۩سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس2 ۩ (أهمية الدعاء وعظيم مكانته في هذا الباب)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
(مما سبق) تَعلمنا أنّ أعظم أصل في هذا الباب – باب التزكية –أنّها مِنّة إلاهية لا يُلجأ في طلبها إلّا إلى الله سبحانه و تعالى الذي بيده أجِمّة الأمور .

فيُحْسن العبد صلته بالله و يُحسن إقباله على الله ، و يَصْدق مع الله سبحانه و تعالى ، و يُحسن في سؤال ربه جلا و علا و طلبه طالبا منه الهداية و الصّلاح و الزّكاء و الله عز و جل لا يُخَيِبُ عبدا دعاه و لا يرُدّ مؤمنا ناداه و هو القائل سبحانه : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

ثم إنّ هذا أيّها الإخوة الكرام يبين لنا مكانة الدعاء في هذا الباب العظيم و في كل باب .

و قد قال أحد السلف :تأملتُ الخير فإذا هو أبواب عديدة و تأملت فإذا ذلك كله بيد الله عزّ و جل فعلمت أنّ الدعاء مفتاح كل خير .

و لهذا جدير بالعبد المؤمن أنْ يكثر الدُّعاء و السُّؤال و الطلب و المناجاة لله سبحانه و تعالى ، أنْ يهديه ، أنْ يصلح قلبه ، أنْ يزكي نفسه ، أنْ يثبته على صراطه المستقيم ، أنْ يعيذه من سبيل الزّيغ ، أنْ لا يكِله إلى نفسه طرفة عين ... إلى غير ذلكم من الدعوات المأثورة عن نبينا عليه الصلاة و السلام . و كان من أكثر دعاءه صلى الله عليه و سلم : ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار )و كان مِن أكثر دعاءه أيضا : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - قالت أم سلمة رضي الله عنها : للنبي عليه الصلاة و السلام ما أكثر دعاءك بهذه الدعوة ثم قالت له : أَوَإنّ القلوب لتتقـلب ؟ قال : ما من قلب إلّا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ، فإنْ شاء أقامه و إن شاء أزاغه ).
و في القرآن : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )

و في دعاء ابراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي). اجْعلني ،(ينبغي أن نتأمل)
- لا يمكن أن تكون مصليا إلّا إذا جعلك الله من المصلين .
- و لا يمكن أنْ يكون أبناءك مصلين إلّا إذا جعلهم الله كذلك قال : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ... إلى غير ذلكم من الدعوات العظيمة التي كان يدعوا بها صلوات الله و سلامه عليه .
و من ذلكم أيضا ما جاء في صحيح مسلم :( اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و الموت راحة لي من كل شر )

و كذلك دعوة المكروب : ( اللّهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين و أصلح لي شأني كله لا إله إلّا أنت )

و في موضوع التزكية خصوصا جاء في هذا الباب دعاء عظيم في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم يقول فيه عليه الصلاة السلام : ( اللّهم آتِ نفسي تقواها و زكّها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها ) يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين العظيمين – الولي و المولى – و هما دالان على ولاية الله عزّ و جل الخاصة بعبده المؤمن و توليه له توفيقاً و تسديداً و عوناً و تثبيتاً و حفظاً ، يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين أنْ يؤتي نفسه تقواها و أنْ يُزكيها .

فإنّ النّفس لا تزكوا إلّا إذا زكاها الرّب جلا و علا ، و نسأل الله الكريم ، ربّ العرش العظيم أن يؤتي نفوسنا جميعا تقواها ، و أن يزكيها إنّه تبارك و تعالى خير من زكَّـاها إنّه هو وليها و مولاها .
 
