السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ايها الأعضاء الكرام
اقرؤوا الموضوع كاملا لعلنا نستفيد
قال العلامة ابن باز رحمه الله:
س: في كتب الجغرافيا يعزون سبب نزول المطر إلى كثرة وجود البحار ، فهل يجوز هذا التعليل والاستغناء به عن الاستسقاء؟
✏ج: ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه ، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه ، وهو القادر على كل شيء ، كما قال سبحانه وتعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده ، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذبا ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك. ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره. فربنا سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ، كما قال جل وعلا: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فسبحانه ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي خارجها فشرب منه الناس وتوضئوا ، وذلك من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلمه ورحمته وإحسانه وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستغنى بذلك عن الاستسقاء ، بل الاستسقاء مشروع عند وجود أسبابه ، سواء كان أهل البلد يعلمون ما ذكره العلماء في هذا الشأن أم لم يعلموا ذلك ؛ لأن الله سبحانه شرع لعباده الاستسقاء عند وجود أسبابه ؛ ليسألوه ويتضرعوا إليه ويعرفوا فقرهم وحاجتهم إلى رحمته. وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة واستسقى بالناس في خطبة الجمعة ، وخرج بالصحابة إلى الصحراء في وقت آخر فصلى بهم صلاة الاستسقاء وخطب
فأغاثهم الله في جميع الأوقات التي استسقى لهم فيها ، رحمة من الله لعباده وتأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وإظهارا لصحة نبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام.
من ضمن الأسئلة التابعة لتعليق سماحته على محاضرة بعنوان ( الصلاة وأهميتها ) .
العلامة العثيمين رحمه الله:
كلام العلامة العثيمين رحمه الله من شريط نور على الدرب رقم ١٠٨ الوجه الأول دقيقة ١١:
المطر الذي ينزل من السماء من أين مصدره أهو كما يقال من بخار البحر أم هو من السماء وكيف ينشأ البرق والرعد إن كان في القرآن ما يشير إلى ذلك؟
✏فأجاب رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) فهذا المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري مثل الكسوف كسوف الشمس أو القمر له سبب شرعي وهو ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله (يخوف الله بهما من شاء من عباده) وهذا هو الذي ينبغي للمرء أن يعلمه وجهله نقص وأما السبب الكوني للكسوف فهو حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس ولهذا لا يكون كسوف الشمس إلا في الاستسرار في آخر الشهر لإمكان ذلك وسبب خسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر وهذا لا يكون إلا في ليالي الإبدار لإمكان ذلك والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن وأما الرعد والبرق فإنه ورد في الحديث أن الرعد (صوت ملك موكل بالسحاب وأن البرق سوطه) ولكن لا يحضرني الآن صحة هذا الحديث فإن صح وجب القول بموجبه وإن لم يصح فالله أعلم.ا.هــ كلامه رحمه الله
فالحمدلله رب العالمين على توفيقه.
ومما سبق فتقرير العلماء رحمة الله عليهم شرعي بحت لا غبار عليه فالعزو عندنا "أهل السنة أقصد" هو الكتاب والسنة ، فإن وافق العلم الدنيوي العلم الشرعي فلا حرج ، وإن خالف العلم الدنيوي العلم الشرعي هذا معناه أن العلم الدنيوي لم يرقى إلى مفاهيم العلم الشرعي لسبب أو لآخر ،،،،
لا أحد ينكر العلوم و التكنولوجيات .... ولكن بيت القصيد أن نعزو الحقائق والنوازل والأشياء إلى الله ، وعليه فالفضل لله ثم لكم جعلتمونا نعقب على مدارسة طيبة ...
والله أعلم
ايها الأعضاء الكرام
اقرؤوا الموضوع كاملا لعلنا نستفيد
قال العلامة ابن باز رحمه الله:
س: في كتب الجغرافيا يعزون سبب نزول المطر إلى كثرة وجود البحار ، فهل يجوز هذا التعليل والاستغناء به عن الاستسقاء؟
✏ج: ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه ، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه ، وهو القادر على كل شيء ، كما قال سبحانه وتعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده ، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذبا ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك. ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره. فربنا سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ، كما قال جل وعلا: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فسبحانه ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي خارجها فشرب منه الناس وتوضئوا ، وذلك من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلمه ورحمته وإحسانه وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستغنى بذلك عن الاستسقاء ، بل الاستسقاء مشروع عند وجود أسبابه ، سواء كان أهل البلد يعلمون ما ذكره العلماء في هذا الشأن أم لم يعلموا ذلك ؛ لأن الله سبحانه شرع لعباده الاستسقاء عند وجود أسبابه ؛ ليسألوه ويتضرعوا إليه ويعرفوا فقرهم وحاجتهم إلى رحمته. وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة واستسقى بالناس في خطبة الجمعة ، وخرج بالصحابة إلى الصحراء في وقت آخر فصلى بهم صلاة الاستسقاء وخطب
فأغاثهم الله في جميع الأوقات التي استسقى لهم فيها ، رحمة من الله لعباده وتأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وإظهارا لصحة نبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام.
من ضمن الأسئلة التابعة لتعليق سماحته على محاضرة بعنوان ( الصلاة وأهميتها ) .
العلامة العثيمين رحمه الله:
كلام العلامة العثيمين رحمه الله من شريط نور على الدرب رقم ١٠٨ الوجه الأول دقيقة ١١:
المطر الذي ينزل من السماء من أين مصدره أهو كما يقال من بخار البحر أم هو من السماء وكيف ينشأ البرق والرعد إن كان في القرآن ما يشير إلى ذلك؟
✏فأجاب رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) فهذا المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري مثل الكسوف كسوف الشمس أو القمر له سبب شرعي وهو ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله (يخوف الله بهما من شاء من عباده) وهذا هو الذي ينبغي للمرء أن يعلمه وجهله نقص وأما السبب الكوني للكسوف فهو حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس ولهذا لا يكون كسوف الشمس إلا في الاستسرار في آخر الشهر لإمكان ذلك وسبب خسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر وهذا لا يكون إلا في ليالي الإبدار لإمكان ذلك والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن وأما الرعد والبرق فإنه ورد في الحديث أن الرعد (صوت ملك موكل بالسحاب وأن البرق سوطه) ولكن لا يحضرني الآن صحة هذا الحديث فإن صح وجب القول بموجبه وإن لم يصح فالله أعلم.ا.هــ كلامه رحمه الله
فالحمدلله رب العالمين على توفيقه.
ومما سبق فتقرير العلماء رحمة الله عليهم شرعي بحت لا غبار عليه فالعزو عندنا "أهل السنة أقصد" هو الكتاب والسنة ، فإن وافق العلم الدنيوي العلم الشرعي فلا حرج ، وإن خالف العلم الدنيوي العلم الشرعي هذا معناه أن العلم الدنيوي لم يرقى إلى مفاهيم العلم الشرعي لسبب أو لآخر ،،،،
لا أحد ينكر العلوم و التكنولوجيات .... ولكن بيت القصيد أن نعزو الحقائق والنوازل والأشياء إلى الله ، وعليه فالفضل لله ثم لكم جعلتمونا نعقب على مدارسة طيبة ...
والله أعلم