تتوسد عتبة الوقوف كل المرئيات
ورياح الغرابة تهيم بزمن الهروب
عالم يبترك في الترّهات والأحلام الطويلة
فهل يكفي الوقت كي يجني الزرع
وأنت تنظر على زجاج المرآة
ترى طفلاً بالأمس كان مدلل
والآن كبر وازدحمت عليه الأيام المسافرة
فنسي كيف قضي تلك الحياة
تعاركت اللحظات مع حديث النفس
ومن تحت الرماد تنفض الغبار كطائر الفينيق
زمن ثنى بخطوات منقطعة النظير
يرحل بين ضجيج النهار و صمت الليل
ويداهم طريق اللاعودة حظه الوحيد
فتضيق الساحات بخيبة القصور
وتستهجن كل ما تبقى من بناء و تشييد
نسأل الفلك عن صراع المجرات
فتجيب النجوم بضياع وجهتنا في الأرض
كم أسرفنا من الوقت في اللاشيء
ولم يعد الحاضر يتلذذ بطعم المتعة
السنين لا تترك لنا سوى أثرنا الدفين
وتمسح كل وجداننا كأننا لم نكن
ثنى الزمن برحيله فارتحلنا معه إلى الغروب .