موعظة للنساء في الحجاب

نضال ابن فوزي

:: عضو منتسِب ::
إنضم
20 أكتوبر 2017
المشاركات
71
نقاط التفاعل
84
النقاط
3
العمر
27
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
استجابة المؤمنات لله و للرسول – صلى الله عليه و سلم-



لو لا الحرص على الشهرة و الظهور أمام الناس بمظهر يعجبهم لما كان لٍموضوع الحجاب لغطٌ كبير وأخذٌ و ردٌّ؛ لأن مسألة الحجاب تعود إلى أمر سهل، ألا و هو ستر الجسد بقطعة قُماش، و هذا الفعل ميسور لا كُلفة فيه، لا سيما إذا عَلِمَت المؤمنة أن ذلك يُرْضي ربّها الذي تعبده و تحبّه، فإنّها تطير فرحاً بالقيام بشيء يُرضي عنها ربّها و هو عمل يسير جدّا و ثوابه عظيم جدّا، و من السّفَه العقلي أن تدخل النار من أجل قطعة قماش خلقها الله لها و هي تترفّع عنها و لا تستجيب لأمر مولاها في شأن مستسهل وهي تدّعي حُبّه!


و قد أمر الله أهل الإيمان بالاستجابة له من قبل حلول عذابه بالمعرضين عنه، فقال: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ, مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ } (الشورى: 47)، و قد تكون عدمُ الاستجابة له سببا في الحَيلولة بين العبد و بين الإيمان فيُحْرَمه، كما قال – سبحانه و تعالى –: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ, وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (الأنفال: 24)، و لذلك فإن المؤمنة تسارع إلى طاعة ربّها و لا تختار لنفسها غير ما اختاره الله لها، قال – سبحانه و تعالى –: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ غ— وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب: 36)، و كلّ ما سوى هذه الشريعة السمحة فجَهل و هوى، لأن الله قال: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الجاثية: 18)، فأخبر أن كلّ من لم يتّبع شريعته – سبحانه و تعالى – فهو متبّع لهوًى و جهل.



و قد ضَرَب نساء الرعيل الأول المُثُل العليا في الاستجابة لأمر مولاهُن في الحجاب، فقد روى البخاري و أبو داود عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "يرحمُ الله نساء المهاجرات الأُوَل؛ لمّا أنزل الله: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور: 31) شقَقْن مُروطَهنّ فاخْتَمَرن بها"، هكذا في الرواية، و لم تقُل إحداهنّ: نعم! لكن حتى أذهب إلى الخيّاطة كي تُفصّل لي خمارا حسنا بَدَلا من تقطيع خمار من ثيابي فيَسْتبشِعُه الناظر إليه و تنفرُ منه المتبرّجات الضعيفات...! لم يكن ثَمّ مجال للعمل على إرضاء الخلق بالبروز لهم في صورة يستحسِنوها، بل إرضاء الربّ بالمتيسِّر أوّلا هو الذي سارع إليه مؤمنات ذلك الزمان، بل زاد أبو داود في روايته و صحّحه الألباني: "شقَقْن أكْثَف مُروطِهنّ فاخْتَمرن بها"، فهذا دليل على أنّهنّ شققن من ثيابهن أغْلَظها لأنّها أستَر،

و روى أبو داود (4103)، و ابن أبي حاتم في "تفسيره" عند هذه الآية – والسيّاق له و الإسناد صحيح – عن صفيّة بنت شَيبة قالت: "بينما نحن عند عائشة قالت: و ذَكَرت نساء قريش و فَضْلَهُنّ، فقالت عائشة: إنّ لنساء قريش لفضلا، و إني – و الله ! – ما رأيتُ أفضل من نساء الأنصار أشدّ تصديقا بكتاب الله و لا إيمانا بالتنزيل؛ لقد أُنزِلَت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور: 31) انقلبَ رجالهن إليهنّ يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها، و يتلو الرجل على امرأته وابنته و أخته و على كلّ ذي قَرَابته، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرْطِها المُرَحَّل فاعْتَجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن يصلّين وراء رسول الله – صلى الله عليه و سلم – الصبح مُعْتجِرات كأن على رؤوسِهِنّ الغِرْبان"، و يُلاحَظ أن الرواية الأولى ذكرَت المهاجرات و الثانية ذكرت نساء الأنصار، قال ابن حجر – رحمه الله – في "القتح" (8/490): "و يمكن الجمع بين الروايتين بأنّ نساء الأنصار بادَرْن إلى ذلك".

