الأمر التاسع والأخير وهو مهم في هذا الباب - باب تزكية النفس - : أن يحذر الإنسان من العُجب، وأن يحذر من تزكية نفسه ؛ أي ادّعاء زكاءها وكمالها ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) [النجم:32] ، والمؤمن مهما اجتهد في الصالحات واجتناب المحرمات لا يزال يرى نفسه مقصراً، ولا يزال خائفاً كما قال الله سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) [المؤمنون:60] قد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية قالت له: أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ ؟ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ )) ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله : " المؤمن جمَع بين إحسانٍ ومخافة ، والمنافق جمع بين إساءةٍ وأمْن " ؛ ولهذا مهما اجتهد العبد في الصالحات عليه أن ينظر إلى نفسه بعين المقصِّر المفرِّط ، بعين الخائف الوجل ، الراجي رحمة الله سبحانه وتعالى ، والخائف من عذابه عز وجل . قال عبد الله بن أبى مُليكة - وهو من أحد التابعين - : " أدركتُ أكثر من ثلاثين صحابياً كلهم يخاف النفاق على نفسه " .
فالواجب على المسلم أنْ يُجاهد نفسه على تقوى الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه ، وأنْ ينظر إلى نفسه دائماً نظـر التقصير والتفريط ، ويلُـوم نفسه على تقصيرها وتفريطها ، ويجاهد نفسه على البعد عن الذّنوب والآثام التي تحرِمه من الخير وتحُـول بينه وبين نيل الفضائل والخيرات والبركات في الدنيا والآخرة ، ويكُون مُقبلاً على ربّهِ سبحانه يرجو رحمته ويخاف عذابه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) [الإسراء:57]
وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وبأنه الله الذي لا إله إلّا هو ، الذي وسع كل شيء رحمةً وعلما أن يوفقنا جميعاً لكل خير ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللّهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها ، اللّهم أعِـنَّا ولا تُـعِن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسِّر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا .
اللّهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين إليك أوّاهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين . اللّهم تقبّل توبتنا واغسل حوبتنا ، وثبت حُجّتنا ، واهدِ قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا .
اللّهم وأصلح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سُبُل السّلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرّياتنا وأموالنا وأوقاتنا ، واجعلنا مباركين أينما كنّا . اللّهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللّهم وفِّق ولاة أمرنا لكل خير واهدِهم يا حي يا قيوم لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
اللّهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلّا أنت ، والحمد لله أولاً وآخرا ، وله الشُّكر ظاهراً وباطنا ، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
فالواجب على المسلم أنْ يُجاهد نفسه على تقوى الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه ، وأنْ ينظر إلى نفسه دائماً نظـر التقصير والتفريط ، ويلُـوم نفسه على تقصيرها وتفريطها ، ويجاهد نفسه على البعد عن الذّنوب والآثام التي تحرِمه من الخير وتحُـول بينه وبين نيل الفضائل والخيرات والبركات في الدنيا والآخرة ، ويكُون مُقبلاً على ربّهِ سبحانه يرجو رحمته ويخاف عذابه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) [الإسراء:57]
وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وبأنه الله الذي لا إله إلّا هو ، الذي وسع كل شيء رحمةً وعلما أن يوفقنا جميعاً لكل خير ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللّهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها ، اللّهم أعِـنَّا ولا تُـعِن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسِّر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا .
اللّهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين إليك أوّاهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين . اللّهم تقبّل توبتنا واغسل حوبتنا ، وثبت حُجّتنا ، واهدِ قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا .
اللّهم وأصلح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سُبُل السّلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرّياتنا وأموالنا وأوقاتنا ، واجعلنا مباركين أينما كنّا . اللّهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللّهم وفِّق ولاة أمرنا لكل خير واهدِهم يا حي يا قيوم لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
اللّهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلّا أنت ، والحمد لله أولاً وآخرا ، وله الشُّكر ظاهراً وباطنا ، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .