تنبيه حول موضوع : (سنة مهجورة قول: الحمد لله قبل الأكل!)

*حزن النبلاء*

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
4,079
نقاط التفاعل
5,980
النقاط
196
محل الإقامة
طلب العلم
الجنس
ذكر
الحمد لله وحده ،و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و على آله و صحبه أجمعين .
باديء ذي بدء:
فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في "صحيحه" (55) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) .
و بعد :
إن تصفية السنة مما قد يشوبها من سوء فهم و نحوه من أعظم النصح للإسلام و المسلمين ، و مما لفت انتباهي و أنا أتصفح حسابي على الشبكة ، منشور مفاده أن الحمد قبل الأكل من السنة (مستدلا صاحبه بقطعة من حديث طويل لابي هريرة ) ،
و كان على النحو التالي :


(سُنَّةٌ مَهجُورةٌ قولُ: " الحمدُ للّه " قـبـل الأكـل !).
عن أبي هُريرة -رضي اللّه عنه- قال: « أَعطَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم القِدح فحمد اللّه وسَمَّى ». رواه البخاري (6087 كتاب الرقاق )

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه- :« ومن فوائد الحمد: أنَّ الإنسانَ إذا ابتدأ الشّيءَ بحمدِ اللّهِ فإنَّ اللّهَ تعالى يَجعلُ فـيهِ الـبـركـةَ !
[«شرح رياض الصالحين ٥/٤٦٢»]

__________________________________________________ ____

فأحببت أن أنبه عليه و كان التنبيه كالتالي :

الرواية كاملة : و فيها أن الحمد كان لما بورك في اللبن

فقد أخرج البخاري في صحيحه أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: آللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي ، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ: أَبَا هِرٍّ ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: الْحَقْ ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةٌ ، قَالَ: أَبَا هِرٍّ ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي ، قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ ، لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا ، فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ ، كُنْتُ أَحَقَّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا ، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ: يَا أَبَا هِرٍّ ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: خُذْ فَأَعْطِهِمْ ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ ، فَقَالَ: أَبَا هِرٍّ ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ ، قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: اقْعُدْ فَاشْرَبْ ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ ، فَقَالَ: اشْرَبْ ، فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: اشْرَبْ ، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا ، قَالَ: فَأَرِنِي ، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ ، فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ .

أخرجه البخاري في "صحيحه" برقم: (6246) في كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم من الدنيا ). و غيره


كلام الشراح فيه

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في ( الفتح [11/294] ) قَوْلُهُ : ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى ) ؛ أَيْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ مِنَ الْبَرَكَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي اللَّبَنِ الْمَذْكُورِ مَعَ قِلَّتِهِ حَتَّى رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَأَفْضَلُوا .

ونقله عنه حرفيا المباركفوري -رحمه الله- ("تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" [3/312])

و قال بدر الدين العيني -رحمه الله- في (عمدة القاري شرح صحيح البخاري [23/60] ) : قوله : ( فحمد الله وسمى ) أما "الحمد" فلحصول البركة فيه ، وأما "التسمية" فلإقامة السنة عند الشرب .

ثم إن الشيخ الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- نفسه قال في شرحه للحديث من شرح صحيح البخاري (ص5/334) : و هذا الحمد ليس حمدا على شربه ، بل هو حمد لما حصل من البركةلهذا اللبن ،حيث أروى أهل الصفة و أبا هريرة -رضي الله عنه- ،و ذلك أن الحمد على الأكل أو الشرب إنما يكون بعده. انتهى كلامه -رحمه الله- .


فالله الله فيما ننشر . و ( "كفى بالمرء كذبا أَنْ يُحدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ") [رواه مسلم]

بالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .


كتبه : أخوكم أبو أيوب صهيب البسكري

التصفية و التربية..
 
أسألك يارب بأسمك الأعظم..
وبصفاتك العلى..
أن تفرش لأخيي دربا من نور ..
وتجعل وجهه دائما مسرور..
وتملأ قلبه بذكرك ياغفور..
وتجعل له الصراط سهلا للعبور..
وتجعله في الجنة من الحور..
اللهم أأأأأأأأأأأأأأأمين
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي
إبتلينا بكثرة الكلام والقيل وتحريف كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
فبارك الله لك على هذا التنبيه
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي
إبتلينا بكثرة الكلام والقيل وتحريف كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
فبارك الله لك على هذا التنبيه
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و اياك خونا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top