الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
مما سبق علمنا من خلال المثالين الجليلين الذين ضربهما الامامَين العظيمَين الأجري و إبن قيم الجوزية (رحمهما الله) مدى أهمية مجاهدة النفس و ترويضها على الطاعة، و أن ذلك هو سبيل نجاة صاحبها لا غير، و أن من ترك الترويض حيث ينبغي أن يكون وقته خسر يوم يفوز الناس و هلك يوم ينجون، و كان حقا لهذين المثلين أن يكونا توطئة لما قبلها من القواعد (القاعدة الأولى و الثانية) لكن تأخرا بقدر الله؛ لأني صممت التوسع في الموضوع أكثر لما له من بالغ الأهمية، و لكثرة الاقبال عليه فإخترت في الحديث عنه الرجوع لأكثر من مصدر، عسى أن تجتمع الفائدة أكثر و عسى الله أن يجعل هذه السلسلة نبراسا للسالكين و سراجا منيرا يضيئ درب التائبين الأيِبين بعد التيه و البعد و الحرمان، ينهلون منه أطيب الفوائد و أرقى المعاني و أصح الكلام و أنفعه، كيف لا يكون ذلك كله والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [الشمس:1-10 ] ؛ تأملوا رعاكم الله هذا القسَم بهذه الآيات العظيمة والمخلوقات الكبار الدالة على عظمة الله جل وعلا، يُقسم بها عز وجل في أمرٍ جَلَل وعظيمٍ للغاية ، يقسِم جل وعلا بهذه الآيات على أن من زكى نفسه أفلح، ومن دساها خاب و خسر .
ولهذا كان حقيقاً بكل عاقل أن يعمل جاهداً في حياته على تزكية نفسه والبُعد عن تدسيتها ؛ وتدسية النفس : هو طمْرها بالرذائل وغمْرها بالحقارات بحيث تكون نفساً دنيئة ، نفساً رديئة ، نفساً وضيعة ، نفساً منحطة ، فمن كانت نفسه كذلك خاب وخسر عياذاً بالله ، ومن زكى نفسه عمل على السمو بها ، ورفعتها وعلوِّها وشرفها فإنه مفلِح ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) ، و(أَفْلَحَ) : أي تحقق فلاحه. والفلاح أجمع كلمة قيلت في حيازة الخير في الدنيا والآخرة ؛ فمن زكى نفسه حاز الخير في دنياه وأخراه . فتزكية النفس أمر جلل وعظيم للغاية ، وينبغي على كل مسلم أن يُعنى به عناية دقيقة وأن يهتم به اهتماماً بالغا.
و نعرض في حلقتنا هذه لثالث القواعد المهمة في تزكية النفس و هو أن القرآن الكريم كلام رب العالمين هو كتاب التزكية ومنبعها ومعينها ومصدرها، فإلى المقصود حفظكم الله.
مما سبق علمنا من خلال المثالين الجليلين الذين ضربهما الامامَين العظيمَين الأجري و إبن قيم الجوزية (رحمهما الله) مدى أهمية مجاهدة النفس و ترويضها على الطاعة، و أن ذلك هو سبيل نجاة صاحبها لا غير، و أن من ترك الترويض حيث ينبغي أن يكون وقته خسر يوم يفوز الناس و هلك يوم ينجون، و كان حقا لهذين المثلين أن يكونا توطئة لما قبلها من القواعد (القاعدة الأولى و الثانية) لكن تأخرا بقدر الله؛ لأني صممت التوسع في الموضوع أكثر لما له من بالغ الأهمية، و لكثرة الاقبال عليه فإخترت في الحديث عنه الرجوع لأكثر من مصدر، عسى أن تجتمع الفائدة أكثر و عسى الله أن يجعل هذه السلسلة نبراسا للسالكين و سراجا منيرا يضيئ درب التائبين الأيِبين بعد التيه و البعد و الحرمان، ينهلون منه أطيب الفوائد و أرقى المعاني و أصح الكلام و أنفعه، كيف لا يكون ذلك كله والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [الشمس:1-10 ] ؛ تأملوا رعاكم الله هذا القسَم بهذه الآيات العظيمة والمخلوقات الكبار الدالة على عظمة الله جل وعلا، يُقسم بها عز وجل في أمرٍ جَلَل وعظيمٍ للغاية ، يقسِم جل وعلا بهذه الآيات على أن من زكى نفسه أفلح، ومن دساها خاب و خسر .
ولهذا كان حقيقاً بكل عاقل أن يعمل جاهداً في حياته على تزكية نفسه والبُعد عن تدسيتها ؛ وتدسية النفس : هو طمْرها بالرذائل وغمْرها بالحقارات بحيث تكون نفساً دنيئة ، نفساً رديئة ، نفساً وضيعة ، نفساً منحطة ، فمن كانت نفسه كذلك خاب وخسر عياذاً بالله ، ومن زكى نفسه عمل على السمو بها ، ورفعتها وعلوِّها وشرفها فإنه مفلِح ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) ، و(أَفْلَحَ) : أي تحقق فلاحه. والفلاح أجمع كلمة قيلت في حيازة الخير في الدنيا والآخرة ؛ فمن زكى نفسه حاز الخير في دنياه وأخراه . فتزكية النفس أمر جلل وعظيم للغاية ، وينبغي على كل مسلم أن يُعنى به عناية دقيقة وأن يهتم به اهتماماً بالغا.
و نعرض في حلقتنا هذه لثالث القواعد المهمة في تزكية النفس و هو أن القرآن الكريم كلام رب العالمين هو كتاب التزكية ومنبعها ومعينها ومصدرها، فإلى المقصود حفظكم الله.