السؤال:
ما هو الضابط الذي يميِّز الخبر عن الصفة بارك الله فيكم ؟
باب الإخبار أوسع من باب الصفات ، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء ، وهذه القاعدة تتعلق بفقه أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ، والأسماء والصفات توقيفية ؛ بمعنى أن معرفة الاسم ومعرفة ثبوته لله نتوقف فيه على الكتاب والسنة ، فنُثبت من أسماء الله السميع البصير في قوله تعالى : { وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وهكذا في سائر أسماء الله نثبتها لثبوتها في كتابه أو لثبوتها من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، وباب الصفات أوسع في طريق معرفة الصفة ، فالصفة تُعرف من خلال التنصيص عليها مثل قوله : {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ } [المنافقون:8] ، تُعرف من خلال الفعل الثابت لله الدال على الصفة : {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرىَ } [طه:46]، { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا }[المجادلة:1] ؛ هذا فيه إثبات السمع من جهة الفعل الدال على الصفة ، وكذلك من خلال الاسم لأن كل اسم من أسماء الله تبارك وتعالى دالٌ على ثبوت صفة كمالٍ لله، فنُثبت من اسمه السميع السمع ، العليم العلم ، الرحيم الرحمة ، العزيز العزة ، وهكذا . فهذا باب الصفات وهو أوسع من باب الأسماء ، وباب الإخبار أوسع ، وهو أن يُخبَر عن الله سبحانه وتعالى بلازم أسمائه وصفاته إن صح أنه لازم.