۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 22 ۩(عنده قوة علميةٌ سلوكية ولكنه ضعيف في العمل)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر

يقول : عنده قوة علميةٌ سلوكية ولكنه ضعيف في العمل ونفسه تستوحش من بعض الطاعات ولا يتلذذ بالعبادات فما نصيحتكم ؟


الخلل الذي يوجد في الناس في باب الاستقامة والتديُّن والصلاح إما من جهة فساد العلم ، أو من جهة فساد العمل ، أو من جهة فسادهما معاً ، والموفَّق من عباد الله من أكرمه الله سبحانه وتعالى لكسب الصلاحين :
صلاح العلم
وصلاح العمل ،

وهم الذين يدعو كل مسلم ربه سبحانه وتعالى في اليوم فرضاً سبع عشرة مرة أن يهديه سبيلهم في قوله { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [الفاتحة:6-7] ، والمنعَم عليهم : هم الذين جمع الله لهم بين صلاح العلم وصلاح العمل ؛ جمع الله لهم بين العلم النافع والعمل الصالح ،
أما من عنده علمٌ لا يعمل به فهذا من أهل الغضب { غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } [المجادلة:14] ،
وإن كان يعمل بلا علم فهذا ضال { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ،
والمغضوب عليهم : اليهود ،
والضالون : النصارى .
وقد قال بعض السلف : " من فسد من علماءنا ففيه شبَه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبَه من النصارى " .


وصلاح العبد بصلاح علمه وصلاح عمله ، وإذا أكرم الله سبحانه وتعالى العبد بالعلم النافع فإنه يحتاج مع هذا العلم النافع إلى همة عالية ، مثل ما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه : العبد يحتاج إلى علم يهديه وإلى همة عالية ترقيه ، لأن الإنسان قد يحصِّل علم ولا يكون عنده همة ، أحياناً تجد الإنسان يسمع خطبة جميلة فيها وعظ وفيها تذكير وفيها آيات وفيها مواعظ مؤثرات ؛ وتنتهي الخطبة ويشيد بها يقول جميلة وعظيمة ونافعة ، لكن إذا خرج من المسجد في العمل صفر ، ما يعمل ، يثني على الخطبة وعلى معانيها وعلى دلالاتها لكنه لا يعمل ، فلا يكفي وجود العلم بل لابد مع ذلك من همة ، لهذا جاء في الدعاء المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو من أعظم الدعاء وأنفعه ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ )) لأن أحياناً يتضح الرشد للإنسان لكن ما يكون عنده عزيمة تنهض به ليعمل ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ )) وهذا الجانب وكل جانب يفرط فيه العبد ويقصر يحتاج فيه إلى أمرين لابد منهما ؛
الأول : طلب العون من الله .

والثاني : مجاهدة النفس على بذل السبب النافع كما قال عليه الصلاة والسلام ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ )) فإن هذه الكلمة جمعت الخير كله .


 
فعلا و هذا ما ينقصنا و هو إلحاق العمل بالعلم
بارك الله فيك أخي العزيز اباليث
 
نعم هذا ما نبغي إليه
معلومات في الصميم
جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
على كل ما قدمت
تحياتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top