۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 23 ۩(ما أهمية مدى تحقيق العقيدة الصحيحة في تزكية النفوس )

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
ما أهمية مدى تحقيق العقيدة الصحيحة في تزكية النفوس ؟


العقيدة الصحيحة هي القاعدة والأساس الذي تُبنى عليه التزكية كما قال الله سبحانه وتعالى { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } [إبراهيم:24] فالعقيدة مثَلها في الدين مثل الأصول للأشجار ؛ فكما أن الأشجار لا تقوم إلا على أصولها ، والبنيان لا تقوم إلا على أعمدتها ؛ فالدين كله لا يقوم إلا على العقيدة الصحيحة ، فالعقيدة الصحيحة هي أساس التزكية وقاعدتها التي عليها تبنى ، ولا يمكن للإنسان أن يزكو إلا بالاعتقاد الصحيح والإيمان السليم المستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإذا صلحت عقيدة العبد وإيمانه وحسُن إيمانه بالله وبما أمره سبحانه وتعالى بالإيمان به صلح البدن كما قال عليه الصلاة والسلام ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ )) .
 
العقيدة الصحيحة هي الأرضية و الأسس التي يشيد عليها البناء
و إذا لم تكن الأرضية فالبناء منهار لا محال
بارك الله فيكم حبيبي اباليث
 
من الضروري توضيح مفهوم العقيدة الإسلامية الصحيحة للناس، لأن الشيطان قد أخذ على نفسه عهدا لإضلال بني آدم وإبعادهم عن عقيدة التوحيد فقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس حنفاء موحدين لله تعالى بالفطرة حتى جاءت الشياطين فمالت بهم عن عقيدة التوحيد وصرفتهم عن عبادة الله تعالى إلى عبادة غيره فبعث الله تعالى الرسل والأنبياء لبيان العقيدة الصحيحة للناس وإقامة الحجة عليهم يوم القيامة...
 
جزاك الله خيرا
مالذي يفسد علينا عقيدتنا
قال العلامة إبن باز رحمه الله في مقال العقيدة الصحيحة وما يضادها:
وأما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة،

فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها، فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل، بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات، وشفاء المرضى، والنصر على الأعداء، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، فلما أنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده، استغربوا ذلك وأنكروه، وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5].
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الله وينذرهم من الشرك، ويشرح لهم حقيقة ما يدعو إليه حتى هدى الله منهم من هدى، ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله أفواجا، فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة، وجهاد طويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية، بالغلو في الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم، وغير ذلك من أنواع الشرك، ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب، فالله المستعان.
ولم يزل هذا الشرك يفشو في الناس إلى عصرنا هذا؛ بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة.
وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الأولين، وهي قولهم: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] وقد أبطل الله هذه الشبهة وبيَّن أن من عبد غيره كائنا من كان فقد أشرك به وكفر، كما قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] فرد الله عليهم سبحانه بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18] فبين سبحانه في هذه الآية أن عبادة غيره من الأنبياء والأولياء أو غيرهم هي الشرك الأكبر، وإن سماها فاعلوها بغير ذلك وقال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] فرد الله عليهم سبحانه بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] فأبان بذلك سبحانه أن عبادتهم لغيره بالدعاء والخوف والرجاء، ونحو ذلك كفر به سبحانه، وأكذبهم في قولهم: إن آلهتهم تقربهم إليه زلفى.

ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة، والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام: ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع ماركس ولينين وغيرهما، من دعاة الإلحاد والكفر، سواء سموا ذلك اشتراكية أو شيوعية أو بعثية أو غير ذلك من الأسماء فإن من أصول هؤلاء الملاحدة أنه لا إله والحياة مادة، ومن أصولهم إنكار المعاد، وإنكار الجنة والنار، والكفر بالأديان كلها، ومن نظر في كتبهم ودرس ما هم عليه علم ذلك يقينًا، ولا ريب أن هذه العقيدة مضادة لجميع الأديان السماوية، ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة،