هل هذا يعني ان الدعاء من تزكية النفس و انه وجب علينا الاكثار من الدعاء و تركه معناه تهاون في التزكية
استغرب لماذا لا ادعوا لحاجات الدنيا الا قليلا بل عندما ادعوا افضل الدعاء لي للاخرة فقط
 
حسبما فهمت ان الدعاء لكي يزكينا الله و لنتوفق في العبادة و التوحيد و العمل الصالح من صلاة و صيام و غيرها
و لما نصل الى التوحيد و العبادة و العمل الصالح فتلك هي التزكية

ارجوا التعقيب اخي اباليث بارك الله فيك
 
شكرا للاخ ابو ليث
شكرا لك ملينا...
الحقيقة ان دعاء الله عزوجل في كل وقت ولكل شيء ليس فقط للاخرة، فمثلا عندما تكون لي حاجة في الدنيا وبي مصيبة اسال الله العلي الحكيم بحاجتي والحمد لله معظم ماطلبت منه لقيته منه سبحانه والحمد والشكر كل الشكر له وما لم القاه لم اقنط بل علمت حق العلم ان الاتي احسن مما طلبت فهو اعلم بالاصلح لي سبحانك يا رب اعف عنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين....
 
بارك الله فيك أختي ميلينا على الاشارة
وجزى العم أبو ليث خير الجزاء
فالموضوع جد قيم و مفيد عن الاستعانة بالله لكي يزكي نفوسنا وذلك عن طريق الدعاء
 
هل هذا يعني ان الدعاء من تزكية النفس و انه وجب علينا الاكثار من الدعاء و تركه معناه تهاون في التزكية
استغرب لماذا لا ادعوا لحاجات الدنيا الا قليلا بل عندما ادعوا افضل الدعاء لي للاخرة فقط
نعم هو كذلك، فمن أراد تزكية نفسه، كان أول سلاح له في ذلك و أمثل وسيلة إلى ذلك، دعاء الهادي المجيب، و الذي لا يرد من دعاه و لا يخيب من نجاه طالما كان العبد مريدا لرضاه و سالكا إلى تقواه،المهم أن يكف عما يبعده و عنه و يجاهد نفسه في التزلف إليه و الله موفقه لا محالة و مجيب دعوته بحسب جهاده و رغبته، و حضور قلبه عند الدعاء عزيممته في الهداية و الرشاد و الله ولي الخير السداد.


بارك الله فيك اختي ميلينا
انا متابع للسلسلة بارك الله فيك على التذكير
كعادتك دائما و أنت و الأخت أوفياء للعلم و الدين (نحسبكم و لا نزيككم على الله).
حسبما فهمت ان الدعاء لكي يزكينا الله و لنوفق في العبادة و التوحيد و العمل الصالح من صلاة و صيام و غيرها
و لما نصل الى التوحيد و العبادة و العمل الصالح فتلك هي التزكية

ارجوا التعقيب اخي اباليث بارك الله فيك
الدعاء للنفس من وسائل تزكيتها، فيُحْسن العبد صلته بالله و يُحسن إقباله على الله ، و يَصْدق مع الله سبحانه و تعالى ، و يُحسن في سؤال ربه جلا و علا و طلبه طالبا منه الهداية و الصّلاح و الزّكاء و الله عز و جل لا يُخَيِبُ عبدا دعاه و لا يرُدّ مؤمنا ناداه و هو القائل سبحانه : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).
شكرا للاخ ابو ليث
شكرا لك ملينا...
الحقيقة ان دعاء الله عزوجل في كل وقت ولكل شيء ليس فقط للاخرة، فمثلا عندما تكون لي حاجة في الدنيا وبي مصيبة اسال الله العلي الحكيم بحاجتي والحمد لله معظم ماطلبت منه لقيته منه سبحانه والحمد والشكر كل الشكر له وما لم القاه لم اقنط بل علمت حق العلم ان الاتي احسن مما طلبت فهو اعلم بالاصلح لي سبحانك يا رب اعف عنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين....
الدعاء في كل شيئ، إذ لا حول و لا قوة للعبد في شيئ إلا أن يقويه الله خالق و مالك كل شيئ المتصرف فيه كيف شاء، و قد كان الصحابة يستعينون بالله حتى على ربط أحدهم شراك نعله، و يسألون الله من فضله (دق الأمر أو جل)، فهل لنا من رجعة صادقة إلى دعاء المولى عز و جل.
بارك الله فيك أختي ميلينا على الاشارة
وجزى العم أبو ليث خير الجزاء
فالموضوع جد قيم و مفيد عن الاستعانة بالله لكي يزكي نفوسنا وذلك عن طريق الدعاء
و إياك، نتمنى بقاء المتابعة أحسن الله إليك.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top