۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 9 ۩( الأمور التي تزكو بها النّفس البشرية )

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر



أيُّها الإخوة الكرام : نأتي بعد هذا إلى الحديث عن حقيقة تزكية النّفس ، وما هي الأمور التي تزكو بها النّفس البشرية ؟ ويُمكنُ إجمال ذلك أيُّها الإخوة الكرام في أمورٍ ثلاثة :


§ الأمر الأول ؛ وهو أساس تزكية النّفس ، ولا زكاء لنفسٍ إلّا إذا قامت عليه وتأسست عليه ألا وهو :
الإيمان بالله وتوحيده سبحانه وتعالى وإخلاص الدِّين له ، ألا وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلّا الله بما تعنيه هذه الكلمة من توحيد وإخلاص وإفراد لله سبحانه وتعالى بالذّل والخضوع والمحبة والامتثال وجميع أنواع العبادة ، وهذا أساس تزكية النفس .


والنفس بأعمالها الصالحة وطاعاتها الزَاكية مَثلها مَثل شجرةٍ مُباركة ، ومن المعلوم أنَّ الأشجار لا قيام لها إلّا على أصُولها ، وقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) ؛ وبهذا يُعلم أنَّ تزكية النّفس له أساس لا تقوم التزكية إلا عليه ؛ وهو توحيد الله وإخلاصُ الدّين له جل وعلا ، قال الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [الشمس:9-10 ] ، وقال الله تعالى : ( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) [فصلت:6-7] ، قال ابن عباس : لا يشهدون أنَّ لا إله إلا الله . وقال مجاهد : لا يزكون أعمالهم أي : ليست زاكية . وقيل : لا يُطهرونها بالإخلاص ، كأنّه أراد والله أعلم أهل الرِّياء فإنَّه شِرك . وقال الله سبحانه وتعالى في قصة موسى مع فرعون : ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) [النازعات:18] أي بالإخلاص والتوحيد لله جل وعلا .


فالتّزكية شجرةٌ مباركة عظيمة الثَمر كبيرة الأثر لها أصل لا قيام لها إلّا عليه ألا وهو : توحيد الله عز وجل وإخلاص الدين له سبحانه وتعالى . وكُـلما كان هذا التوحيد والإخلاص والإيمان بالله مُتمكناً من القلب كان هذا أبلغ في نَماء هذه الشّجرة وكونها مُثمرةً أطايب الثَمر ولذيذه وحسَنه ونافعه .




§ الأمر الثاني من جوانب تزكية النّفس : تزكيتها بفرائض الإسلام وواجبات الدّين وحُسن التّـقرب إلى الله سبحانه وتعالى بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه تبارك وتعالى وزجـر .



ولهذا ينبغي أنْ يُعلَم أنّ التزكية لها جانبان لا تكون إلّا بهما ، يدُل عليهما أصل هذه الكلمة اللُّغوي ، وأيضاً دلالة هذه الكلمة في نصوص الشرع ، وإذا نظرنا في كتب اللّغة في معنى التّزكية ومدلولها نجِد أنَّ لها جانبان كلاهما من معاني التزكية وهما : الطهارة والنّماء ؛ فالتزكية : طهارة ونماء ، ولهذا يُقال : زكى الزّرع إذا طاب وزالت عنه المؤذيات التي تُضعِف نماءَه . وتُسمى الصدقة المفروضة زكاة لأّنها تُطهر المال ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) [التوبة:103] ، ولأنَّها أيضاً في الوقت نفسه سببٌ لنماء المال . فالتزكية طهارة وفي الوقت نفسه نماء ؛ طهارة بالبُعد عن الأعمال المحرمة والمعاصي والآثام ، ونماءٌ بفعل الطاعات والعبادات المقرِّبة إلى الله سبحانه وتعالى.


وعليه - أيّها الإخوة - فإنّ التّـزكية لابد فيها من فعل الأوامر التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده وأوجبها عليهم ، ولابد أيضاً في الوقت نفسه من البُعد عن النّواهي والآثام ، ففِعْل الأمر تزكية ، وترك النَّهي أيضاً تزكية ، فالتزكية تخْليةٌ وتحلية ؛ تخليةٌ للنّفس بإبعادها عن الرذائل والخسائس ، وتحليةٌ لها بفعل الأوامر والطاعات المقربة إلى الله سبحانه .


- فالصّلاة تزكية ، قد قال الله عز وجل : ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) [العنكبوت:45] ، وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ، قَالَ : فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا )) .


- الزكاة تزكية ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) .


- والصيام تزكية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183] .


- الحج تزكية .


- جميع الطاعات التي أمر الله عزّ وجل عباده بها كُـلها داخلة في هذا الباب - باب تزكية النَّفس - ولهذا قال الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) [الأعلى:14-15]


- الذّكر تزكيةٌ للنَّفس ، بل هو أعظم باب تزكو به النُّفوس وتتطهر به القلوب وتطمئن ، وكم للأذكار المشروعة من الآثار المباركة على أهلها في الدنيا والآخرة من تطهيرٍ وتنقيةٍ للنّفس من أدرانها وتفريطها وتقصيرها ، والحديث في هذا الجانب قد يطول لكـنني أكتفي بمَثلٍ واحد في هذا الباب من السنة وهو ما رواه الترمذي في جامعه : أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام مرَّ - وكان مع أصحابه - بشجرة يابسة الورق ، وبيده عليه الصلاة والسلام عصا ، فضرب الشّجرة بالعصا التي بيده فأخذ الورق يتناثر ويتساقط من تلك الشجرة ، فقال عليه الصلاة والسلام للصحابة وهم ينظرون في هذا الورق يتساقط من هذه الشّجرة : (( إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ)) ؛ فذِكر الله عز وجل تزكية للنُّفوس وطهارة لها .