ومن العقائد المضادة للحق ما يعتقده بعض المتصوفة: من أن بعض من يسمونهم بالأولياء يشاركون الله في التدبير، ويتصرفون في شئون العالم، ويسمونهم بالأقطاب والأوتاد والأغواث، وغير ذلك من الأسماء التي اخترعوها لآلهتهم، وهذا من أقبح الشرك في الربوبية، وهو شر من شرك جاهلية العرب؛ لأن كفار العرب لم يشركوا في الربوبية وإنما أشركوا في العبادة، وكان شركهم في حال الرخاء، أما في حال الشدة فيخلصون لله العبادة، كما قال الله سبحانه: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65] أما الربوبية فكانوا معترفين بها لله وحده كما قال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ[الزخرف:87] وقال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يونس:31] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
أما المشركون المتأخرون فزادوا على الأولين من جهتين، إحداهما: شرك بعضهم في الربوبية، والثانية: شركهم في الرخاء والشدة، كما يعلم ذلك من خالطهم وسبر أحوالهم، ورأى ما يفعلون عند قبر الحسين والبدوي وغيرهما في مصر، وعند قبر العيدروس في عدن، والهادي في اليمن، وابن عربي في الشام، والشيخ: عبدالقادر الجيلاني في العراق، وغيرها من القبور المشهورة التي غلت فيها العامة وصرفوا لها الكثير من حق الله عز وجل، وقلَّ من ينكر عليهم ذلك ويبين لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن قبله من الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله سبحانه أن يردهم إلى رشدهم، وأن يكثر بينهم دعاة الهدى، وأن يوفق قادة المسلمين وعلماءهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه ووسائله، إنه سميع قريب.

ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع: من الجهمية، والمعتزلة، ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عز وجل، وتعطيله سبحانه من صفات الكمال، ووصفه عز وجل بصفة المعدومات والجمادات والمستحيلات، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها، كالأشاعرة، فإنه يلزمهم فيما أثبتوه من الصفات نظير ما فروا منه من الصفات التي نفوها، وتأولوا أدلتها، فخالفوا بذلك الأدلة السمعية والعقلية، وتناقضوا في ذلك تناقضا بينا، أما أهل السنة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه الكمال، ونزهوه عن مشابهة خلقه، تنزيها بريئا من شائبة التعطيل، فعملوا بالأدلة كلها ولم يحرفوا ولم يعطلوا، وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم -كما سبق بيان ذلك- وهذا هو سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهو الصراط المستقيم الذي سلكه سلف هذه الأمة وأئمتها، ولن يصلح آخرهم إلا ما صلح به أولهم وهو اتباع الكتاب والسنة، وترك ما خالفهما.

والله ولي التوفيق، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا به، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
 
قال العلامة إبن باز رحمه الله في مقال العقيدة الصحيحة وما يضادها:
وأما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة،

فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها، فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل، بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات، وشفاء المرضى، والنصر على الأعداء، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، فلما أنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده، استغربوا ذلك وأنكروه، وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5].
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الله وينذرهم من الشرك، ويشرح لهم حقيقة ما يدعو إليه حتى هدى الله منهم من هدى، ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله أفواجا، فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة، وجهاد طويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية، بالغلو في الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم، وغير ذلك من أنواع الشرك، ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب، فالله المستعان.
ولم يزل هذا الشرك يفشو في الناس إلى عصرنا هذا؛ بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة.
وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الأولين، وهي قولهم: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] وقد أبطل الله هذه الشبهة وبيَّن أن من عبد غيره كائنا من كان فقد أشرك به وكفر، كما قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] فرد الله عليهم سبحانه بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18] فبين سبحانه في هذه الآية أن عبادة غيره من الأنبياء والأولياء أو غيرهم هي الشرك الأكبر، وإن سماها فاعلوها بغير ذلك وقال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] فرد الله عليهم سبحانه بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] فأبان بذلك سبحانه أن عبادتهم لغيره بالدعاء والخوف والرجاء، ونحو ذلك كفر به سبحانه، وأكذبهم في قولهم: إن آلهتهم تقربهم إليه زلفى.

ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة، والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام: ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع ماركس ولينين وغيرهما، من دعاة الإلحاد والكفر، سواء سموا ذلك اشتراكية أو شيوعية أو بعثية أو غير ذلك من الأسماء فإن من أصول هؤلاء الملاحدة أنه لا إله والحياة مادة، ومن أصولهم إنكار المعاد، وإنكار الجنة والنار، والكفر بالأديان كلها، ومن نظر في كتبهم ودرس ما هم عليه علم ذلك يقينًا، ولا ريب أن هذه العقيدة مضادة لجميع الأديان السماوية، ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة،

ومن العقائد المضادة للحق ما يعتقده بعض المتصوفة: من أن بعض من يسمونهم بالأولياء يشاركون الله في التدبير، ويتصرفون في شئون العالم، ويسمونهم بالأقطاب والأوتاد والأغواث، وغير ذلك من الأسماء التي اخترعوها لآلهتهم، وهذا من أقبح الشرك في الربوبية، وهو شر من شرك جاهلية العرب؛ لأن كفار العرب لم يشركوا في الربوبية وإنما أشركوا في العبادة، وكان شركهم في حال الرخاء، أما في حال الشدة فيخلصون لله العبادة، كما قال الله سبحانه: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65] أما الربوبية فكانوا معترفين بها لله وحده كما قال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ[الزخرف:87] وقال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يونس:31] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
أما المشركون المتأخرون فزادوا على الأولين من جهتين، إحداهما: شرك بعضهم في الربوبية، والثانية: شركهم في الرخاء والشدة، كما يعلم ذلك من خالطهم وسبر أحوالهم، ورأى ما يفعلون عند قبر الحسين والبدوي وغيرهما في مصر، وعند قبر العيدروس في عدن، والهادي في اليمن، وابن عربي في الشام، والشيخ: عبدالقادر الجيلاني في العراق، وغيرها من القبور المشهورة التي غلت فيها العامة وصرفوا لها الكثير من حق الله عز وجل، وقلَّ من ينكر عليهم ذلك ويبين لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن قبله من الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله سبحانه أن يردهم إلى رشدهم، وأن يكثر بينهم دعاة الهدى، وأن يوفق قادة المسلمين وعلماءهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه ووسائله، إنه سميع قريب.

ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع: من الجهمية، والمعتزلة، ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عز وجل، وتعطيله سبحانه من صفات الكمال، ووصفه عز وجل بصفة المعدومات والجمادات والمستحيلات، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها، كالأشاعرة، فإنه يلزمهم فيما أثبتوه من الصفات نظير ما فروا منه من الصفات التي نفوها، وتأولوا أدلتها، فخالفوا بذلك الأدلة السمعية والعقلية، وتناقضوا في ذلك تناقضا بينا، أما أهل السنة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه الكمال، ونزهوه عن مشابهة خلقه، تنزيها بريئا من شائبة التعطيل، فعملوا بالأدلة كلها ولم يحرفوا ولم يعطلوا، وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم -كما سبق بيان ذلك- وهذا هو سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهو الصراط المستقيم الذي سلكه سلف هذه الأمة وأئمتها، ولن يصلح آخرهم إلا ما صلح به أولهم وهو اتباع الكتاب والسنة، وترك ما خالفهما.

والله ولي التوفيق، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا به، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
في حياتنا البسيطة و في داخل إطار مجتمعنا الضيق كيف نصلح حالنا و نحن لم تثبت بعد على الإيمان الحقيقي بل لا زلنا نتارجح
بين محاولة الثبوت على طريق الحق و بين الاستمرار في البعد عن الله
جزاكم الله خيرا
 
