نصيحة لمن سأل الامارة و حرص عليها و نافس غيره ليصبوا إليها.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
نصيحة لمن سأل الامارة و حرص عليها و نافس غيره ليصبوا إليها.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

كثير منّا في طريقه إلى عمله أو عبادته يلتقي بصور معلقة على الجدران متعلقة بالحملة الانتخابية البلدية والولائية، وعلى كل صورة نرى رأس القائمة سائل الإمارة، ومن بين هؤلاء من نعرفهم من عوام المسلمين المحبين للسّنة وأهلها ولكنّه خطى هذه الخطوة الخطيرة التّي جهل حكمها أو لبس عليه (من يدعي العلم ومعرفة الخلاف)، أريد بهذه الأسطر نصح إخواني هؤلاء وإلحاق الرّسالة النّبوية في هذا الباب بغض النظر عن حكم الانتخابات وأفكار الأحزاب الجامعة لهؤلاء الأفراد من ديمقراطية واشتراكية شعبية وعلمانية تحررية وووو........

أخي الحبيب أتعلم أن ّ في البخاري باب: (باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها)، وباب آخر: (باب ما يكره من الحرص على الإمارة) وفي مسلم باب (بَاب النَّهْيِ عَنْ طَلَبِ الْإِمَارَةِ وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا )؟.
في هذه الأبواب جمع شيخا الحديث أحاديث عظيمة تدل على خطورة سؤال الإمارة، فهي ندامة في الدّنيا والآخرة لمن سألها.


اقرأ وانظر في السنة وشروح العلماء تعلم مدى خطورة سؤالها والتسابق من أجلها.
_ عن أبي سعيد عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك) متفق عليه.