و على كلّ، فذاك جيل عظيم: مهاجِروه و أنصاريّوه، و إن تأسِّيَ المؤمنة بأيّ منهما تأسٍّ بأهل الجنة؛ كما قال – سبحانه و تعالى –: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة: 100)،



إن عِزّ المسلمة اليوم في وقوفها ثابتة على دين الله ثُبوتَ الجبال الرَّواسي وسط هذا العَفن الخلُقيّ الذي ارتدّت إليه البشرية إلا ما شاء الله، متمسّكة بحبله تمسّك العاضّ عليه بالنواجذ، حريصة على مرضاته أوّلا و آخرا، متذكِّرة قولَ الرسول – صلى الله عليه و سلم –: "يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر" رواه أبو داود (4343)، و الترمذي (2260)، و ابن ماجه (4014) عن أنس – رضي الله عنه – و صحّحه الألباني، و زادوا جميعا من حديث أبي ثعلبة الخُشَني – رضي الله عنه -: "فإنّ من ورائكم أيّامًا الصبر فيهنّ مثل القبض على الجمر، للعامل فيهنّ مثل أجر خمسين رجُلا يعملون مثل عملكم"، هذه هي الأُسْوة الحسنة، و لا أُسوة في النساء اللائي هِمّتُهنّ لا تتجاوز حدود المِرآة، و النظر في الأزياء المعروضة في الصحف و المجلات، و تتّبُع الحديث عن الفنّانين و الفنّانات، و كيف يحصُلن على بشرة جميلة و لو بتغيير خلق الله و أظافير قويّة حتى تصير كمخالب حيوان لا تُقَلّمها شهورا متتابِعات!



و بعدُ، فإن الله شرع لكِ – أيّتها المؤمنة! – حجابا ظاهرا ليصونك، فإن شرَح الله صدرك للتحجّب وانتصرت على الشيطان في هذا، فلا تغفلي عن الحجاب الباطني، بل ينبغي أن يكون حذرُك من تمزيق هذا أشدّ، و هو أن تحجبي نفسَكِ عن غِشيان المآثِم؛ لأنّك إن كنتِ في حال محجوبةً عن نظر الناس إليك فإنه ليس بينكِ و بين الله حجاب، فلتراقبي باطنك و ظاهرك في الخَلَوات و الجَلَوات؛ فإنّ الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال: "اتَّقِ الله حيثما كُنتَ" رواه الترمذي و هو حسن، و كما تلبسين حجابك عند بيت الله الحرام، تلبسينه إذا اضطرّك الحال للسفر إلى بلد لا يعرف الحلال من الحرام، فعن ثَوْبان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنه قال: "لأعلَمنّ أقواما من أمّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال تِهَامة بِيضًا فيجعلها اللهُ – عز و جل – هَباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله! صِفْهُم لنا، جَلِّهُم لنا؛ أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم، قال: أمَا إنّهم إخْوانُكم و مِن جِلْدَتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون، و لكنّهم أقوام إذا خَلَوا بمحارم الله انتهكوها" رواه ابن ماجه (4245) و صحّحه الألباني، و إنّ التي تظهر للناس بحجاب سابغ ثم تنقُض حُرمته إذا لم يكن عليها منهم رقيب يُخشى عليها أن يكون لها من هذا الحديث أوفر نصيب!




فتزيَّني – أيّها المؤمنة! – في هذا اليوم ليوم العرض، و إذا كان الناس قد اعتادوا على التزيّن في هذه الدنيا بإصلاح الظاهر، فإنّ التزيّن لليوم الآخر يكون بإصلاح الباطن والظاهر؛ قال الله – تعالى –: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } (الأنعام: 120)، مع أن إعمار الباطن بلباس التقوى هو أكملُ زينة و أعظمها لمن لم تُفرِّط في زينة ظاهرها بما يحبُّ الله و يرضى، قال – تعالى –: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا, وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ, ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف: 26).



