☆☆ هل تعرف.... الطيب ..؟

ربي اغفرلي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 أفريل 2010
المشاركات
3,554
نقاط التفاعل
3,023
النقاط
491
محل الإقامة
خالة بنات أختي
الجنس
أنثى
هل تعرف .. الطيِّب..؟

*الطيّب*
ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله ﷺ :

( يا أيها الناس إن الله طيب
لا يقبل إلا طيبا ،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }[المؤمنون : 51] ،

وقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }،

ثم ذكر الرجل يطيل السفر ،
أشعت أغبر ،يمد يديه إلى السماء:
يا رب يا رب ،
ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،وغُذِّي بالحرام ،
فأنّى يُستجاب لذلك )
رواه مسلم .

والمعنى :أنه تعالى مقدّس ومنزّه عن النقائص والعيوب كلها ؛

لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث ،

والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملا بذاته وصفاته ،و أفعاله و أقواله صادرة عن كماله ،
كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله ،

ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاته العلا دالة على ما يفعله ويقوله ،

فإنه سبحانه يفعل ويقول ما هو موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك .

فهو طيب ،وأفعاله طيبة ،
وصفاته أطيب شيء ،
و أسماؤه أطيب الأسماء ،

واسمه الطيب لا يصدر عنه إلا طيب ،
ولا يصعد إليه إلا طيب ،
ولا يقرب منه إلا طيب ،

فكلمه طيب ،
وإليه يصعد الكلم الطيب ،

وفعله طيب ،
والعمل الطيب يعرج إليه ،

فالطيّبات كلها له ،
ومضافة إليه ،
صادرة عنه ،ومنتهية إليه .

وقوله ﷺ في الحديث :
(إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )

يدل على أن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال والأقوال إلا ما كان موصوفا بالطيب ،

وهو عام في جميع الأقوال و الأعمال ،

فلا يعمل المرء المؤمن إلا صالحا ،ولا يقول إلا طيبا ،
ولا يكتسب إلا طيبا ، ولا ينفق إلا من الطيب ،

فإن الطيب تُوصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،

فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث ،
كما قال تعالى : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ......}
[المائدة : 100] ،

والدين الحنيف كله دين طيب
في عقائده وأحكامه وآدابه ،

فعقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب ،

وتطيب بها النفوس ،
وتوصل معتقدها والمتمسك بها إلى أجلّ غاية وأفضل مطلوب ،
و أحكامه وآدابه أطيب الأحكام و أطيب الآداب،

بها صلاح الدين والدنيا والآخرة ،
وبفواتها يفوت الصلاح كله .

ولما طاب المؤمن في هذه الدار في عقائده و أعماله و أقواله
أكرمه الله في دار القرار بدخول دار الطيبين
التي لا يدخلها إلا طيب ،

قال سبحانه :{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }،

فعقّب دخولها على الطيب
بحرف الفاء الذي يُؤذن بأنه سبب للدخول،

أي :بسبب طيبكم قيل لكم :ادخلوها .

اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الذين يُقال لهم يوم القيامة :
{ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }


مختصر فقه الاسماءالحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر


téléchargement (2).jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top