- وعُـموم الطاعات والعبادات المقرِّبة إلى الله جل وعلا كلّها داخلة في هذا الباب ؛ باب تزكية النفس .


- كذلك ترك النواهي والمحرمات واجتنابُ الكبائر والموبقات بابٌ مهم للغاية في تزكية النّفس ، فإذا غـشي العبد الحرام وارتكب الآثام يكون بذلك دنّس نفسه ودسّاها وحقّرها بحسب فِعله لتلك المحرمات وارتكابه لتلك الآثام ، وفي هذا تأمل قول الله سبحانه : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30] . فالبُعد عن المحرمات واجتناب الكبائر والآثام كل ذلكم -أيّها الإخوة الكرام - داخل في باب تزكية النّفس . في هذا المعنى أيضا قول الله تعالى : ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) [النور:28] .


§ الأمر الثالث في باب تزكية النّفس : تزكيتها بفعل الرّغائب والمستحبات ،
وهذه مرحلة تأتي بعد مرحلة الفرائض ، في الحديث القدسي يقول الله تعالى : ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )) .




فهذه مجالات التزكية وجوانبها وهي تتلخص في أمور ثلاثة :


§ الأول الأصل : وهو توحيد الله والإيمان به وبكل ما أمر سبحانه وتعالى عباده بالإيمان به .


§ والثاني : تزكيتها بفعل الفرائض والواجبات وترك الكبائر والمحرمات .


§ والثالث : تزكيتُها بفعل الرّغائب والنّوافل والمستحبات .

 
فهذه مجالات التزكية وجوانبها وهي تتلخص في أمور ثلاثة :


§ الأول الأصل : وهو توحيد الله والإيمان به وبكل ما أمر سبحانه وتعالى عباده بالإيمان به .


§ والثاني : تزكيتها بفعل الفرائض والواجبات وترك الكبائر والمحرمات .


§ والثالث : تزكيتُها بفعل الرّغائب والنّوافل والمستحبات .
 
عذرا للخطأ و الباقيات الصالحات
و الباقيات الصالحات هي قول العبد
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله، لا يضره بأيها بدء.
 
فهذه مجالات التزكية وجوانبها وهي تتلخص في أمور ثلاثة :


§ الأول الأصل : وهو توحيد الله والإيمان به وبكل ما أمر سبحانه وتعالى عباده بالإيمان به .


§ والثاني : تزكيتها بفعل الفرائض والواجبات وترك الكبائر والمحرمات .


§ والثالث : تزكيتُها بفعل الرّغائب والنّوافل والمستحبات .
الحمد لله هكذا فهمتها بارك الله فيكم اخي أياليث
أخي أباليث البارحة أصابني أرق و الله تذكرت معنى التوحيد . و اعلم أنك أنت سبب فهمي لمعنى التوحيد
أحسست بالسعادة برغم الألم الكبير في رجلي لأني اعاني من تخثر شديد في رجلي إلا أني كنت سعيدا بنعمة لا إلــه إلا الله
اقول لك جزاك الله عني كل خير
 
ما هي الباقيات الصالحات

ما هي الباقيات الصالحات المقصودة في قوله تعالى { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف/46؟.


تم النشر بتاريخ: 2001-10-12

الحمد لله


قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه - :


وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم - .


قال مقيده – عفا الله عنه – والتحقيق : أن الباقيات الصالحات : لفظ عام يشمل الصلوات الخمس والكلمات الخمس المذكورة وغير ذلك من الأعمال التي ترضي الله تعالى ؛ لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية كزينة الحياة الدنيا ؛ ولأنها – أيضاً – صالحة لوقوعها على الوجه الذي يرضي الله تعالى …. .


" أضواء البيان " ( 4 / 119 ، 120 )
.
 
تمنيت التفرغ ليمكنني التنقل حت أكون أنا يضمد جراحك و يباشر مناولتك الدواء ويواسيك في جميع مصابك، لكن الله يعلم ما عندي من المشاغل و الاشكالات التي هي من سنة الحياة، أحيانا أو كثير هي ذنوبنا التي حلَّت بنا ربما عقوبتها،فالله نسال العفو و العافية، عفاك الله يا أخي محمد و شفاك، و جعل ما أصابك سبيلا لرضى المولى عنك.
 
آخر تعديل:
تمنيت التفرغ ليمكنني التنقل حت أكون أنا يضمد جراحك و يباشضر مناولتك الدواء ويواسيك في جميع مصابك، لكن الله يعلم ما عندي من المشاغل و الاشكالات التي هي من سنة الحياة، أحيانا أو كثير هي ذنوبنا التي حلَّت بنا ربما عقوبتها،فالله نسال العفو و العافية، عفاك الله يا أخي محمد و شفاك، و جعل ما أصابك سبيلا لرضى المولى عنك.
و الله يا أخي اباليث أجد المتعة في ألمي لأني أراها حسنات متتاليات
و هي منة من الله لألقاه بحسنات مرضي و تكون سببا لي في نيل رحمة الرحمن الرحيم يوم التغابن
 
و الباقيات الصالحات هي قول العبد
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله، لا يضره بأيها بدء.
جزاك الله خيرا
 
hamsmasry-aaf88cb3c3.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top