في هذا الحديث: نهي عن سؤال الإمارة وأن من سألها وكانت له، لم يعن عليها بل خذل وخسر بخلاف من أعطيت له وكان أهلا لها، كما ألزم بها خيار السلف فأعانهم الله عليها.
قال المهلب:" فيه دليل على أنه من تعاطى أمرا وسولت له نفسه أنه قائم بذلك الأمر أنه يخذل فيه في أغلب الأحوال؛ لأنه من سأل الإمارة لم يسألها إلا وهو يرى نفسه أهلا لها، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : (وكل إليها) بمعنى لم يعن على ما أعطاه، والتعاطي أبدا مقرون بالخذلان، وإن من دعى إلى عمل أو إمامة في الدين فقصر نفسه عن تلك المنزلة وهاب أمر الله؛ رزقه الله المعونة، وهذا إنما هو مبنى على أنه من تواضع لله رفعه" شرح صحيح البخاري لابن بطال (8/127).
ومن دلائل نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يذكر حال النّاس اليوم بتسابقهم لطلب الإمارة وبذل النفس والنفيس للوصول إليها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَت الْفَاطِمَةُ» رواه البخاري وغيره.
_ ففي الحديث: وعيد شديد أعد لمن طلب الإمارة، وندم الآخرة ليس كندم الدنيا لمن تأمل، وإن سعد المرء بحلاوتها في الدنيا، فالخطب عظيم يوم القيامة ستسأل عنها في القليل والكثير.
ولو كانت الإمارة من الخير لحث نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه عليّها، ولكنّه النّاصح الأمين رحيم بأصحابه لمّا علم خطورتها حذرهم منها، وفي هذا يقول النووي رحمه الله في شرحه على مسلم لحديث (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا): " هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلا لها أو كان أهلا ولم يعدل فيها فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط وأما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة كحديث سبعة يظلهم الله..." شرح مسلم للنووي (12/210-211)، ثم يقول ليدلك رحمه الله على هدي السلف مع هذه القضية : " ومع هذا فلكثرة الخطر فيها حذره صلى الله عليه وسلم منها وكذا حذر العلماء وامتنع منها خلائق من السلف وصبروا على الأذى حين امتنعوا" المرجع السابق (12/211).
ومن هدي النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان لا يولي من سألها محافظة على دين السائل وخوفا عليه من عواقبها كما جاء في الحديث الصحيح، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: «إنا لا نولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه»
وقد يقول قائل: ((لقد طلبها يوسف وسليمان عليهما السلام، وأنا أقتدي بهما))،
ذكر العلماء هذه المسألة وفصلوا فيها وأنقل لإخواني ما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار: " قَالَ ابْنُ التِّينِ: مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ وَإِلَّا فَقَدْ قَالَ يُوسُفُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ} [يوسف: 55] وَقَالَ سُلَيْمَانُ {وَهَبْ لِي مُلْكًا} [ص: 35] قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ - انْتَهَى. قُلْت: ذَلِكَ لِوُثُوقِ الْأَنْبِيَاءِ بِأَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ الْعِصْمَةِ مِنْ الذُّنُوبِ. وَأَيْضًا لَا يُعَارِضُ الثَّابِتَ فِي شَرْعِنَا مَا كَانَ فِي شَرْعِ غَيْرِنَا، فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الطَّلَبُ فِي شَرْعِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ – سَائِغًا، وَأَمَّا سُؤَالُ سُلَيْمَانَ فَخَارِجٌ عَنْ مَحَلِّ النِّزَاعِ، إذْ مَحَلُّهُ سُؤَالُ الْمَخْلُوقِينَ لَا سُؤَالُ الْخَالِقِ، وَسُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إنَّمَا سَأَلَ الْخَالِقَ قَوْلُهُ: (إنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَيَجُوزُ فَتْحُهَا وَيَدْخُلُ فِي لَفْظِ الْإِمَارَةِ الْإِمَارَةُ الْعُظْمَى وَهِيَ الْخِلَافَةُ وَالصُّغْرَى وَهِيَ الْوِلَايَةُ عَلَى بَعْضِ الْبِلَادِ، وَهَذَا إخْبَارٌ مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالشَّيْءِ قَبْلَ وُقُوعِهِ فَوَقَعَ كَمَا أَخْبَرَ.." نيل الأوطار (8/296-297).
من خلال الكلام السابق لأهل العلم يظهر جليا أنه لا يمكن الاحتجاج بسؤال يوسف وسليمان عليهما السلام للإمارة ( الكبرى أو الصغرى) من عدة وجوه:
أولا: النهي خاص بسائر البشر دون الأنبياء لوثوق الأنبياء بأنفسهم بسبب العصمة من الذّنوب بخلاف سائر الناس فهم معرضون للزلات والكبائر في كل حين من بينها فتنة الإمارة.
ثانيا: سؤال يوسف عليه السلام سائغ في شرعه وهذا شرع من قبلنا، وجاء النهي في شرعنا وشريعة الإسلام ناسخة لكل الديانات كما هو معلوم.
ثالثا: سؤال سليمان عليه السلام لربّه خارج محل النّزاع فالنّهي خاص بسؤال البشر.

وفي الختام أخي الحبيب عد إلى مهنتك الطيبة، قبل حملة سؤال الإمارة وإن جهلت هذه المرة فلا تعد إليها فهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟ أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل» رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 1420.
ولا أقصد بهذه النصيحة من غرق في الحزبية وناصر أهلها، وإنما أقصد من هو على شاطئها ولا زال الأثر يؤثر فيه.
نصيحة من محب لإخوانه : أبو صهيب منير الجزائري يوم 18/02/1439ه.
 
الله المستعان
التفرقة شتتت شملنا
و المال و الرئاسة باعت مبائدا كانت لن تباع الى زمن قريب
يا ليت القوم يعلمون
و اننا لنرى بكثرة الخسة الخسيسة من القوم من يسعى لذلك
الله يهديهم
اللهم ول علينا خيارنا و لا تول علينا شرارنا

جزاك الله خيرا اخونا الحبيب @ابو ليث
 
مكا يجري هته الأيام من حملات للإنتخابات المحلية في قريتنا
شيء محزن كثر الكذب و المكر و الغيبة و الشقاق
نسأل الله العافية و ربي يهدي الجميع
بارك الله فيكم حبيبي أباليث
 
391140_1351712208.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top