيك ؟ يخاطب بذلك النبي عليه الصلاة و السلام بسبب الدعاية الآثنة الكبيرة الواسعة التي تُحاك حوله ، فقال هل لك بذلك ؟ يقول فقال النبي عليه الصلاة و السلام : ( إنّ الحمد لله نحمده ، ونستعينه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله )، قال فقلت له : أعِـد علي كلامك هذا ،( أعجبني كلامك و أثّـر فِـي)، قال قلت له : أعد علي كلامك هذا فأعاده النبي عليه الصلاة و السلام .
قال الإمام فقلت له : لقد سمعت كلام السّحرة و الكهنة و ما هذا من كلامهم ، و سمعت كلام المجانين و ما هذا من كلامهم ، سمعت كلام الشعراء ما هذا من كلامهم ، و والله إنّ كلامك هذا قد بلغ – قاموس البحر –أعظم بحر، يعني كلمتك دخلت في الصميم ، أعطني يدك أبايعك على الإسلام .

فقال له النبي عليه الصلاة و السلام : عنك و عن قومك ؟ قال: عـنّي و عن قومي لأنّه كان رئيس و سيد قومه، قال: عني و عن قومي، فكانت هذه الخطبة سببا لدخوله رضي الله عنه و قومه في هذا الدين العظيم المبارك .

و هي قائمة على ذِكر أصُول عظيمة و قواعد متينة من تدبّرها و أحسن تأملها نفعه الله سبحانه و تعالى بها نفعا عظيما ، و لها في موضوعنا هذا دلالات و هدايات ، في جوانب عديدة منها ، جديرة بأن تُتأمل و تًـتَدبر ، كقوله مثلا في هذه الخطبة : ( و نستهديه )و قوله : (و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ) و قوله : ( من يهده الله فلا مضل له )و غيرها من ألفاظ هذه الخطبة العظيمة المباركة ، و الشّاهد أنّ الهداية و التزكية مِنّة إلاهية .

فالرّب العظيم هو الهادي وهو سبحانه و تعالى الّـذي يزكي من يشاء و هو الموفق لا شريك له جل و علا .
 
توقيع ابو ليث
إنتظرونا في الحلقة الثانية بإذن الله و التي هي بعنوان
- أهمية الدعاء وعظيم مكانته في هذا الباب
 
توقيع ابو ليث
بارك الله فيك وجعلها في ميزانك
 
توقيع طموحة
و فيك بارك.
 
توقيع ابو ليث
جزاك الله خيرا
 
توقيع زاد الرحيل
بارك الله فيكم حبيبي اباليث
متابع باذن الله تعالى
 
توقيع الامين محمد
أحسن الله إليكم جميعا.
 
توقيع ابو ليث
أعظم معدن و قاعدة في هذا الباب العظيم المبارك أنّ التزكية مِنّة إلاهية و هِبَة ربانية و الله عزّ و جل هو الذي بيده الأمر يزكِّي من يشاء ، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )و يقول الله تعالى : (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة .
 
توقيع ابو ليث
جزاك الله خيرا
 
و إياك صلاح الدين.
 
توقيع ابو ليث
13620.imgcache.gif
 
بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك الله خيرا كثيرا
 
توقيع حلم كبير
و فيك بارك الله.
 
توقيع ابو ليث
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم يقولون في رجَزِهم :
والله لولا الله ما اهتدينا ... و لا صُمنا و لا صَلينا

أي أنّ المِنّة في ذلك كله لله وحده ، فهو المنَان و المتفضل ، و هو جلّ و علا الهادي من يشاء إلى صِراط مستقيم ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) .
 
توقيع ابو ليث
العودة
Top Bottom