تروي هذه القصيدة قصة شاب عاشق كان يحب فتاة من غير قبيلته فلما ألمّ بالديار لم يجد مضارب القوم فدخل ديراً بالقرب منها وسأل الراهب : هل مرت به الإبل التي كانت تحمل متاع القوم ؟! وعندما رأى ذلك الراهب أمارات العشق واللوعة على وجهه وقد ضاقت به الحيل أشفق عليه ورثى لحاله ومدّ له ظلاً ندياً من عطفه وأخبره بأن القوم قد رحلوا قبل مجيئه . فوضع الفتى يديه على رأسه من هول الصدمة و قال :
.
- لما أناخوا قُبيل الصبح عيسهمُ
- وحملوها وسارت بالهوى الإبل
-
- فأرسَلت من خلال السِجف ناظرها
- ترنو إليَّ ودمع العين ينهملُ
-
- وودّعت ببنان خلته علم
- ناديت لا حملت رجلاك يا جملُ
-
- يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهم
- يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ
-
- ويلي من البين ماذا حلَّ بي وبها
- من نازل البين حل البين وارتحلوا
-
- إني على العهد لم أنقضْ مودتهم
- يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا
-
- لمّا علمت بأن القوم قد رحلوا
- وراهب الدير بالناقوس منشغلُ
-
- يا راهب الدير بالإنجيل تخبرني
- عن الخيام اللواتي ها هنا نزلوا
-
- فحنّ لي وبكى وأنّ لي وشكى
- وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
-
- إن البدور اللواتي جئت تطلبها
- بالأمس كانت هنا واليوم قد رحلوا
-
- شبَكت عَشري على رأسي وقلت له
- يا حادي العيس لا سارت بك الإبلُ
-
- ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت
- يوم الرحيل فلا يبقى لهم جملُ
.
ويقال ان هذه القصيدة لمحمد بن القاسم أبو الحسن المصري ، الملقب بـ ماني الموسوس من العصر العباسي.
ويقال ان هذه القصيدة لمحمد بن القاسم أبو الحسن المصري ، الملقب بـ ماني الموسوس من العصر العباسي.