- إنضم
- 24 أفريل 2010
- المشاركات
- 3,546
- نقاط التفاعل
- 3,023
- نقاط الجوائز
- 853
- محل الإقامة
- خالة بنات أختي
- الجنس
- أنثى
هل تعرف .. الستير ..؟
،
*الستير*
ورد هذا الاسم في حديث يعلى بن أمية –رضي الله عنه – المتقدم .
و روى ابن أبي حاتم في (تفسيره) ،
والبيهقي في (السنن الكبرى ) ،عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنهما - :
أن رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن ،
فقال ابن عباس :
(إن الله ستير يحب الستر ،
كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حِجال في بيوتهم ،
فربما فاجأ الرجل خادمه
أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله ،
فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمّى الله ،
ثم جاء الله بعد الستور فبسط الله عليهم الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحِجال ،
فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به )
صحح إسناده ابن كثير في
(تفسيره).
والستير:أي:الساتر الذي يستر على عباده كثيرا ،
ولا يفضحهم في المشاهد ،
الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم ما يفضحهم ويخزيهم و يشينهم ،
وهذا فضل من الله ورحمة ، وحلم منه سبحانه وكرم ،
فالعبد قد يُقارف شيئًا من المعاصي والآثام ،مع فقره الشديد إلى ربه سبحانه ،
والربّ-سبحانه- مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم – يكرم عبده ويستره ويستحيي من هتكه وفضيحته و إحلال العقوبة به ،
ويقيض له من أسباب الستر ،ويوفقه للندم والتوبة ،
ويعفو عنه ويغفر له ،
وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده ،
قال الله تعالى :{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
ولهذا فإنه سبحانه يكره من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها و يشهرها ،
بل يدعوه إلى أن يتوب إلى الله منها بينه وبينه ،
وستر الله مسبول عليه ،
لا أن يظهرها لأحد من الناس ،
ومن أبغض الناس إليه من بات عاصيًا والله يستره ،
ثم يصبح يكشف ستر الله عليه .
ففي (الصحيحين ) عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :سمعت رسول الله ﷺ يقول :
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين ،
و إن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا وقد ستره الله ،
فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ،
وقد بات يستره ربه ،ويصبح يكشف ستر الله عنه ).
ومن هذا المعنى الستر على عباد الله وتجنب هتك أستارهم وتتبع عوراتهم ،
ففي (الصحيحين )من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما – أن النبي ﷺ قال :
(من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا ، واغفر ذنوبنا وزلاتنا ،
واختم بالصالحات أعمالنا و أعمارنا .
مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
