لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج أمي؟
أتراها كانت تخشى أن تنبت لي جذور تضرب في عمق الأرض ما يجعل عودتي إلى بلاد أبي أمراً مستحيلاً؟..ربما، ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناً.
لو كنت مثل نبتة البامبو.. لا انتماء لها.. نقتطع جزءاً من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى
"المثقفون مزعجون"
أصدق ما قرأته عن المثقفين ودمهم الثقيل
نقلته من رواية الحارس في حقل الشوفان
كثيراً ما تقارن هذه الرواية برواية جيمس جويس (يوليسيز- عوليس). لأن الروايتين من العلامات الهامة التي أشرت الطريق إلى التحولات التي طرأت على كتابة الرواية في الغرب. وتعتبر رواية "الحارس في حقل الشوفان" بداية وأنموذجا للكتابات التي عرفت فيما بعد بكتابات الغاضبين. ولقد عبر جيل الرفض في أمريكا عن تبنيه لهذه الرواية حين رفع شعار "كلنا هولدن كولفيلد" وهو اسم بطل هذه الرواية.
تعبر هذه الرواية عن الاشمئزاز والتقزز الأخلاقيين اللذين يعاني منهما صبي في السادس عشر من عمره تجاه المجتمع الأمريكي. الجميع مثيرون للتقزز والسخط عدا الأطفال وخاصة الأطفال الذين ماتوا.
إن مفتاح هذه الرواية هو كلمة "الزيف" التي تتردد خلال الرواية كلها. باستثناء الأطفال، الكل مزيفون.
لقد كان حلم البطل هولدن كولفيلد أن يعيش في كوخ على طرف غابة. حيث لا يلقى أحداً من البشر. والأمر المثير للتأمل أن المؤلف قد حقق هذا الحلم فيما بعد. لقد انتزع نفسه من المجتمع الأمريكي ليعيش في كوخ على طرف غابة، لا يرى أحداً من البشر. وحتى زوجته لا تتصل به إلا من خلال التليفون