يا حادي العيس لا سارت بك الإبلُ

*حزن النبلاء*

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
4,079
نقاط التفاعل
5,980
النقاط
196
محل الإقامة
طلب العلم
الجنس
ذكر

FB_IMG_1509298769666.jpg
تروي هذه القصيدة قصة شاب عاشق كان يحب فتاة من غير قبيلته فلما ألمّ بالديار لم يجد مضارب القوم فدخل ديراً بالقرب منها وسأل الراهب : هل مرت به الإبل التي كانت تحمل متاع القوم ؟! وعندما رأى ذلك الراهب أمارات العشق واللوعة على وجهه وقد ضاقت به الحيل أشفق عليه ورثى لحاله ومدّ له ظلاً ندياً من عطفه وأخبره بأن القوم قد رحلوا قبل مجيئه . فوضع الفتى يديه على رأسه من هول الصدمة و قال :
.
  • لما أناخوا قُبيل الصبح عيسهمُ
  • وحملوها وسارت بالهوى الإبل
  • فأرسَلت من خلال السِجف ناظرها
  • ترنو إليَّ ودمع العين ينهملُ
  • وودّعت ببنان خلته علم
  • ناديت لا حملت رجلاك يا جملُ
  • يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهم
  • يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ
  • ويلي من البين ماذا حلَّ بي وبها
  • من نازل البين حل البين وارتحلوا
  • إني على العهد لم أنقضْ مودتهم
  • يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا
  • لمّا علمت بأن القوم قد رحلوا
  • وراهب الدير بالناقوس منشغلُ
  • يا راهب الدير بالإنجيل تخبرني
  • عن الخيام اللواتي ها هنا نزلوا
  • فحنّ لي وبكى وأنّ لي وشكى
  • وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
  • إن البدور اللواتي جئت تطلبها
  • بالأمس كانت هنا واليوم قد رحلوا
  • شبَكت عَشري على رأسي وقلت له
  • يا حادي العيس لا سارت بك الإبلُ
  • ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت
  • يوم الرحيل فلا يبقى لهم جملُ
.
ويقال ان هذه القصيدة لمحمد بن القاسم أبو الحسن المصري ، الملقب بـ ماني الموسوس من العصر العباسي.
 
الشاعر المنسي ماني الموسوس
ماني يقال بشد النون على وزن العسقلاني .. من فعل مني اي قدر و ماني اي قادر
الموسوس و هو اخف درجات الجنون اذ هناك افراط في تقويم الاخلاقيات و الاخطاء
هو محمد بن القاسم المصري سكن بغداد راحلا من مصر لذلك لم يعرف .. كان من اظرف الظرفاء على الرغم من اسمه .. الموسوس ..
و قد عاش في زمن التفتح و الشعر و الوصول الى كل الملذات في العصر العباسي فقد كانت بغداد زاخرة بمجالس الشعر و السمر
فقد عاصر البحتري و دعبل و كبار الشعراء ..
كان شاعرا مبرزا و حاذقا ماهرا الا انه لا نية له في الشعر سوى ما ابتذله عفويا .. فقد كان ذا ذوق رفيع جدا

و من شعره
بكت عيني غداة البين دمعاً
وأخرى بالبكا بخلت علينا

فعاقبت التي بالدمع ضنت
بأن أغمضتها يوم التقينا

وأسعدت التي بالدمع جادت
بأن أقررتها بالوصل عينا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top