قتأمّلي حالَك الآن مع حجابك و مع من تتزينّين له يوم تلقَينه، وليس بنافعك لباس زخرَفتيه للخلق في دنياك، أو ترك حجاب خلعتيه خوفا من ضحك الحضارة عليك، فإن هؤلاء جميعا لا يعرفونك يوم يقومون من قبورهم إلا بحسناتك إن كانت لك، أما لباس التبرّج فإلى اللَّعنات و طول الحَسَرات، بل لا ينظرون إليك أصلا بعد أن كانوا في الدنيا يُكْبِرون منك حُسن اختيارِك لأرقى (الماركات) و سِعة اطِّلاعك على أحدث التفصيلات، في ذلك اليوم كلّ مشغول بمصيره، قال – سبحانه و تعالى –: { فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) } (عبس: 33-37)،
و إن لم تستفيقي هنا بان لكِ أمرك يوم تُبْلى السرائر و تنكشف الستائر، و يا خَيبة المُفرّطِين إذا بُعثِر ما في القبور، و حُصِّل ما في الصدور! فعند ذلك يتميّز الخالص من البَهرج الزائف، و ينقسم الناس ما بين آمن و خائف، فنعوذ بالله من الخزي يوم العرض الأكبر، قال – تعالى –: { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} (الحاقة: 18)،



روى أبو نعيم (6/235)، والبيهقي في "الشُّعَب" (929) عن عَنبسَة الخوّاص يقول: "كان عُتبة – و هو ابن أَبَان الغلام – يزورني فربّما بات عندي، قال: فبات عندي ذات ليلة فبَكَى من السَّحَر بكاء شديدا، فلمّا أصبح قلت له: قد فزّعتَ قلبي الليلة ببكائك، ففيم ذاك يا أخي! قال: يا عَنبسة! إني – و الله! – ذكرتُ يوم العرض على الله، ثم مال ليَسقطَ فاحتضنتُه فجعلت أنظر إلى عينيه يتقلّبان قد اشتدّت حُمرَتُهما، قال: ثم أزبَد و جعل يخور، فناديته: عتبة! عتبة! فأجابني بصوت خفيّ: قطَع ذِكر يوم العرض على الله أوْصال المحبّين! قال: و يُردِّده، ثم جعل يحَشرُج البكاء و يردّده حشرجة الموت و يقول: تُراك مولاي تعذِّب محبِّيك و أنت الحي الكريم؟ قال: فلم يزل يردّدها حتى – و الله! – أبكاني".




لقد أنزل الله شريعته في لباس المرأة و هو خالقها و خالق اللباس لها، و بيّن هذه الشريعة لها و لم يكتمها عنها كي لا تضلّ، كما قال: { يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا, وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النساء: 176)، فعمل بها أجيال من المؤمنات الصالحات فسعِدن بها في الدنيا و لم يبْأَسْن و لم يشقَين، ثمّ انتقلن إلى الدار الأولى من دُور الآخرة محمودات مرضيٌّ عنهنّ، و تخلّف عن العمل بها من النساء اللائي ما قَدَرن الله حقّ قَدْره، و آثرن الفانية على الباقية، منخدعات باللهث وراء الزينة التي زيّنها لهن الشيطان، فكَبرَت أسنانُهنّ على حب العاجل الزائل إلى أن ضعُف الجسم و ذهب جماله و انحلّ رونقُه و دلاله، فاحدودب الظهر و تشحّبت البشرة التي طالما بَذَلْن الأموال الطائلة ليخرُجْن للناس فيها بوجوه لمّاعة خدّاعة، ثمّ مُتْنَ متحسّرات على ما فرّطْن في جَنْب الله، قد كُنّ يُجمّلن أعضاء بما لم يأذن الله، ثم تنقلب عليهم يوم القيامة بما أذن الله، حيث تشهد عليهم بما عملوا فيها؛ قال – سبحانه و تعالى –: { حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} (فُصّلت: 20-22) فأيّ الفريقين أحقّ بالسعادة و الحُبور؟! قال – سبحانه و تعالى –: { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ (24)} (فُصّلت: 23-24)،




فلا تبيعي مستقبلك الأخرويّ الأكيد بسراب دنيويّ إدراكه بعيد، قد بوّأك الله منزلة نفيسة، فلا تهبطي دَركات خسيسة؛ طلبًا للأوهام الكاذبة، و تَتَبّعا للصيحات الخائبة،



و الله وحدَه الموفّق لسلوك الطريق الموصل إلى دار السرور، و بيده وحده التيسير للزّهد في دار الغرور، و الحمد لله ربّ العالمين.




المصدر: كتاب العجب العجاب في أشكال الحجاب-​

646522831.jpg



لتحميل الكتاب كاملا -وهو كتاب نفيس جدا- إضغط هنا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top