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم والمميز اخي جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
في حياتنا البسيطة و في داخل إطار مجتمعنا الضيق كيف نصلح حالنا و نحن لم تثبت بعد على الإيمان الحقيقي بل لا زلنا نتارجح
بين محاولة الثبوت على طريق الحق و بين الاستمرار في البعد عن الله
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد
على المرء أن يستغل جميع وقته في طاعة الله و في تقوية إيمانه بالأعمال الصالحة التي تقربه من الله، و أن يتحرى في ذلك كله الإخلاص له سبحانه، و عليه أن يستعين في ذلك بدعاء الله أن يصلح حاله و أن يوفقه للهدى، و أن يرزقه العزيمة على الرشد، و يبصره بالعلم النافع و يرزقه الإلتزام بأحكام دينه و سولك سبيل نبيه عليه الصلاة و السلام و السلف الصالحين من بعده، كذلك على أراد الهدى عليه ان يختار الجلساء الصالحين و بالنسبة للأخوات الجليسات الصالحات، فإن لم تجد منهن واحدة فالتختر مجالسة كتاب الله مع تفسيره للبغوي أو للشيخ عبد الرحمان بن نصر السعدي و كتب العلم النافعة كالأربعين نووية مع شرحها للنووي كشرح مختصر ثم للعباد أو العثيمين (بحسب الهمة) كشرح مُبَسط و مبسوط نوعا ما، ثم من أراد في شرح الأربعين التوسع فعليه بجامع العلوم و الحكم لإبن رجب و هذا في الحديث النبوي الشريف، كما ينصح بكتاب رياض الصالحين مع شرحه للعلامة إبن عثيمين و هذا في الرقائق، و كتاب ستة الأصول و ثلاثة الأصول مع شرحيهما أيضا لإبن عثيمين (رحمه الله) أو للشيخ عبد الرزاق البدر(حفظه الله)، فإذا قوي علم العبد و زادت همته في الطاعة و زاول الأعمال الصالحة من صلاة فريضة في وقتها مع خشوعها و خضوعها وواجباتها و مستحباتها، و راعى الرواتب القبلية و البعدية، و أصاب شيئا من قيام الليل و لو صلها ركعات بعد العشاء مباشرة كانت له من القيام، و أصاب شيئا من الصدقة و الصيام سيما في الأيام الفاضلة و نحن بحمد الله على مشارف شهر الله الحرام محرم، و أكثر كذلك من الذكر بالباقيات الصالحات و هنَّ ( " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) أو بالحقولة و الإستغفار، كل هذا سبيل إلى قوة الإيمان و قوة الإيمان أخو الثبات و قرينه، فكلما قوي الإيمان كان المرء أقرب إلى الثبات، و العكس بالعكس، هذا و الله أعلى و أعلم، ووفقكم ربي إلى كل خير و سدد على طريق الحق خطاكم.
 
آخر تعديل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد
على المرء أن يستغل جميع وقته في طاعة الله و في تقوية إيمانه بالأعمال الصالحة التي تقربه من الله، و أن يتحرى في ذلك كله الإخلاص له سبحانه، و عليه أن يستعين في ذلك بدعاء الله أن يصلح حاله و أن يوفقه للهدى، و أن يرزقه العزيمة على الرشد، و يبصره بالعلم النافع و يرزقه الإلتزام بأحكام دينه و سولك سبيل نبيه عليه الصلاة و السلام و السلف الصالحين من بعده، كذلك على أراد الهدى عليه ان يختار الجلساء الصالحين و بالنسبة للأخوات الجليسات الصالحات، فإن لم تجد منهن واحدة فالتختر مجالسة كتاب الله مع تفسيره للبغوي أو للشيخ عبد الرحمان بن نصر السعدي و كتب العلم النافعة كالأربعين نووية مع شرحها للنووي كشرح مختصر ثم للعباد أو العثيمين (بحسب الهمة) كشرح مُبَسط و مبسوط نوعا ما، ثم من أراد في شرح الأربعين التوسع فعليه بجامع العلوم و الحكم لإبن رجب و هذا في الحديث النبوي الشريف، كما ينصح بكتاب رياض الصالحين مع شرحه للعلامة إبن عثيمين و هذا في الرقائق، و كتاب ستة الأصول و ثلاثة الأصول مع شرحيهما أيضا لإبن عثيمين (رحمه الله) أو للشيخ عبد الرزاق البدر(حفظه الله)، فإذا قوي علم العبد و زادت همته في الطاعة و زاول الأعمال الصالحة من صلاة فريضة في وقتها مع خشوعها و خضوعها وواجباتها و مستحباتها، و راعى الرواتب القبلية و البعدية، و أصاب شيئا من قيام الليل و لو صلها ركعات بعد العشاء مباشرة كانت له من القيام، و أصاب شيئا من الصدقة و الصيام سيما في الأيام الفاضلة و نحن بحمد الله على مشارف شهر الله الحرام محرم، و أكثر كذلك من الذكر بالباقيات الصالحات و هنَّ ( " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) أو بالحقولة و الإستغفار، كل هذا سبيل إلى قوة الإيمان و قوة الإيمان أخو الثبات و قرينه، فكلما قوي الإيمان كان المرء أقرب إلى الثبات، و العكس بالعكس، هذا و الله أعلى و أعلم، ووفقكم ربي إلى كل خير و سدد على طريق الحق خطاكم.
جزاكم الله خيرا
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top