كل يوم قصة شعرية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عماد خطاب

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
30 جانفي 2016
المشاركات
2,741
نقاط التفاعل
4,730
النقاط
111
محل الإقامة
موزمبيق
img_1374399525_379.gif
a23MG.gif
ChQYxCl.png
هذه الحكاية مجهولة الأبطال , وذلك نظراً لمضي وقت طويل عليها أو لأن أبطالها ليسوا من المشهورين كالأمراء والفرسان والذين يحرص على أسمائهم قبل حكايتهم . . .
يقول الراوي
كان هناك رجل بالبادية متزوج من امرأة ليست من قبيلته , بل كان من فيبله أخرى مجاورة لقبيلته . . . ومرت عليه فترة سنه هو وزوجته يعيشان بأحسن حال . . . وقد اختلفت القبيلتان وحصل بينهما نزاع وكان زوجها طرفاً فيه . . . وكان اخوتها من الجهة المقابلة أطرافاً بهذا النزاع واشتدت الأزمة بين طرفي النزاع مما حدا بإخوان الزوجة أن يأخذوها ليلاً من بيت زوجها نكالاً له . . . وهي لم تكن راضية بفراقها لزوجها وكذلك زوجها الذي كان يحبها حباً كبيراً أيضاً . . . ومرت فترة طويلة بعض الشيء على فراق الزوجين والكل منهم كان يريد الآخر ولكن النزاع الحاصل حال بينهما
ضاقت الأرض بالزوج , فهو يريد زوجته ولا سبيل لوصوله إليها , ففكر بطريقة . . . أن أسل إليها إحدى عجائز القبيلة تبلغها برغبته بلقائها . . . ورسم لها خطه للقاء . . . وبالفعل ذهبت العجوز للزوجة وأبلغتها بذلك فرحبت الزوجة بالفكرة
ولما كانت الليلة الموعودة حيث كان الوعد بينهما بعد غياب القمر جاء الزوج للمكان المتفق عليه وكمن بحيث لا يراه أحد . . . ثم أخذ بالعواء كعواء الذيب ثلاث مرات متتابعة . . . عرفته الزوجة حيث كانت تعلم بالخطة سلفاً وذهبت إليه وجلسا بعد طول الفراق يشكو كل منها حاله للآخر بعد الفراق حتى إذا ما جاء الفجر افترقا وعاد كل منهما لقبيلته
مضى على هذا اللقاء فترة أشهر . . . ويقسم الله سبحانه أن تحمل المرأة من زوجها كنتيجة لذلك اللقاء . . . ويكبر بطنها فيراه أخوها ويهددها بالقتل فمن أين لها بهذا الحمل وقد فارقت وزجها منذ فترة طويلة ولم تكن حاملاً ؟؟؟
فأعلمت شقيقها بحقيقة ما حصل بينهما وبين زوجها ووصفت له المكان وأعلمته بكل ما جرى . . . فقال الأخ سأذهب أنا لزوجك وأتأكد من حقيقة ما حصل فإن لم يكن صحيحاً فليس لك عندي غير السيف
ولم تكن القبيلتان على وفاق فكيف يذهب . . . فكر الأخ واهتدى إلى طريقة . . . فلما جن الليل تنكر وذهب إلى قبيلة زوج أخته ودخل مجلسه وجلس ولم يعرفه أحد . . . ولما سكت المجلس تناول الربابة وأخذ يغني عليها

يا ذيـب يللـي تالـي الليـل عويـت
=============== ثلاث عوياتـن على سـاق وصـلاب
سايلـك بالله عقبـها ويـش سويـت
=============== يوم الثـريا راوسـت القمـر غـاب

وغنى هذه الأبيات على الربابة ثم توقف ووضع الربابة مكانها وعاد إلى مكانه . . .

فعرف الزوج أن هذا أخو زوجته وفهم أن زوجته حامل كعادة البدوي سرعة اللمح وشدة الذكاء . . .
فتقدم وتناول الربابة وأجاب

أنا أشهـد إني عقـب جوعي تعشيـت
=============== وأخـذت شاة الذيب من بين الاطنـاب
على النقـا وإلا الـردى ما تهقويـت
=============== وادو حلالـي يـا عريبيـن الأنسـاب


فلما فرغ الزوج من أبياته فهم الأخ أن أخته كانت روايتها صحيحة وانسحب بدون كلام . . .

وفي الصباح أعادوا له زوجته
13987929761897.gif

 
قلب الام لا يخطئ
عاشت الأم مع ابنها الوحيد وزوجته وأطفاله بعد أن هجرها زوجها منذ سنوات عديدة وتزوج عليها، ذاقت الام المسكينة كل معاني الحزن والألم والعذاب وسهرت الليالي لتربية ابناءها الاثنين، وزاد ألمها بعد أن فقدت ولدها الأول في حرب العراق وإيران، وظلت الأم تعيش من أجل ولدها الآخر، تسهر علي راحته وتبقي إلي جانبه دائماً، تسقية من حنانها وعاطفتها وتدعو الله أن يحفظه لها .

كانت سعادتها لا توصف عندما شاهدت فرح أبنها الوحيد وهو يتزوج، اما فرحتها الكبري عندما رزقه الله تعالي بمولوده الاول ثم الثاني، حتي صار لديه أربعة اطفال، شعرت الام أن الله عز وجل يعوضها عما فقدته، وقد بدأت الحياة تضحك إليها من جديد بعد الحزن الذي تعرضت له لسنوات طويلة .

