الإسرار بالدعاء.

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
24,462
نقاط التفاعل
27,825
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
للشيخ أ. د. سليمان بن سليم الله الرحيلي.

ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا

ظاهر السنة أن الجهر بالأذكار عقِب الصلاة أفضل؛ لأن الظاهر أن النبي ﷺ كان يقولها بصوت يُسمع وأن هذا كان مستمراً منه ﷺ.

• الدعاء عبادة عظيمة جداً حتى قال النبي ﷺ : (الدعاء هو العبادة) كما عند الترمذي وابن ماجه وأبي داوود بإسناد صحيح.

وهذه العبادة لها آداب ينبغي على المسلم أن يتأدب بها، ومن هذه الآداب الإسرار بالدعاء.

• معنى الإسرار بالدعاء أن يكون مخافتاً بين العبد وربه.

الإسرار بالدعاء أفضل، وهو الذي تدل عليه الأدلة؛ إلا لمصلحة يُخالف فيها هذا الأفضل، فيصبح مقبولاً.

• مثال ذلك: كمصلحة التعليم يصبح الجهر أفضل، أو مصلحة التأمين على الدعاء كما في القنوت فيصبح الجهر أفضل.
وإلا فالأفضل هو الإسرار.

ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا

قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعاً وخُفية)
في هذه الآية ثلاثة آداب عظيمة:

1- أدبُ واجبٌ من ضروريات الدين، وهو أن يكون الدعاء لله فلا يُدعى غير الله مهما عظمت منزلته؛ فلا يُدعى ملك مقرب ولا نبي مرسل، وإنما الذي يُدعى هو الرب سبحانه وتعالى هو الله.
وهذا من أعلى فرائض الدين فإنه من التوحيد وضده من الشرك الأكبر المخرج من ملة الاسلام.
2- (تضرعا) أي تذللاً بذلة.
3- (وخفية) أي بإسرار وعدم جهر كما بينه المحقوقون من أهل العلم كابن جرير الطبري رحمه الله.

ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (قال الحسن: "بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا" وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما سُمع لهم صوت، أي ما كانت إلا همسا بينهم وبين ربهم عز وجل)

[حِكم إسرار الدعاء ]

ولإسرار الدعاء حِكم، عدَّ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بعضاً منها، من ذلك:

1-أنه ابلغ في الإيمان؛ فإن الإسرار في الدعاء يدل على أن الداعي مؤمن إيمانا يقينيا أن الله يعلم السر وأخفى ولذلك يخافت في دعائه.

2- أنه أعظم في الأدب، فقد جرت السنن أن المعظَّم لا يُرفع عنده الصوت، وإنما يُتكلم عنده بمقدار ما يُسمعُ به الصوت، فلا يزاد على المقدار الذي يسمع به كلام المتكلم، والله عز وجل يسمع السر وأخفى؛ فمن التعظيم أن يكون الدعاء بإسرار.

3- أنه أبلغ في التخشع والخضوع الحقيقي؛ فإن الغالب أن الإسرار بالدعاء لا يكون معه خشوع وخضوع متكلَّف؛ بخلاف الإعلان؛ فقد يقود إلى التكلف في الخضوع والتخشع.

أما الإسرار فلا يكون فيه إلا خشوع حقيقي وخضوع حقيقي؛ فهو أبلغ في الخضوع والتضرع والخشوع.

4- أنه أبلغ في الاخلاص وهذا ظاهر جداً؛ فإن عبادة السر يُعان فيها العبد على الإخلاص أعظم من عبادة الجهر.

5- أنه أبلغ في توجه القلب الى الله عز وجل حال الدعاء؛ فإن الإسرار -كما يقول أهل العلم- يجمع القلب.

6- أن العبد يشعر بإسراره بدعائه أنه قريب من الله وأن الله قريب منه؛ فهو عندما يدعو سراً ويعتقد أن الله يسمع دعاءه حال سره فإنه يشعر بقرب الله عز وجل منه، وهذا أكمل لإيمان المؤمن.

7- أنه أبعد عن الملل فإن الإسرار بالدعاء لا يتعب صاحبه؛ بخلاف الجهر فإن اللسان قد يتعب وقد يمل.

8- أنه أبعد عن حسد الحاسدين؛ فإن كل ذي نعمة لا بد له من حاسد، سنة جعلها الله في هذه الخليقة، والدعاء والتضرع فيه وإجابته من أعظم نعم الله على العبد.
وكون الإنسان يستمر بدعاء ربه سراً بينه وبين الله فإن هذا أبعد عن أن يُحسَد على هذه النعمة.

ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا

وهناك حكم كثيرة ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذه الحِكم إنما هي تابعة لثبوت النص بأن الإسرار أفضل.
فلما ثبت بالنص أن الإسرار أفضل في الدعاء = تلمَّس العلماء هذه الحِكم في هذا الباب.

• وقد يكون للجهر حكمٌ أخرى تجعله أفضل في بعض المواطن وفي بعض الاذكار.
يعني: أنه لا يلزم من ذكر شيخ الاسلام هذه الحِكم أن يكون الإسرار في الذكر والدعاء دائماً أفضل.
ولكن هذه حِكم الإسرار، وقد يكون للجهر في موطنه الثابت حِكم اخرى يكون بها فاضلا.

ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا

مستفاد من شرح الشيخ أ.د.سليمان الرحيلي على رسالة (آداب المشي إلى الصلاة) للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عند قوله (والإسرار بالدعاء أفضل).

❄ا•┈┈••✦✦••┈┈•ا❄
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top