كتب العلامة القمة ابو فهر محمود شاكر رحمه الله في مقاله الموسوم ب : "أسواق النخاسة " :
" .. إن الشهرة والشهادة هما شيئان لا قيمة لهما في العلم والأدب, فبناء العلم على نجاح التجربة واستواء المنطق وإقرار العقل, وبناء الأدب على صدق الإحساس وحدة الإدراك وسمو العاطفة وقوة الحشد وبراعة العبارة والأداء. فإذا لم تكن الشهرة من هذا تستفيض وعنه تَشرع, فما غناؤهما على صاحبها إلا بعض الأباطيل التي تنفش في عقول الأمم الضعيفة والأجيال المستعبدة بالأوهام والتهاويل. والشهادة ما هي إلا إجازة الدولة لأحد من الناس أنه قد تحرر من طلب العلم والأدب على القيود التي تتقيد بها المدارس والجامعات في أنواع بعينها من الكلام, وأنه قد حصل في ورقة الامتحان ما فرض عليه تحصيله بالذاكرة, ثم ترفع الشهادة يدها عن معرفة ما وراء هذا التحصيل وما بعده وما يصير إليه من الإهمال أو النسيان أو الضعف أو الفساد. فحين يغادر أحدهم الجامعة حاملا شهادته مندمجا في زحمة الجماعة تفقد الشهادة سلطانها الحكومي - أو هكذا يجب أن يكون - ولا يبقى سلطان إلا للرجل وأين يقع هو من العلم أو الأدب أو الفن؟ وهل أصاب أو أخطأ ؟ وهل أجاد أو أساء ؟ وهكذا فهو لا ينظر إليه إلا مغسولا غفلا من
مكياج
الدبلوم والليسنس والماجستير والدكتوراه .. وما إليها, وإذن, فأولى ألا ينظر إليه عن شهادة قوم لم يكن سبيلهم إلى التحكم في أسواق العلم والأدب إلا الشهادات المستحدثة, والشهرة النابغة على حين فترة وضعف واختلاط وجهل كان في الأمة حين كان أقل العلم وأشف الأدب يرفعان صاحبهما درجات من التقدير والإجلال والكرامة."،انته-
" .. إن الشهرة والشهادة هما شيئان لا قيمة لهما في العلم والأدب, فبناء العلم على نجاح التجربة واستواء المنطق وإقرار العقل, وبناء الأدب على صدق الإحساس وحدة الإدراك وسمو العاطفة وقوة الحشد وبراعة العبارة والأداء. فإذا لم تكن الشهرة من هذا تستفيض وعنه تَشرع, فما غناؤهما على صاحبها إلا بعض الأباطيل التي تنفش في عقول الأمم الضعيفة والأجيال المستعبدة بالأوهام والتهاويل. والشهادة ما هي إلا إجازة الدولة لأحد من الناس أنه قد تحرر من طلب العلم والأدب على القيود التي تتقيد بها المدارس والجامعات في أنواع بعينها من الكلام, وأنه قد حصل في ورقة الامتحان ما فرض عليه تحصيله بالذاكرة, ثم ترفع الشهادة يدها عن معرفة ما وراء هذا التحصيل وما بعده وما يصير إليه من الإهمال أو النسيان أو الضعف أو الفساد. فحين يغادر أحدهم الجامعة حاملا شهادته مندمجا في زحمة الجماعة تفقد الشهادة سلطانها الحكومي - أو هكذا يجب أن يكون - ولا يبقى سلطان إلا للرجل وأين يقع هو من العلم أو الأدب أو الفن؟ وهل أصاب أو أخطأ ؟ وهل أجاد أو أساء ؟ وهكذا فهو لا ينظر إليه إلا مغسولا غفلا من