وفي يوم من الايام غادر ابنها إلي العاصمة للعمل، في ذلك اليوم بدأت الام تشعر بشئ غريب بداخلها، شعور ثقيل ومخيف، قلبها مقبوض دائماً، شئ مرعب ينتمي إلي ايام تكرهها، ولا تطيق التفكير بها، لم تتحمل الام طويلاً، في اليوم التالي هرعت إلي اخيها تطلب منه بالحاح أن يتصل بولدها ويحضره إليها في الحال .. ماذا حصل ولماذا كل هذا الخوف .. لا توجد إجابة واضحة إنه مجرد شعور .

اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن، وهنا أخبره زملاء العمل ان الشاب قد خرج ولم يعد وبحثوا عنه كثيراً لكن دون جدوي ولا احد يعرف عنه أى شئ حتي الآن، ولم يجرؤ احد علي اخبار عائلته أملاً في أن يجدوه سالماً دون أن يقلقوا أمه .

اتجه الاخ علي الفور إلي العاصمة وبدأ البحث والبحث، حتي عثر علي جثة في إحدي المستشفيات بعد مرور عشرة أيام، حيث لقي الشاب حتفه برصاصة في منتصف رأسه .. احتار الاخ كثيراً كيف يخبر أمه المسكينة بهذا الخبر البشع، كانت منهارة تماماً وتعلم في داخلها أن مكروهاً اصاب ولدها الوحيد، فهي تعلم رائحة الموت جيداً، وها قد اتي إلي دارها في جديد، فقلبها لا يخطئ .

في النهاية عرفت الام الخبر، وعندما القت علي ولدها نظرة الوداع الاخيرة، ودعت آخر ما تبقي لها في الحياة، وبعد مرور سبعة ايام فقط، كانت تحتضن حفيدها الصغير، قبلته بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين وكأنها تدعوهما أو تنادي عليهما وتشير بإصبعها كأنها تراهما أمام عينيها، ثم فارقت الحياة .
 
إستمتعت بقراءة القصة شكرا

792314.gif 8869.jpg
قلب الام لا يخطئ
عاشت الأم مع ابنها الوحيد وزوجته وأطفاله بعد أن هجرها زوجها منذ سنوات عديدة وتزوج عليها، ذاقت الام المسكينة كل معاني الحزن والألم والعذاب وسهرت الليالي لتربية ابناءها الاثنين، وزاد ألمها بعد أن فقدت ولدها الأول في حرب العراق وإيران، وظلت الأم تعيش من أجل ولدها الآخر، تسهر علي راحته وتبقي إلي جانبه دائماً، تسقية من حنانها وعاطفتها وتدعو الله أن يحفظه لها .

كانت سعادتها لا توصف عندما شاهدت فرح أبنها الوحيد وهو يتزوج، اما فرحتها الكبري عندما رزقه الله تعالي بمولوده الاول ثم الثاني، حتي صار لديه أربعة اطفال، شعرت الام أن الله عز وجل يعوضها عما فقدته، وقد بدأت الحياة تضحك إليها من جديد بعد الحزن الذي تعرضت له لسنوات طويلة .

وفي يوم من الايام غادر ابنها إلي العاصمة للعمل، في ذلك اليوم بدأت الام تشعر بشئ غريب بداخلها، شعور ثقيل ومخيف، قلبها مقبوض دائماً، شئ مرعب ينتمي إلي ايام تكرهها، ولا تطيق التفكير بها، لم تتحمل الام طويلاً، في اليوم التالي هرعت إلي اخيها تطلب منه بالحاح أن يتصل بولدها ويحضره إليها في الحال .. ماذا حصل ولماذا كل هذا الخوف .. لا توجد إجابة واضحة إنه مجرد شعور .

اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن، وهنا أخبره زملاء العمل ان الشاب قد خرج ولم يعد وبحثوا عنه كثيراً لكن دون جدوي ولا احد يعرف عنه أى شئ حتي الآن، ولم يجرؤ احد علي اخبار عائلته أملاً في أن يجدوه سالماً دون أن يقلقوا أمه .

اتجه الاخ علي الفور إلي العاصمة وبدأ البحث والبحث، حتي عثر علي جثة في إحدي المستشفيات بعد مرور عشرة أيام، حيث لقي الشاب حتفه برصاصة في منتصف رأسه .. احتار الاخ كثيراً كيف يخبر أمه المسكينة بهذا الخبر البشع، كانت منهارة تماماً وتعلم في داخلها أن مكروهاً اصاب ولدها الوحيد، فهي تعلم رائحة الموت جيداً، وها قد اتي إلي دارها في جديد، فقلبها لا يخطئ .

في النهاية عرفت الام الخبر، وعندما القت علي ولدها نظرة الوداع الاخيرة، ودعت آخر ما تبقي لها في الحياة، وبعد مرور سبعة ايام فقط، كانت تحتضن حفيدها الصغير، قبلته بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين وكأنها تدعوهما أو تنادي عليهما وتشير بإصبعها كأنها تراهما أمام عينيها، ثم فارقت الحياة .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top