غدر مرأة

ملامح شاعر

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
17 جانفي 2015
المشاركات
1,025
نقاط التفاعل
2,285
النقاط
71
يقصون في بعض الأساطير القديمة أن حكيما مسن من حكماء اليونان كا يحب زوجته حبا ملك عليه قلبه وعقله..وأحاط به إحاطة الشعاع بالمصباح المتقد.وكان يمازج هناءته الحاضرة شقاء المستقبل فكان شديد الخوف أن يموت و تنساه زوجته ولكن في كل مرة كان يفضي إليها بهمه تعده وتقسم له بكل محرجة من الايمان فيهدأ وتسكن روحه ثم لا يلبث أن تعود له هواجسه وفي غضون احدى اليالي المقمرة التي تعود فيها الذهاب للمقبرة وجدإمراة متسلبة جالسة أمام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها بلل ذلك لتراب فعجب لشأنها وسألها ماهي فاعلة؟ وقبر من هذا؟ فقالت له بأن الدفين زوجها وهي تجفف تراب قبره وفاء بيمين كانت قد أقسمت له به ومفاده ألا تتزوج من غيره قبل أن يجف تراب قبره وانها الليلة ستزف لزوجها الثاني فراعه ما سمع وأشتد قلقه ولما عاد لبيته وقص القصة لزوجته غضبت وأنشات تسبها وتنكر خيانتها وغدرها.
وما هو إلا عام حتى مرض الرجل مرضا شديداحتى أشرف على الموتف دعاإليه زوجته وذكرها بعدها له فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه .
وبينما كانت زوجته تبكيه وتندبه إلا أن جاءت إليها احدى الخادمات تنبؤها بقدوم احد تلاميذ الملك لزيارته وقد أغمي عليه لما سمع بوفاته فنزلت إليه فإذا هو رجل آية في الجمال والحسن فأنساها الحزن على المريض المشرف الحزن على الفقيد الهالك وماهي إلا لحظات حتى إستفاق الرجل وأنشا يقص عليها قصته فعرفة ان لا أم ولا اب واخ له وانه وحيد كحالتها.
...فعرضت عليه الزواج منها كونهما كلاهما فقدا عزيزا فليكونا سندا لبعض فابتسم ابتسامت ملؤها الحزن قائلا: يا سيدتي اني مريض ومشرف على الموت ودوائي مستحيل المطلب فانتفضت قائلة: اني سأجلب لك الدواء ولو كان في غيابات الجب فقال: ياسيدتي ان دوائي هوأن أأكل من دماغ ميت ليومه فأطرقت إطراقة طويلة ذهبت فيها نفسها كل مذهب ولم تلبث إلا وقالت لا تخف دواؤك عندي فقامت الى غرفة زوجها الميت وأمسكت بفأس بغية ضرب رأس زوجها الذي عاهدته ألا تتزوج بعده ولم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحا عينيه ينظر إليها فسقطت الفأس من يدها وإلتفتت فرأت الضيف الوسيم والخدم والحشم يتضاحكون ففهمت كل شيء ثم تقدم إليها زوجها وقال: أليست المروحة بيد المراة أفضل من الفاس التي بيدك ؟أليست من تريد تجفيف تراب زوجها أفضل ممن تريد شق دماغه قبل نعيه؟ فنظرت إليه نظرت ثم شهقت شهقت كان فيها موتها . مصطفى لطفي المنفلوطي
وبقي أن أذكر أنه ليست كل نسوة العالم كهذه المرأة
19.gif
 
وبارك الله فيك اختي
كل الشكر على المرور العبق وتواجدك الأنيق
 
قلب الام لا يخطئ
عاشت الأم مع ابنها الوحيد وزوجته وأطفاله بعد أن هجرها زوجها منذ سنوات عديدة وتزوج عليها، ذاقت الام المسكينة كل معاني الحزن والألم والعذاب وسهرت الليالي لتربية ابناءها الاثنين، وزاد ألمها بعد أن فقدت ولدها الأول في حرب العراق وإيران، وظلت الأم تعيش من أجل ولدها الآخر، تسهر علي راحته وتبقي إلي جانبه دائماً، تسقية من حنانها وعاطفتها وتدعو الله أن يحفظه لها .

كانت سعادتها لا توصف عندما شاهدت فرح أبنها الوحيد وهو يتزوج، اما فرحتها الكبري عندما رزقه الله تعالي بمولوده الاول ثم الثاني، حتي صار لديه أربعة اطفال، شعرت الام أن الله عز وجل يعوضها عما فقدته، وقد بدأت الحياة تضحك إليها من جديد بعد الحزن الذي تعرضت له لسنوات طويلة .

وفي يوم من الايام غادر ابنها إلي العاصمة للعمل، في ذلك اليوم بدأت الام تشعر بشئ غريب بداخلها، شعور ثقيل ومخيف، قلبها مقبوض دائماً، شئ مرعب ينتمي إلي ايام تكرهها، ولا تطيق التفكير بها، لم تتحمل الام طويلاً، في اليوم التالي هرعت إلي اخيها تطلب منه بالحاح أن يتصل بولدها ويحضره إليها في الحال .. ماذا حصل ولماذا كل هذا الخوف .. لا توجد إجابة واضحة إنه مجرد شعور .

اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن، وهنا أخبره زملاء العمل ان الشاب قد خرج ولم يعد وبحثوا عنه كثيراً لكن دون جدوي ولا احد يعرف عنه أى شئ حتي الآن، ولم يجرؤ احد علي اخبار عائلته أملاً في أن يجدوه سالماً دون أن يقلقوا أمه .

اتجه الاخ علي الفور إلي العاصمة وبدأ البحث والبحث، حتي عثر علي جثة في إحدي المستشفيات بعد مرور عشرة أيام، حيث لقي الشاب حتفه برصاصة في منتصف رأسه .. احتار الاخ كثيراً كيف يخبر أمه المسكينة بهذا الخبر البشع، كانت منهارة تماماً وتعلم في داخلها أن مكروهاً اصاب ولدها الوحيد، فهي تعلم رائحة الموت جيداً، وها قد اتي إلي دارها في جديد، فقلبها لا يخطئ .

في النهاية عرفت الام الخبر، وعندما القت علي ولدها نظرة الوداع الاخيرة، ودعت آخر ما تبقي لها في الحياة، وبعد مرور سبعة ايام فقط، كانت تحتضن حفيدها الصغير، قبلته بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين وكأنها تدعوهما أو تنادي عليهما وتشير بإصبعها كأنها تراهما أمام عينيها، ثم فارقت الحياة .
 
قصة فيها عبرة كبيرة
روعة اخي
تحياتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top